إلى

إنطلقا بولس وبرنابا من أنطاكية سوريا وتوجها بقيادة من الروح القدس إلى جزيرة قبرص ومن هناك إلى آسيا الصُغرى. تحدثا بالكلمة وكرزوا بالمسيح لليهود في المجامع وللأمم أيضاً. ورغم كل العنف والإضطهادات والمقاومة التي واجهوها لكنهم ثابروا وتلمذوا الكثيرين وأسسوا الكنائس الكثيرة. ورجعوا إلى أنطاكية سوريا مرة أخرى من نفس الطريق

بولس الرسول في رحلته التبشيرية الأولى أسس الكثير من الكنائس المحلية. فالكنيسة المحلية هي مجموعة مدعوة من العالم سواء كانوا يهود أو أمم. آمنوا بالرب يسوع ووضعوا ثقتهم فيه وخصصوا أنفسهم لله. هي مجموعة منظمة وبها التعليم والشركة وكسر الخبز. هي جزء من الكنيسة العالمية التي هي جسد المسيح. والغرض منها تمجيد الرب يسوع والإمتداد من خلال عملها بالبشارة والكرازة

جاء إلى أنطاكية بعض من اليهود الفريسين الذين آمنوا. لكن لم يرتاحوا لإيمان الأمم. فوعظوهم بأن يُختتنوا ويحفظوا ناموس موسى حتى يمكنهم أن يصيروا مسيحيين. ودارت مباحثات ليست بقليلة بينهم وبين بولس وبرنابا. مما إضطرت الكنيسة أن ترسل بولس وبرنابا وبعضاً منهم إلى الكنيسة في أورشليم حتى يقضي الرسل في هذا الموضوع

إرتكز بطرس في دفاعة على عدة نقاط رئيسية. ذكَّرهم بإخبتاره مع الأمم وكيف فتح الله باب الإيمان للأمم؟. حدَّثهم عن دعوة المسيح له وكيف حقق هذه الدعوة. تحدث عن الخلاص هو بالنعمة وليس بالناموس وبأعمال الناموس. وأخيراً ذكر الناموس على أنه نير لم يستطيع الآباء أن يتحملوه ولا هم أيضاً

شهد بطرس أنه بإعلان إلهي توجه للأمم. كذلك تحدث بولس وبرنابا أن البشارة للأمم هي دعوة من الله. وقد ثبَّتها وأيدها بالآيات التابعة. وهم شهود لذلك. لأنهم هم أصحاب الشأن فهم الذين ذهبوا للأمم ورأوا تغيير الله للأمم. فهم رسل مُختارون من الله لهذه الدعوة

الجميع إستمع إلى دفاع بطرس وإلى شهادة بولس وبرنابا وحان الوقت لإتخاذ القرار المصيري. كان يعقوب هو أسقف الكنيسة في أورشليم ومشهور بالصلاة وبالعدل. للدرجة التي جعلت المؤرخ يوسيفوس اليهودي يتحدث عن خراب أورشليم أنه عقاب من الله لليهود لأنهم قتلوا الرسول يعقوب. حكم الرسول يعقوب بدخول الأمم لشعب الله دون الحاجة للإختتان أو حفظ الناموس

بعد كل التقارير التي إستمتعت إليها الكنيسة الأم في أورشليم جاء وقت القرار. فكان القرار منقسم لجزئين أهمهما هو القرار العقائدي. الذي تحدث على أن الخلاص بالإيمان بالرب يسوع فقط وليس بأعمال أو ختان أو حفظ ناموس موسى. ثم القرار الثاني وهو الواجبات التي على الأمم أن يفعلوها بعد خلاصهم

القرار الذي إتخذه مجمع أورشليم بخصوص محاولة تهويد الأمم أثَّر بشكل كبير في عدة إتجاهات. فصل المسيحية عن اليهودية حتى لا تكون طائفة يهودية. أعطى الفرصة لليهود الذين يعانون من الناموس ان يقبلوا نعمة الله. وأعطى الحرية المسؤلة للأمم في قبول نعمة الله بكل حرية مع بعض السلوكيات الضرورية. كان نبع القرار هو المحبة والوحدة في جسد المسيح. فالكل خرج رابحاً

المصالحة هي مبادرة إلهية. فهو الذي صالحنا لنفسه عن طريق الرب يسوع المسيح. فكل من يقبل المسيح رباً ومخلصاً يتصالح مع الله. ومن يختبر المصالحة مع الله يعرف كيف يتصالح مع الآخرين حتى الأعداء. ودور الكنيسة هو المصالحة. لذلك جاء قرار المجمع الأول بالمصالحة بين المسيحيين من خلفية يهودية والمسيحيين من خلفية أممية

بدأ بولس هذه الرحلة كالمعتاد من أنطاكية سورية. إستغرقت هذه الرحلة ثلاث سنوات ثم عاد مرة أخرى إلى أنطاكية سورية. قاده الله لأن يصل برسالة الخلاص إلى أوروبا. وبدأت الكنائس تنتشر في أوروبا خاصة في اليونان. زار كنائس كثيرة لأنه كان يحمل الأخبار السارة للمؤمنين الأمم بخصوص قرار مجمع أورشليم

كان للرحلة الثانية عدة أهداف. منها نشر قرار المجمع في الكنائس التي عانت من حالة التهويد. وتشديد وتشجيع المؤمنين في الكنائس المختلفة. وإقامة قادة محليين في الكنائس للتنظيم والرعاية لكثرة العدد. وزرع كنائس جديدة. فالهدف من الرحلة الثانية كان الكرازة لأكبر عدد ممكن لذلك وصلوا إلى أوروبا وتلمذوا الكثيرين

هو أحد الرجلين المعتبرين الذين أرسلهما الرسل مع بولس وبرنابا للكنائس وحمل إليهم قرار المجمع بخصوص التهود. شهد عنه الكتاب المقدس بأنه بذل نفسه لأجل إسم ربنا يسوع المسيح. كان يؤمن بالحرية المسيحية كما نادى بها مجمع أورشليم. فرافق بولس بكل حب وإخلاص إلى الأمم في الرحلة التبشيرية الثانية. وكان كاتب بارز أسمه موجود مع بولس في عدة رسائل

إختلفا بولس وبرنابا حول مصاحبة يوحنا مرقس لهما. كان لكل منهما نظرية خاصة به. لكن يجمعهما الحب وخدمة الرب. وكانت النتيجة هي مجد الرب. حيث بدل أن تكون رحلة واحدة أصبحت رحلتين. أخذ برنابا يوحنا مرقس إلى قبرص. بينما أخذ بولس سيلا وتيموثاوس. زارا أماكن مختلفا وشجعا آخرين على الخدمة. وأخيراً أقرَّ بولس بموهبة يوحنا مرقس وأقرَّ بإستخدام الرب لمرقس.

تيموثاوس من عائلة فيها الأب يوناني والأم يهودية. غالباً إلتقي بولس في رحلته الأولى في مدينة لسترة ودخل الإيمان. أخذه بولس معه في الرحلة الثانية وظل مرافق مخلص لبولس حتى إستشهاده. كان راعياً لكنيسة أفسس إحدى أعظم الكنائس في هذا الوقت. كان الإبن المحبوب لبولس وقد كتب بولس له رسالتين. الرسالة الثانية كتبها قبل إستشهاده مباشرة

سفر أعمال الرسل هو سفر أعمال الروح القدس. أوصى المسيح تلاميذه بأن لا يبروحوا من أورشليم حتى يمتلأوا من الروح القدس. نظراً لأهمية الأمر. كل الخدمة والشهادة والقوات والآيات والعجائب حصلت بقوة الروح القدس. كان يرشد التلاميذ وبولس أيضاً بطرق كثيرة. وكان هو من يدعو المؤمنين للخدمة . لأن الروح القدس هو الله

الروح القدس في سفر الأعمال قاد وأرشد التلاميذ بطرق كثيرة ومنها الرؤية الإلهية. من خلال الرؤية التي أعطاها لبطرس فإنه فتح الباب للأمم لقبول الخلاص. ومن خلال الرؤية الإلهية قاد بولس للكرازة في أوروبا. كثيراً ما فعل أمور عظيمة من خلال الرؤية التي كان يعطيها بين الحين والآخر لبولس والتلاميذ

الروح القدس في سفر الأعمال قاد وأرشد التلاميذ بطرق كثيرة ومنها الرؤية الإلهية. من خلال الرؤية التي أعطاها لبطرس فإنه فتح الباب للأمم لقبول الخلاص. ومن خلال الرؤية الإلهية قاد بولس للكرازة في أوروبا. كثيراً ما فعل أمور عظيمة من خلال الرؤية التي كان يعطيها بين الحين والآخر لبولس والتلاميذ

برؤية إلهية أعلن الله لبولس أن يتحرك إلى مدينة فيلبي. حدثت ثلاثة أمور في هذه المدينة غيرت وجه التاريخ فيها. فهي المدنية التي جاء إليها فيليب المقدوني ووحَّد كل البلاد من حولها وأنجب فيها الإسكندر الأكبر الذي نشر الحضارة اليونانية في كل العالم. والحدث الثاني عندما تحولت إلى مستعمرة رومانية. لكن الحدث الأعظم هو دخول الرسول بولس بالبشارة السارة لها

برؤية إلهية أعلن الله لبولس أن يتحرك إلى مدينة فيلبي. حدثت ثلاثة أمور في هذه المدينة غيرت وجه التاريخ فيها. فهي المدنية التي جاء إليها فيليب المقدوني ووحَّد كل البلاد من حولها وأنجب فيها الإسكندر الأكبر الذي نشر الحضارة اليونانية في كل العالم. والحدث الثاني عندما تحولت إلى مستعمرة رومانية. لكن الحدث الأعظم هو دخول الرسول بولس بالبشارة السارة لها