إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضًا معه
أَ لم يكن الله قادرًا أن يحفظ عبيده الأمناء من الدخول إلى الأتون؟ ما كان أيسر ذلك عليه، ولكن لم يفعله لأنه أراد أن يضع إيمان عبيده في بوتقة الامتحان. أراد أن يمتحنه بالنار، أراد أن يمحصه في الأتون لكي «يوجد للمدح والكرامة والمجد» ( 1بط 1: 7 ). إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضًا معه (رومية 8 : 17 )
إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضًا معه (رومية 8 : 17 )
الإناء الأثري الفاخر
كان العروسان مغرمين بشراء الأواني الفخارية الثمينة والأثرية. في إحدى رحلتهما إلى أوربا ذهبا إلى متجر خاص بالأثريات.
لفت نظر العروس إناء فخاري ثمين موضوع في إحدى زوايا المتجر وكان حوله زينة جذابة. انطلقت العروس إليه وأمسكت به في إعجاب. نادت عريسها وهي تقول: "لم أرَ في حياتي مثل هذا الجمال الرائع. يا لصانعه من فنان رائع!"
بينما كانت العروس تتأمل فيه وهي تحدث عريسها عن جمال كل جزء منه، إذ بها تسمع صوتا يخرج من الإناء يقول: "أيتها العروس الجميلة ، انك لاً تفهمين من أنا. أنا لم اكن هكذا في هذا الجمال الرائع!"
صمت الإناء قليلاً ثم قال لها: "ألاً تعرفين أنني كنت حفنة من تراب، لو لمستيني لغسلتي يديك إذ تصيران متسختين.
امسك بي سيدي ووضع عليَّ ماءً وصار يعجني كنت اصرخ:
"اتركني على الأرض، لماذا تعجني بهذا العنف؟
ماذا فعلت بك؟"
نظر إلىّ سيدي وهو يبتسم قائلا:ً "ليس بعد!"
شعرت بمرارة وقلت: "ماذا يفعل بي بعد؟"
وضعني في دولاب الفخار وصار يحركه بقوة، شعرت كأن الأرض كلها تدور حولي. وصرت أصرخ: "كفي، كفي، فإنني اشعر بدوار شديد. إني أموت. ارحمني".
هز سيدي رأسه وهو يبتسم ويقول: "ليس بعد!"
أمسك بي وصار يتأمل فيَّ، وإذا به يضعني في الفرن. كانت الحرارة مرتفعة للغاية، لم اختبر مثلها قط.
قلت له: "لماذا تحرقني بالنار؟ ماذا فعلت بك لتقتلني. يا لك من قاسي القلب!"
صرخت: "افتح لي باب الفرن. كفي".
بعد فترة فتح الباب ورأيت على وجهه ابتسامة وهو يقول: "ليس بعد!"
حملني من الفرن ووضعني على رف، فتنسمت الهواء، وبدأت الحرارة تزول.
امسك بي من جديد وإذ به يضرب بالفرشاة ليرسم على أشكالاً جميلة، لكن رائحة الألوان صعبة للغاية. أحسست بحالة قيئ شديد. قلت له: "كفي، كفي، إني لا احتمل رائحة الألوان". أما هو فهز رأسه وقال: "ليس بعد!"
كدت أموت وهو يمسك بي ليضعني ثانية في الفرن ليثبت الألوان ويغير من طبيعتي.
كانت حرارة الفرن مضاعفة. توسلت إليه ألاً يضعني فيها، لكنه أصر كنت أتطلع إليه وأنا أبكي أما هو فكان يرد: "ليس بعد!"
فتح الباب وحملني من الفرن، ووضعني على الرف حتى أبرد .
بعد قليل قدم لي مرآة وقال لي: "يا حفنة التراب المتألمة انظري!"
دهشت حين رأيت نفسي في هذا الجمال الباهر. قلت له: "إنني لست أنا! إنني لست حفنة التراب المداسة بالأقدام".
قال لي: "هذا ما فعلته بك مدرسة الألم".
سيدتي العروس، لا تخافي من الألم، فان سيدك يدخل معك في طريق الآلام.
لو تركك بدون أن يعجنك تصيرين ترابا بلاً قيمة.
وان لم يحملك إلى دولابه الفخاري، تصيرين قطعة طين بلاً شكل.
إن لم يدخل بك إلى الفرن تجفين وتتشققين.
إن لم يلقِ بالألوان برائحتها الصعبة لاً تحملين صورًا جميلة.
إن لم تدخلي الفرن ثانيةً ما تستحقين أن تكوني في مركز رائع محوطة بالمجد.
لتصرخي معي قائلة: "مرحبًا بمدرسة الألم، مرحبًا بمدرسة الأمجاد الأبدية".
وهب لكم لا أن تؤمنوا به فقط بل أن تتألموا لاجله (فيلبي 29:1)
ها أنا ناظرٌ أربعة رجالٍ محلولين يتمشون في وسط النار وما بهم ضررٌ
هل يمكن ان يكون الأتون مكان للشركة ؟
أ لَم نُلقِ ثلاثة رجال موثقين في وسط النار؟ ... ها أنا ناظرٌ أربعة رجالٍ محلولين يتمشون في وسط النار وما بهم ضررٌ ( دا 3: 24 ،25)
أَ لم يكن الله قادرًا أن يحفظ عبيده الأمناء من الدخول إلى الأتون؟ ما كان أيسر ذلك عليه، ولكن لم يفعله لأنه أراد أن يضع إيمان عبيده في بوتقة الامتحان. أراد أن يمتحنه بالنار، أراد أن يمحصه في الأتون لكي «يوجد للمدح والكرامة والمجد» ( 1بط 1: 7 ).
هل يضع الصائغ الذهب في النار لأنه لا يقدِّر قيمته؟ كلا، بل لأنه يقدّرها، وغرضه ليس إزالة الزغل فقط بل إلماع المعدن الثمين أيضًا.
إنه من الواضح أن الرب لو حفظ عبيده من دخول الأتون بعمل معجزي، لم يحقق خطة الله ومجده كما حدث من خلال دخولهم الأتون، كما أن الفتية كان لهم فرصة لاظهار ولائهم وحبهم لله بالرغم من تحدي الاتون وناره المشتعلة ونالوا بركة الطاعة والاخلاص للرب، فكان خيرًا لهم أن يتمتعوا بحضوره ومواساته داخل الأتون من أن يَحظوا بقوته في حفظهم خارجًا عنه.
ما أعظم المجد للرب وأكبر الامتياز الذي تمتعوا به عندما نزل هو بنفسه ليسير في الأتون الذي قادتهم أمانتهم إليه! فقد سبق أن ساروا مع الرب في قصر الملك، ولذلك سار الرب معهم في أتون الملك، وكان ذلك بلا شك أسمى وقت في حياة شدرخ وميشخ وعبدنغو، ولم يكن الملك ليدري أنه بإنزال حمو غضبه بأولئك الرجال إنما رفعهم إلى ذلك المستوى السامي، حتى تحولت كل عين من النظر إلى تمثال الملك العظيم إلى الشخوص بدهشة إلى أولئك الأسرى المسبيين. يا للعجب! كانوا ثلاثة مقيدين، فإذا بهم أربعة محلولون. أ صحيح هذا؟ وهل كان الأتون ذا نار حقيقية؟ نعم، كانت ناره حقيقية، حتى أنها أحرقت «جبابرة القوة في جيش الملك»، ولكن كانت هناك حقيقة أعظم وهي أن الله كان هناك. وهذه الحقيقة قد غيَّرت كل شيء؛ غيَّرت كلمة الملك، وحوَّلت الأتون إلى مكان للشركة السامية المقدسة، وحوَّلت أسرى نبوخذنصّر المقيدين إلى مُحرري الرب الطليقين.
كان الله هناك، هناك بقوته لكي يستهزئ بمقاومات الناس، هناك بعطفه وحنانه ليواسي عبيده المجرَّبين، هناك بنعمته الساطعة ليطلق الأسرى أحرارًا ويقود قلوب نذيريه الأمناء إلى تلك الشركة العميقة معه التي كانت تتعطش إليها نفوسهم.
بقلم: ماكنتوش
اقترحها للنشر: سامي توما
أيها الزائر الحبيب
ربما لا تعرف ما الذي نتحدث عنه وربما تعاني من أمور عصيبة ومخيفة في حياتك. لعله لا توجد ناحية واحدة تدعو للبهجة .. إسمع جيداً ان الابتعاد عن الله والسلوك في الشر سيجلب عليك النكبات والمصائب. ربما يبدو الجو صحواً والامور مواته ولكن سرعان ما تتغير الاحوال ويبدأ موسم الحصاد للذي زرعته. يقول الله في رسالة رومية 5:2 ام تستيهن بغنى لطفه وامهاله وطول اناته غير عالم ان لطف الله انما ليقتادك الى التوبه لكنك من اجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضباً ليوم الغضب واستعلان دينونة الله العادله الذي سيجازي كل واحد حسب اعماله. لابد ان تستفيق وتتوب وترجع الى الله فيمحي خطاياك وتأتي أوقات الفرج من وجه الرب (اعمال 19:3). وعد الله لمن يتوب بالغفران للماضي الاثيم وللتعويض عن الظلمة بنور واشراقه جديدة.
عندما تطيع وصايا الله وتسر بان تحيا في مخافته وطاعته يحقق وعده لك، إسمع قول الرب في مزمور 1:112، 2 "هللويا.طوبى للرجل المتقي الرب المسرور جدا بوصاياه. نسله يكون قويا في الارض.جيل المستقيمين يبارك. رغد وغنى في بيته وبره قائم الى الابد. نور اشرق في الظلمة للمستقيمين."
مع السلام الذي نختبرة في الداخل ومع بركة الله العظيمه لاولاده وبناته الا ان عدو الخير لا يهدا بل سيذئر من حولنا، الامر الرائع ان الله يهبنا النصرة. وفي طريق الشركة مع الله يسمح لنا ان نجتاز الصعاب لكي يدربنا على المهام العظيمة كما يتدرب الجندي الباسل لخوض المعاركة العنيفة والفوز بالنصر الرائع. وجيش المسيح يتقدمه قائد ظافر مرة انتهر الريح فصار ابكم وامر البحر فصمت! اقام لعازر من قبره بعد ثلاثة ايام وغلب الموت واقام نفسه!!
ألا يستحق التمتع بمحضر المسيح وعطف قلبه الرقيق أن نجوز في سبيله في أتون النار؟
أ ليست القيود مع المسيح، خيرًا من الجواهر بدونه؟
أليس الأتون حيث المسيح، خيرًا من قصر عظيم حيث لا يوجد هو به؟
الجسد العتيق يقول: ”لا“ أما الإيمان فيهتف: ”نعم“.
إن اثارت هذه المقالة ضميرك لا تسكت بل خد قرار باتباع المسيح
الآن قبل فوات الآوان. لا تتاخر بل اكتب الينا الان ... نعم الان...لكي نمد لك يد العون!
prayer@Lfan.com
غير مسموح بالتعليقات التي: * تحتوي على إساءة وطعن بصفة شخصية في الأفراد * تهجم وعدم احترام للقادة والبلاد * ألإساءة للكنائس والتشجيع على التفرقة أو التمييز بين الطوائف * التسويق أو الاتجار أو الإعلانات بأي شكل ****** الرجاء عدم نشر معلوماتك الشخصية في خانة التعليقات ********