سمات أولاد الله (1)
ميز الله احباؤه بعلاقة عظيمة معه، من جهتنا نحن نراه فخراً ان نتعبد له ونخضع له ربا وسيدا، أما الله فقد أعلن من جانبه بعدا جديدا لعظمته وهو في محبته الفائقة والغير محدودة فبين لنا غنىوعظمة حبه ولم يكتف بالبشر ان يكونوا من عباده فحسب بل في محبته قبل أن نكون ابناء له. وهذه البنوية تعطي لأبنائه حقوقا شرعية وإمتيازات عديدة كما تحمل معها مسؤليات هامة.
هذه الحقيقة هي ما يطلق عليها الاخبار السارة اي الانجيل.
يجب أن ندرك في هذا المجال أن هذه العلاقة ليست علاقة بشرية أو تناسلية بالمعنى الجسدي بل هي روحية لانها مع الله. يتعهد الله في علاقته مع ابناءه بالحب والحنان الرعاية والاهتماموالقيادة والتدبير والتهذيب والتقويم والأرشاد والدفاع والحماية والتدبير والتشجيع والعناية والتدبير والضمان والامان والخير ولا يمكن حصر ما يقدمه الآب السماوي لاولاده من ميراث وخير لا حدود له (بطرس الاولى 9:1-10). يغفر آثامهم فضلاً بنعمته، يهبهم قلبا جديدا وطبيعة جديدة، يضمن لهم الابدية بعد وفاتهم (لا غرابه فهم ابنائه). ينقشهم على كفه، يعرف ادق تفاصيل حياتهم، يعتني بهم أكثر من عناية الام بصغارها، يغرم بهم حتى يقرر أن شعور رؤوسهم يحصيها!
قد يتسائل البعض كيف يمكن أن يصبح الانسان ابنا لله؟ وكيف يعرف شخصاً ما أنه بالفعل أصبح إبنا لله وتابعاً له من عدمه؟ هل توجد سمات ما او دلائل يمكن للإنسان أن يعرف منها إن كان فعلا من أبنا أو بنتاً الله أم لا؟
بكل يقين الأجابة نعم. لم يجعل السيد المسيح هذه الحقيقة غامضة بل أعلنها كثيرا في كلمته المقدسة. لكي تفهم وتعرف ماذا يتوقع الله من اولاده وماهي سمات علاقتهم بالله أدعوك ان تقضي وقتاً طيبا تقرا وتفهم الأصحاحات من الخامس الى السابع من انجيل متى والاصحاح الخامس من رسالة افسس، الاصحاح الثالث من الرسالة الى كولوسي ورسالة بطرس الاولى الأصحاح الأول، والرسالة الثانية لبطرس الاصحاح الاول. ليست تلك الاصحاحات على سبيل الحصر، فكلمة الله زاخرة بالوصف الدقيق لأبناء الله وعلاقتهم باباهم السماوي.
يولد الإنسان من والديه ولادة جسدية لكن كل من يقبل المسيح مخلصا له وسيدا، (يوحنا 12:1 & رؤيا 20:3) يولد ولادة روحية جديدة. تختلف تماما عن الحياة الطبيبعية. هذه الولاده الجديدة هي ثورة كاملة تحدث في حياة الانسان المولود من فوق. تبدأ هذه الولاده الروحية من فوق بناءا على رغبة حقيقة وشوق مقدس أن يدخل الانسان في إرتباط وعلاقة حية ودائمة مع المسيح بارادة حرة واعية وبرغبة صادقة للاتحاد بالله وقبول سيادته. ترتبط الولادة الجديدة بكل كلمة تخرج من فم الله. المولود من الله يصدق اقوال الله ويبني ايمانه وحياته وعلاقته مع الله على اقوال الله لا على مشاعره او على ما يقوله الناس بل على كلمة الله الحية. بطرس الاولى 23:1 مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ.
يصور لنا المسيح شخص أشتاق ان يرى يسوع، وتجاوب مع رغبته هذه المسيح وعرفها، اقرا قصة زكا في انجيل لوقا أصحاح 19 واعرف عندما يدخل المسيح الى حياة الانسان كيف يحدث فيها تغيرا عجيبا. دخل المسيح ايضا إلى قلب إمراة خاطئة وقومها السامريون هم أعداء لليهود، إهتم بها السيد المسيح
وأعلن لها أن كل من يشرب من ماء الاثم يعطش اما من يشرب من ماء البر الذي يمنحه هو فلن يبحث عن ملذات الجسد. تغيرت حياة تلك المرأة واصبحت كارزة لمدينتها بالمسيح. يوحنا اصحاح 4. ويخبرنا سفر أعمال الرسل أصحاح 9، كيف التقى شاول بالمسيح في طريقه إلى دمشق وغيره المسيح تغيرا جزرياً بعد أن طلب من المسيح قائلا له ماذا تريد أن أفعل؟
يتحد ابناء الله به قلبا وقالباً، فتصبح العبادة والصلاة شوق قلوبهم، فقد اضحى محضر الله ليس فرضا ثقيلا اهماله مصدر خوف او وعيد بل الوجود فيه محور شبع وسرور وتلذذ بالوجود في عرش الله، أروع من كل مباهج الحياة. بطرس الاولى 8:1 "الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ"!
هيا بنا نرى ملامح تلك العلاقة الفريدة العجيبة مع الله
• الذين ولدوا من فوق (من الروح): “أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ: «ٱلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ ٱللهِ».” يُوحَنَّا 3:3 هذه النقلة هي بداية الميلاد لكن معها تتغير وجهة تفكير المولود الجديد ورغباته وافكاره من الارض الى السماء ومن المنظور الى غير المنظور ومن اسفل حيث رغبات الجسد الى اعلى حيث الامجاد الالهية العظيمة! انها ولادة من فوق ويتبعها وجهة وعلاقة وحياة روحية سماوية جديدة.
• حصلوا على غفران آثامهم: يسعى الانسان ان يعتمد على نفسه ان يقدم لله ما يكفر عن خطاياه ويسترها لكي يشعر انه يستحق الغفران. ويؤكد الله نقيض ذلك تماماً بان دم المسيح وحده هو الذي يمحو الخطايا والله يرى كفارة المسيح منذ الأزل وبسببها يقبل الكفارة الرمزية لكي يمحو اثامنا ولا يعود يذكرها بسبب التقاء عدله برحمته في الفداء العظيم بدم الحمل، دم ربنا يسوع المسيح. تعلن كلمة الله المقدسة عن خطة الله لفداء الانسان منذ أن اخطأ ادم فغطى الله عريه بثياب من جلد حيوان يموت ليقدم سترا لخزي آدم وحواء وهو يشير الى الذبيح العظيم ربنا يسوع، تتوالى الاعلانات الالهية بكثافة عن خطة الله لفداء البشرية بدم المسيح، منذ آدم وحتى ظهور المخلص ربنا يسوع.
➢ اشعياء 18:1 هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ، يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ.
➢ اشعياء ٢٢:٤٤ قد محوت كغيم ذنوبك وكسحابة خطاياك. ارجع الي لاني فديتك.
➢ اشعياء 25:43 أَنَا أَنَا هُوَ الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي، وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا».
➢ ميخا 18:7، 19 مَنْ هُوَ إِلهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ، فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ. 19 يعُودُ يَرْحَمُنَا، يَدُوسُ آثَامَنَا، وَتُطْرَحُ فِي أَعْمَاقِ الْبَحْرِ جَمِيعُ خَطَايَاهُمْ.
➢ متى ٢٨:٢٦ لِأَنَّ هَذَا هُوَ دَمِي ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا.
➢ اعمال ١٢:٤ وليس باحد غيره الخلاص. لان ليس إسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص.
➢ رومية 5:25 الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا.
➢ أفسس 7:1 الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ،
➢ كولوسي 14:2 إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ بِالصَّلِيبِ،
➢ عبرانيين 12:9-14 13 لأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ، يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ، 14 كَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَال مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!
➢ 1بطرس 18:1-20 عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، 19 بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، 20 مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ،
➢ 1 بطرس 24:2 الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ.
➢ يوحنا الاولى 7:1، 9 ولكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ. 9إنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.
➢ يوحنا الاولى 1:2، 2 يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا.
تعرفنا في هذه المقالة عن معنى الولادة الجديدة وكيف ينتمي الانسان الى الله في علاقة بنوية. وأهم مايتميز به أولاد الله يقينهم ان اثامهم سترت في دم الحمل وخطاياهم غفرها المسيح بفداءه وموته على الصليب. استكمل معك عزيزي الزائر سمات اولاد الله.
هل تشتاق ان تصبح ابنا لله؟ أكتب الينا يهمنا ان نتواصل معك.
أسرة نور لجميع الامم
Noor@Lfan.com
غير مسموح بالتعليقات التي: * تحتوي على إساءة وطعن بصفة شخصية في الأفراد * تهجم وعدم احترام للقادة والبلاد * ألإساءة للكنائس والتشجيع على التفرقة أو التمييز بين الطوائف * التسويق أو الاتجار أو الإعلانات بأي شكل ****** الرجاء عدم نشر معلوماتك الشخصية في خانة التعليقات ********