الزواج والطلاق في المسيحية
المسيح عندما تحدث عن الطلاق والزواج كان في مجتمع فيه المرأة مهانة وتعتبر من الملكيات الخاصة مثل اثاث المنزل. لذلك عندما شدد المسيح على انه لا طلاق الا لعلة الزنا . كان الامر صعب على اذن من حوله. لكن المفهوم من كلام المسيح ومن كل كلام الكتاب المقدس ان الشئ الوحيد الذي يفصل اثنين عن بعضهما هو الزنا وليس شئ اخر.
انا ضحية للمؤسسات الدينية التي تفسر الانجيل بانه لا طلاق الا لعلة الزنا . وانا عشرتي مع زوجتي وصلت المستحيل وتطلقنا بقرار محكمة ولكن لا يمكن ان تعطيني الكنيسة تصريح زواج. فلماذا هذا التعنت؟
هذه احدى الحالات التي تعاني وتصرخ تحت وطأة استحالة العشرة في الزواج. و انا اتفهم حالته جيدا واشعر به واعلم انه حال البعض من المسيحيين . لكن المشكلة ليست في القانون الالهي . بل في كيفية تطبيق الكتاب. مثلا الدولة تضع قانون وهو عدم كسر اشارة المرور ومن يكسر الاشارة يدفع غرامة معينة. ويأتي شخص لظرف ما وضع نفسه في موقف كسر الاشارة . فهل سيقع تحت عقوبة القانون ام سيتم اعفاءه ؟
المسيح عندما تحدث عن الطلاق والزواج كان في مجتمع فيه المرأة مهانة وتعتبر من الملكيات الخاصة مثل اثاث المنزل. لذلك عندما شدد المسيح على انه لا طلاق الا لعلة الزنا . كان الامر صعب على اذن من حوله. لكن المفهوم من كلام المسيح ومن كل كلام الكتاب المقدس ان الشئ الوحيد الذي يفصل اثنين عن بعضهما هو الزنا وليس شئ اخر. هو بنفسه في العهد الجديد كان يصف الزواج بالعهد الابدي. وهذا ما جعله يقول عن الكنيسة انها عروسه . فهو وضع امر الزواج واسسه في جنة عدن ليكون رجل واحد لامرأة واحدة الى الابد.
نعم الناس لديهم مشاكل كثيرة بسببها يضعون انفسهم في حياة صعبة لا تحتمل مثل :
1-اثنان يقرران اتمام زواج بناءا على اعجاب شكلي او مادي او اي شئ بعيد عن الرب
2- شخص مولود من الله يقرر ان يتزوج من شخص غير مولود من الله . فهو من البداية كسر القانون الالهي فلا يطالب الله بتغيير قوانينه لتتماشى مع ظروفه
3- شخص يرتبط باخر دون دراسة الاخر وفحصه هل يتفق معه ام لا . فليست كل شخصية تتوافق مع شخص ما.
والكثير من الاشياء التي تضع الانسان في وضع لابد منه من كسر القانون. وتقريبا هذه اغلب الحالات التي مرت علي في الخدمة سواء من عامة الحضور في الكنائس او من اي طرف اخر يسمى مسيحي بالاسم.
كل قرار في حياتنا يشبه بذرة صغيرة لابد ان ينبت شجرة كبيرة . فان كانت البذرة لنبات سئ مثل شوك او حسك سيطلع هكذا والعكس صحيح .
اذا كان الاثنان مسيحيان حقيقيان بالفعل سيعملون سويا لانجاح زواجهما. ستكون مشكلاتهم سببا لتعلمهم امور جديدة في كيفية التعامل مع بعضهم ومع المال ومع الاصدقاء ومع العائلة. لكن عدم رغبة احدهم في استكمال مشوار الزواج ينبع من الاساس على ان قرار الزواج من البداية كان خاطئ جدا . او ان الطرفان فقدوا اي قيمة للحوار بينهما وبالتالي لا يصلون في كل مرة في حوارهم الى اصل المشكلة . بل يظل الحوار يدور في امور سحطية مثل :
العنف- الحساسية الزيادة في الحوار
الصوت العالي- اقتناء الملابس والاكسسوار الخ
كل هذه الامور سطحية تحتاج بنوع من التفاهم ان يصلوا الى عمق المشكلة. لكن غالبا يحدث حوار سطحي يزيد المشكلة عمقا . لا تجد الزوجة احتواء من الزوج ولا يجد الزوج طاعة من زوجته.
علاج اي مشكلة هو في البحث في جذورها
اكرر محبتي لكل انسان وضع نفسه في هذا الموقف و ايضا تفهمي الكامل لما هو فيه . لكن كما سبقت وقلت ان ما يحدث الان هو نتيجة لقرارات سابقة . فلا داعي لوضع الله والايمان في اخطاء البشر. فنحن نجد الله لم يغير من قانون الجاذبية لمجرد ان احدا اخطأ سهوا او عمدا وسقط من شرفة منزله . قد يحفظه بطريقة او باخري لكنه لم يغير قانون الجاذبية الذي وضعه.
الطريق الوحيد لاستعادة الزواج مرة اخرى هو ( الحب) لا يوجد طريق اخر لاستعادة الحياة مثل هذا الطريق. قد يكون الانفصال في بعض الاحيان مفيد للطرفين لكن عواقبه اشد خطورة . الانفصال خطية مثلها مثل الزنى والسرقة والكذب . لكن لكل خطية تبعاتها الخاصة. ويمكنك العودة لله وطلب المغفرة وهو حتما سيغفر لك. فالانفصال ليس هو نهاية العالم. لكن كل ما يزرعه الانسان اياه يحصد. فمن يزرع زواج على قرار خاطئ يحصد زواج مرير وطلاق اسوأ وحياة مشتتة ومنفصلة واولاد كارهين الحياة و بعيدين تماما عن الاستقرار.
لكن الحب ليست له عواقب . رغم انه متعب ومجهد لكن نتائجه مذهلة. هكذا جميع من اتبعوا المسيح واعلنوه ربا ومخلصا لحياتهم تاثروا بمحبة المسيح . رغم اننا جميعا نستحق العقاب الابدي والجحيم والنار الابدية التي لا تطفأ. لكنه مستمر في اعلان محبته لنا رغم انها كلفته حياته بالكامل على الصليب. ورغبة قلبه الصادقة هي ان نكون مثله . نحب زوجاتنا للمنتهي وتخضع لنا زوجاتنا ايضا . الطريق الى قلب اي رجل او امرأة هو الحب . والطريق ايضا الى السماء هو الحب فان احببت المسيح فان اول دليل على محبتك له هو ان تتشبه به باستمرار وتحفظ وصاياه. فهل قبلت محبة المسيح اليك بالفعل وتغيرت حياتك ؟ ام تحتاج الى مساعدة في كيفية قبول هذه المحبة العجيبة ؟
الحب يجعلك تواجه نفسك قبل ان تواجه الاخر. تواجه نفسك بتقصيرك وبطريقة تصرفك وعدم حكمتك وعدم قدرتك على احتواء الاخر.
وانا اشجع كل طرف من الاسرة التي تعاني مشاكل زوجية ان تبحث في نفسها قبل مواجهة الطرف الاخر. وتتعلم ثقافة الاعتذار. فان الاعتذار غالبا ما يحل اغلب المشكلة او على الاقل نصفها.
الحب يجعلني اعاتب شريك حياتي برقة ورفق لا تجرح رغم انه يمكن ان يجرحني لكن محبتي تمنعني من جرحه . فمن يرضي ان يجرح جسده ؟
الحب يعلمنا ان نضع اساسا جيدا في البيت لنتصدي لكل المشكلات.
اساسا من الروحانية الجيدة التي تحفظ البيت مقدسا بعيدا عن الخطايا الصعبة مثل :
محبة المال
الغضب وعدم القدرة على السيطرة على النفس
المشغولية بعيدا عن الاسرة
الخيانة الزوجية والزنا سواء بالفعل او بالنظر ( الافلام الاباحية والصور وكذلك الاشخاص الطبيعيين)
الحب يجعلك تهتم بالاستماع الى الاخر . لا لتسمع عصبيته بل لتسمع تؤهات قلبه وتاريخ مشكلته التي جعلته يصل الى هذا الحد من التصرفات التي تفرق ولا تجمع.
الحب يقدم ليس فرصة واحدة بل عدد كثير من الفرص امام الطرف المخطئ لكي يصلح من نفسه. وان لم يقدر على اصلاح نفسه. فان الحب يجعلني اساعده على اصلاح نفسه.
الحب متعب !
هذا صحيح اذا اعتمدنا على ان الحب مشاعر فقط. لكن الحب هو قرار واختيار . فقد يكون شريك حياتك اساء لك كثيرا جدا وبسبب كثرة اساءته كرهته وتتمني ان تتخلص منه او من حياتك كلها وبكل شئ يربطك به حتى بالاطفال. كرهت الوجود في نفس البيت . كرهت عائلته وكرهت امواله او اعماله.
لكن الحب يجعلني اختار ان اقدم لمن اكرهه بمثل هذه الكراهية الكثير من الاعمال الجيدة وكل ما يلزم لبناء علاقة جيد, فالمسيح كان يكره الخطية . ونحن كنا ممتلئين خطية وبالتالي كنا امامه شكلنا غير مرغوب فيه لانه قدوس وكامل. ولكنه اختار ان يقدم لنا الفداء حتى نتمكن من القداسة والشركة الحية معه.
اعلم انك قد وصلت الى نهايتك مع شريك حياتك وتفكر جديا في الانفصال او الانتحار. لكن توقف ! يوجد امل جديد ان كان لديك رغبة بسيطة جدا جدا في اصلاح هذا الزواج. وهذا الامل يتمثل في ان تتعلم الحب من المسيح وان تختار ان تحب مثل المسيح . حب ليس مبني على المشاعر التي تتغير بل حب مبني على اساس المسيح الذي لا يتغير. فالكتاب المقدس يخبرنا الاتي :
رسالة بطرس الأولى: الفصل: 3, الآية 1:
عن طريق اختيار طريق المسيح في معاملة الشريك غير الطائع لكلمة الله فانه ولو طال الزمان حتما سيخضع لكلمة الله ويحب زوجته او تحب زوجها
اذن الحل في هذه المسألة ان كنت تريد ان زواجك يرجع اليك هو ان تحب. والحب لا ينتظر مقابل من الطرف الاخر. لكن ثق فانه بعد وقت معين سينهار صور الكراهية الذي تم بناءه بينكما.
لكني لا استطيع ان اقرر ان احب لان بداخلي مشاعر كراهية كثيرة. وانا منهار من افعال شريك حياتي . فكيف احبه ؟
اولا تحتاج الى مساعدة وهذه المساعدة هي من الرب يسوع شخصيا ويمكنك طلبها بالشكل التالي :
1- اركع على قدميك واخبره انك تائب عن كل تقصير فعلته نحو شريك حياتك
2- اطلب تدخله في البيت على اقصي سرعة
3- افتح له قلبك حتى يملأه بالحب
4- ثق انه بدأ بالفعل في تولي المسؤلية
ثانيا ابدأ في عمل اشياء تعبر بها عن حبك للطرف الاخر وثق ان الله سيقدم لك المعونة لتقدر ان تفعل ذلك.
ثالثا اطلب معونة من الرب لتقدر ان تعتذر عن اخطاءك نحو شريك حياتك
رابعا عندما تعتذر لا تخبر الاخر بانك ممسك له بعض الاخطاء والذلات
خامسا لا تستجيب لمشاعرك عندما يستفزك رد فعل شريك حياتك . لانه في بداية الامر ولفترة ما لن يتقبل هذا منك وسيفكر بانك تخدعه.
في النهاية اذا كانت رغبة قلبك في استرجاع زواجك فعليك ان تفعل كما فعل المسيح. لانه اراد ان ترجع اليه زوجته ( الكنيسة) فاحبها جدا ومات من اجلها . وان كنت لا تقدر فافتح قلبك له حتى يعطيك القدرة لكي تقدر ان تفعل ذلك . مشاعرك ستحتاج فترة للتعود على الوضع الجديد . ستتعب كثيرا من مشاعرك في البداية لكنها ستتحول اخيرا .
بقلم :اميل منصور
عزيزي القارئ
امر الزواج والطلاق ليس بالامر التافه
لا تتعجل لا تستجيب لغضبك
ان كنت لا تعرف كيف تحب ؟
اطلب من المسيح الان
فهو اله الحب
اركع الان على قدميك واخبره الاتي :
ربي يسوع المسيح
اعترف لك بخطيتي ان حياتي تنهار
وزواجي سوف ينتهي الى دمار واولادي سيتشتتون
من فضلك ادخل الى قلبي والى بيتي
املأني بالحب وتولي انت مسؤلية البيت
اجعلنا عائلة واحدة كل الايام. امين
إن كانت هذه رغبتك اليوم للرجوع الى الله فلا تتوان ان تتصل بنا
او تكتب الينا رسالة الكترونية او بالبريد وترسلها الينا
لاننا نهتم ان نشجعك وناخذ بيدك
الى ان تجد العون والنجاة وتحتمي في ابن الله الحي
وحده الذي يسطع بنوره العجيب عليك
فيبدد ظلمتك وينهي حيرتك ويهبك سلامه العجيب وقوته العظيمة
نحو الحرية والنصرة والقوة في شخصه وبروحه القدوس
اكتب الى:
غير مسموح بالتعليقات التي: * تحتوي على إساءة وطعن بصفة شخصية في الأفراد * تهجم وعدم احترام للقادة والبلاد * ألإساءة للكنائس والتشجيع على التفرقة أو التمييز بين الطوائف * التسويق أو الاتجار أو الإعلانات بأي شكل ****** الرجاء عدم نشر معلوماتك الشخصية في خانة التعليقات ********