وجدت اشباعاً لعقلي
ظننت أن السعادة ربما تكون في المكانة، فرشّحت نفسي رئيساً لفصلي ونجحت بشيء من الغش. وفرحت وأنا أناقش مشاكل الجامعة والزملاء وأصدر فيها القرارات. ولكن الفرحة خمدت لأن التلاميذ كانوا يجيئون إليَّ بمشاكلهم، فكنت أقول لهم: «آسف. لا أقدر أن أساعدكم فإن لديَّ مشاكلي!».
منذ بضع سنوات كان يصدق عليَّ وصف توما الأكويني عندما قال إن في داخل كل نفس عطشاً للسعادة لا يهدأ، فقد كنت أطلب السعادة. ومن لا يريدها؟
كنت أكره الوحدة، وأسأل نفسي: من أنا؟ ولو أن أحداً أعطاني مخدراً وقتها لتعاطيته، فقد كنت بائساً أفتش عن علاج للفشل والفراغ.
وفكرت أولاً في الدين، فذهبت إلى الكنيسة، ولكني لم أجد فيها تغييراً لحياتي. ولما كنت إنساناً واقعياً، أرفض ما لا يفيد، لذلك رفضت الدين.
ثم فكرت أن العلم ربما يساعدني، فذهبت إلى الجامعة وحدثت التلاميذ عن المشاكل، ولكننا لم نجد الحلول. ومع أن أساتذتي قالوا لي كيف أكسب لقمة العيش، إلا أنهم لم يستطيعوا أن يقولوا لي كيف أعيش عيشة أفضل!
وظننت أن السعادة ربما تكون في المكانة، فرشّحت نفسي رئيساً لفصلي ونجحت بشيء من الغش. وفرحت وأنا أناقش مشاكل الجامعة والزملاء وأصدر فيها القرارات. ولكن الفرحة خمدت لأن التلاميذ كانوا يجيئون إليَّ بمشاكلهم، فكنت أقول لهم: «آسف. لا أقدر أن أساعدكم فإن لديَّ مشاكلي!».
ولكني لاحظت أن لدى بعض الأساتذة والتلاميذ بُعداً آخر لحياتهم، وظهر أنهم يعيشون «فوق» ظروفهم وليس تحت أكوامها! أما أنا فقد كانت سعادتي تتوقف على ظروفي. عندما تكون ظروفي طيبة فإني أحس بالسعادة، وعندما تعاكسني الظروف كنت أحزن. وعندما تبادلني صديقتي الصداقة كنت أحلق فوق السحاب، وعندما ترفض صداقتي، أنهار!
وذات يوم سألتهم ببساطة: «ماذا غيَّر حياتكم؟» ونظرت إحدى الزميلات إليَّ وقالت كلمتين: «يسوع المسيح».
وقلت لها: «لا داعي لهذا الكلام الفارغ، فقد يئست من الدين والكنائس. لا تحدثيني عن الدين» فأجابت: «لم أحدثك عن الدين ولا عن الكنيسة. لقد حدثتك عن شخص هو يسوع المسيح». فاعتذرت لها. وقالت الزميلة إن المسيحية ليست ديانة بل صلة وعلاقة. وقد لمَسَت هذه الفكرة نفسي لأني كنت أعتزّ بِصِلاتي وعلاقاتي بالناس.
هل تعلم ماذا جرى بعد ذلك؟ لقد دعوني لأفحص قول المسيح إنه ابن الله فحصاً عقائدياً! فقلت في نفسي إن هذه مسرحية هزلية. يبدو أن للمسيحيين عقلين: عقل ضاع، وعقل آخر يفتش عليه! ولكن دعوتهم لي تكررت، فقررت أن أفحص الأمر.
وقد اكتشفت حقائق وبراهين تثبت أن يسوع المسيح شخص تاريخي، ولم أكن أظن أنها موجودة. وكنت أتلقى بعض الدراسات مع أساتذة لا يؤمنون بالمسيح ولا المسيحية، ويحسبونها خرافة. ولم أكن أحب أن يقولوا عني إني مسيحي. لكن بعد وقت من البحث وجدت أنني أرفض المسيح على أساس تحيُّز أساتذتي أو جهلهم!
ووجدت نفسي في صراع عقلي عنيف، فكطالب قانون آمنت أن الله جاء إلى عالمنا في يسوع المسيح الذي مات مصلوباً من أجل خطايانا، وأنه قام، وأنه حي اليوم. ولكن إرادتي كانت ترفض ما صدَّق به عقلي. وقد زاد صراعي العقلي عندما رأيت المسيحيين السعداء. هل شعرت يوماً بالتعاسة وسط قوم سعداء؟ لقد كنت في غاية الضيق، فقررت أن آخذ قراراً فاصلاً أستطيع بعده أن أريح عقلي، قبل أن أجنّ وأستريح من عقلي!
وكان أمامي قراران: أن أقبل المسيح مخلّصاً لحياتي، أو أن أرفضه. وإني لسعيد أن عقلي استطاع أن يقدر الموقف، ففي التاسعة عشرة من عمري لم أكن سعيداً ولا مكتفياً بحياتي.. وها أنا أرى من يقول إنه سعيد لأنه وجد إجابة لمشاكله في المسيح. وقلت: إني أكون أحمقاً لو لم أجرب الله، فإنه لو كنت أنا الشخص الوحيد في العالم لمات المسيح من أجلي.
وفي الثامنة والنصف من مساء ليلة من ديسمبر صرت مسيحياً. وإنني أعرف صدق هذا، فقد كنت واعياً تماماً.
أردت أن أتأكد أولاً أن زملائي لا يلاحظونني. كانت المرات الوحيدة التي رآني فيها الزملاء راكعاً هي عندما كنت أضبط قناة التلفزيون، أما في هذه المرة فقد ركعت وصليت: «شكراً لك يا رب لأنك متَّ على الصليب لأجلي». ثم قلت له إني خاطئ، وقد كان هذا إذلالاً لنفسي لم أتعوَّد عليه. كنت أظن الخطية هي الكذب والسرقة والنجاسة، ولكن الخطية أساساً هي اللامبالاة من نحو الله. فرجوته أن يغفر لي.
ثم قلت له: «أرجوك يا يسوع أن تدخل حياتي وتخلصني. استبدل إرادتي بإرادتك». ثم شكرته لأنه جاء لحياتي.
ولم يحدث شيء. لم يحدث نور في السماء، ولم أجرِ لأشتري كمان لأغني فرحاً.. ولكن ما بين ستة أشهر وسنة تغيّرت حياتي تغييراً كلياً. غير أني لاحظت التغيير بعد ستة أو ثمانية أيام، فقد كان عقلي لا يهدأ، وكنت أحب أن أكون في مكان ما أو مع شخص ما، ولم أكن أقدر أن أكون وحدي مع أفكاري، فقد كان عقلي كمتاهة. ولكن عندما سلّمت نفسي للمسيح جاء السلام والهدوء العقلي. ليس أنه لم يكن عندي صراع، لكني كنت قادراً على مواجهة الصراع، وفي سلام. ومن الصعب أن أصف لك هذا، فإن عليك أن تجرّبه لنفسك.
وكنت حاد الطبع، الأمر الذي كان يوقعني في مشاكل. ولكن بعد أن صرت مسيحياً كنت أتحكم في نفسي قبل أن أفقد زمامها، ولاحظ أصحابي ذلك، ولكن أعدائي لاحظوه أسرع منهم!
وكان في قلبي كراهية من نحو البعض، ليس في الظاهر، لكن معظمه في داخلي. كنت أحتقر الملونين والذين من أجناس أخرى. لماذا؟ لأني رأيت في المختلفين عني تهديداً لي، ولم أكن مطمئناً. وكان والدي بؤرة كراهيتي، فقد كان في نظري أكبر سكير في المدينة، وكان زملائي في المدرسة يسخرون مني بسببه. وكنت أضحك، لكن قلبي كان يتمزق داخلي. وعندما كان أصحابي يزورونني كنت أحاول أن «أزوّحه» خارج البيت. بل حاولت أن أقتله عدة مرات بوضع السم له في زجاجة الخمر.
ولكن عندما صرت مسيحياً انتزعت محبة الله الكراهية مني وأعطتني المحبة، محبة قوية جعلتني أنظر لأبي وأقول له: «إني أحبك!». وقد هزه هذا القول هزاً شديداً.
وبعد ستة شهور أُصبت في حادثة سيارة. وجاء والدي ليزورني في المستشفى وسألني: «كيف تقدر أن تحب أباً مثلي؟» فقلت: «منذ ستة شهور لم أكن أجد في نفسي القدرة على ذلك. لكن في المسيح أستطيع أن أحبك، وأحب الآخرين أيضاً». وشرحت له كيف غيَّرني المسيح داخلاً وخارجاً. وبعد ٤٥ دقيقة جثا على ركبتيه وسلّم حياته للمسيح. وكان كأن يداً من العلاء امتدت لتضيء حياته. ولم يقرب الخمر من وقتها. وبعد ذلك بثلاثة عشر شهراً مات، ولكن في خلال هذه الشهور الثلاثة عشر سلّم كثيرون من الناس في بلدنا وفي مجاوراتها حياتهم للمسيح بسبب التغيير الذي رأوه في حياة أبي.
لهذا السبب أعتقد أن يسوع المسيح هو أعظم من أحدث ثورة في العالم، ولهذا السبب أيضاً أعتقد أن أعظم استثمار لحياتي هو أن أشارك أكبر عدد من الناس في إيماني.
لقد كنت دائم الجولان بسبب التوتر والقلق، وأنا الآن دائم التنقل أنشر بشرى السلام. لقد وجدت في المسيح إشباعاً لعقلي!
جوش مكدويل من ثقتي في الاختبار المسيحي
عزيزي القارئ
اعظم ثورة في التاريخ هي الثورة على الغريزة والشهوة
لان الشهوة جعلت الجميع مقيد وغير حر ولم يتحرر منها احد
جاء المسيح باعظم ثورة واعطى اتباعه ان يعرفوا طريق الانتصار
فهل تشتاق لأن تكون حرا من القيود ؟
هل تشتاق ان تشبع الفراغ الذي في حياتك
هل حاولت ان تنتصر على قيودك ولم تستطيع ؟
ان كنت تريد ان تختبر هذه النصرة ؛ ولا تعرف كيف
اكتب لنا على العنوان التالي :
ask@lfan.com
غير مسموح بالتعليقات التي: * تحتوي على إساءة وطعن بصفة شخصية في الأفراد * تهجم وعدم احترام للقادة والبلاد * ألإساءة للكنائس والتشجيع على التفرقة أو التمييز بين الطوائف * التسويق أو الاتجار أو الإعلانات بأي شكل ****** الرجاء عدم نشر معلوماتك الشخصية في خانة التعليقات ********