حياة الشكر والفرح المستمر
في الكلمة المقدسة، نجد وصية متكررة لأن نقدم الشكر لله بصورة مسـتمرة بلا توقف. والله لا يريدنا أن نقدم له الشكر بمشاعر القهر والمذلة، ولكنه يريدنا أن نمتليء بمشاعر الرضا والاكتفـاء بل والتقدير والامتنان في كل حين. فلكي نستطيع أن نقدم الشـكر الدائم للرب يجب أن نمتليء أولاً بالثقـة في محبتـه وسـلطانه وقدرتـه وصلاحه. فالشـكر هو لغة الإيمان التي تؤكِّد وتُرَحِّب بمُلك الإله المحب الصالح والقدوس العادل على الحياة.
وبجانب حياة الشكر الدائم، يوصينا الله أيضاً أن نفرح، وأن نفرح كل حين. وفي تلك الوصية يكشـف لنا الله عن قلبه من نحونا. فهو لا يطالبنا فقط أن نحيـا حياة القداسة أو حياة الطاعة الكاملة، ولكنـه يأمرنا بأن نحيا حيـاة الفرح بصورة مستمرة. والذهـن البشري لا يفهم صيغة الأمـر في مثل هذه الوصيـة. فنحن نعـرف أن الفـرح يأتي كرد فعل لشيء ما ولا يمكننا استحضاره كمجرد عمل طاعه. لذلك لا أحد يستطيع أن يُصـدر أمـراً كهذا إلا الله نفسـه. فهو الوحيد الذي عندما يأمرنا بشيء، يعطينا كل إمكانية لتحقيقه. والله لم يعطنا فقط إمكانية الشكر والفـرح، ولكنه أعطانا ذاته حتى نحيا في شكر دائم وفرح مستمر. إن الرب يدعونا للحياة التي يكون هو وحده فيها مصدراً ومركزاً للشكر والفرح وضامناً أوحد لاستمرارهما.
في هذا الجزء، سنتحدث عن حيـاة الشكر الدائم وحياة الفرح الكامل والمستمر، وكيف يضرم كل منهما الآخر، وكيف يؤثران على حياة العبادة والتسبيح لشعب الله.
بقلم/ جيجي عدلي