الغنم والذئاب
المسيح يرسل تلاميذه للعالم الذي وضع في الشرير ، والمسيح قد اتى لكي يطلب ويخلص ماقد هلك ، ورئيس هذا العالم يطلب هلاك كل البشر ، لذلك يحذر المسيح تلاميذه من الشيطان المقاوم لعمل الله في خلاص النفوس .اما عن تشبيه المسيح للتلاميذ بالغنم فذلك لان الغنم لاتستطيع ان تتحرك بغير الراعي ، فهي تختلف كثيرا عن الكلاب او الاسود او الحيوانات المفترسة ، فالغنم تحتاج جدا الى راع يربضها ويغذيها ويقودها الى المراعي الخضراء ، ويوردها الى مياه الراحة
مامعنى التشبيه المذكور في قول المسيح (( ها انا ارسلكم كغنم في وسط الذئاب ؟ ))
في هذا القول نجد المسيح يرسل تلاميذه للعالم الذي وضع في الشرير ، والمسيح قد اتى لكي يطلب ويخلص ماقد هلك ، ورئيس هذا العالم يطلب هلاك كل البشر ، لذلك يحذر المسيح تلاميذه من الشيطان المقاوم لعمل الله في خلاص النفوس .
اما عن تشبيه المسيح للتلاميذ بالغنم فذلك لان الغنم لاتستطيع ان تتحرك بغير الراعي ، فهي تختلف كثيرا عن الكلاب او الاسود او الحيوانات المفترسة ، فالغنم تحتاج جدا الى راع يربضها ويغذيها ويقودها الى المراعي الخضراء ، ويوردها الى مياه الراحة ، وهذا هو التشبيه الذي قصده المسيح بالنسبة للكنيسة ، فنحن بغير رعاية المسيح لنا نضل ونسقط ، كما ان الكتاب المقدس يشبه الجموع التي لم تتعرف على المسيح انهم (( .. كانوا منزعجين ومنطرحين كغنم لا راعي لها )) {مت : ٩: ٣٦}
فالجموع التي لم تتعرف على الرب مشبهة بغنم لا راعي لها ، اما من تعرف على الرب فصار خروفا له راع يتبعه . فحال الانسان قبل معرفة الله هو ضال لانه بلا راع ، اما حال الانسان بعد معرفة الراعي الصالح هو الامان لانه وجد الراعي والمرشد . ففي الحالة الاولى كانت الجموع غنما بلا راع . اما الحالة الثانية فالكنيسة هي غنم حول الراعي ، او كما قال الكتاب (( .. وتكون رعية واحدة وراع واحد )) {يو ١٠: ١٦} وكلما اقترب الانسان من المسيح يشعر اكثر فأكثر بضعفه الشخصي وقوة المسيح العجيبة في المشورة والارشاد ويتخلى تلقائيا عن الاتكال على فهمه وقوته البشرية ، ويتكل تماما على الراعي الصالح الممتلئ بكل كنوز الحكمة والمعرفة والعلم .
الكتاب المقدس مليئ بالاحداث التي تؤكد هذه الحقيقة ، وسنذكر حادثة واحدة منها وهي حادثة الحرب بين داود وجليات ، فجليات ضد الراعي الذي هو المسيح ويتكل على نفسه ، لذلك دخل الحرب مسلحا بكل الاسلحة التي يمكن ان يتسلح بها انسان في ذلك الوقت . كما هومكتوب
((فخرج رجل مبارز من جيوش الفلسطينيين اسمه جليات من جت طوله ست اذرع وشبر
(نحو ثلاثة امتار). وعلى راس خوذة من نحاس ، وكان لابسا درعا حرشفيا ووزن الدرع خمسة الاف شاقل نحاس. وجرموقا نحاس على رجليه ومزراق نحاس بين كتفيه . وقناة رمحه كنول النساجين وسنان رمحه ست مئة شاقل حديد وحامل الترس كان يمشي قدامه )){ ١صم ١٧: ٤ - ٧ }اما داود فدخل الحرب بلا سيف ولا رمح كما قال الكتاب عنه (( واخذ عصاه بيده وانتخب له خمسة حجارة ملس من الوادي وجعلها في كنف الرعاة الذي له اي في الجراب ومقلاعه بيده وتقدم نحو الفلسطيني )){١صم ١٧: ٤٠} كيف يدخل داود الحرب بلا سيف ولا رمح وعدوه مسلح بكل هذه الاسلحة؟ السبب في ذلك هو ان داود خروف له راع ، وهو يطيع مشورة الراعي ، كما سنرى بعد قليل. والان ماالذي حدث حينما راى جليات داود؟
يقول الكتاب ((ولما نظر الفلسطيني ورأى داود استحقره لانه كان غلاما واشقر جميل المنظر (اي لايصلح اطلاقا ان يكون رجل حرب ) . فقال الفلسطيني لداود العلي انا كلب حتى انك تأتي الى بعصى . ولعن الفلسطيني داود بالهته . وقال الفلسطيني لداود : تعال الي فأعطي لحمك لطيور السماء ووحوش البرية . فقال داود للفلسطيني ، انت تأتي الي بسيف وبرمح وبترس ، وانا اتي اليك باسم رب الجنود اله صفوف اسرائيل الذين عيرتهم هذا اليم يحبسك الرب في يدي فأقتلك واقطع رأسك واعطي جثث جيش الفلسطينيين هذا اليوم لطيور السماء وحيوانات الارض فتعلم كل الارض انه يوجد اله لاسرائيل )){ ١صم١٧:٤٢- ٤٦}
والسؤال المهم جدا الان لداود كيف يحقق الله هذا الانتصار العظيم وليس في يدك ياجندي الرب ياداود سيف ولا رمح ؟
يجيبنا داود ان الله سيجيب عن هذا السؤال وسينتصر ، اما داود الخروف المتكل على الراعي فهو متأكد من الانتصار ، لذلك قال لجليات (( وتعلم هذه الجماعة كلها انه ليس بسيف ولا برمح يخلص الرب لان الحرب للرب وهو يدفعكم ليدنا )){ ١صم١٧: ٤٧}وياللعجب هذا ماحدث !! ويصف الكتاب المعركة قائلا (( وكان لماقام الفلسطيني وذهب وتقدم للقاء داود ان داود اسرع وركض نحو الصف لقاء الفلسطيني . ومد داود يده الى الكنف واخذ منه حجرا ورماه بالمقلاع وضرب الفلسطيني في جبهته فارتز الحجر في جبهته وسقط على وجهه الى الارض . فتمكن داود من الفلسطيني وقتله.
ولم يكن سيف بيد داود . فركض ووقف على الفلسطيني واخذ سيفه واخترطه من خمده وقتله وقطع به رأسه . فلما راى الفلسطينيون ان جبارهم قد مات هربوا ( ١صم١٧: ٤٨-٥١) . فمن هذه الحادثة ندرك تماما ان الحرب للرب وقائد المعركة هو الرب وهو الذي امر داود ان يدخل المعركة وهوالذي اعطاه القوة والكلام والحركة والانتصار ليقدم لنا نهاية تعيسه لمن يعير شعب الله فقد قتله غلام اشقر جميل المنظر ليس معه سيف ولا رمح . لقد قتل المعًير بسيف المعًير ، وقد كان السيف مازال في الغمد واخذ داود السيف ((.... واخترطه من غمده وقتله وقطع به رأسه .. )) { ١صم١٧: ٥١} هذه العلاقة بين داود والرب تبين لنا علاقة الخروف بالراعي وقد تكلم عنها داود في مزمور ٢٣ (( الرب راعي فلا يعوزني شئ . في مراع خضر يربضني . الى مياه الراحة يوردني . يرد نفسي . يهديني الى سبل البر من اجل اسمه . ايضا اذا سرت في وادي ظل الموت لا اخاف شرا لانك انت معي .عصاك وعكازك هما يعزيانني . ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقي . مسحت بالدهن راسي . كأسي رياً .انما خير ورحمة يتبعانني كل ايام حياتي واسكن في بيت الرب الى مدى الايام )) .
سؤال : من هم الذئاب ؟
الجواب :
الذئاب هم اولاد الشيطان الذين يملأون العالم و يقاومون عمل البشارة بالانجيل في كل مكان في العالم ، وقد ارسل الله اولاده اي خرافه في هذا العالم لكي يبشروا جميع البشربالخلاص فما هو رد فعل الشيطان واولاده الذئاب على ارسالية الرب لاولاده الخراف لحمل اسمه في هذا العالم ؟
الشيطان يقاوم عمل الله بكل الطرق ، وسندرس احدى الطرق الخفية التي ذكرهاالمسيح وهي عبارة عن تمثيلية يدبرها الشيطان وهو يحاول ان يفسد عمل لله فيرسل واحدا من اولاده المتدينين ، اي الزوان ليندس بين جماعة الخراف ليصبح اجيرا له هيئة راع ثم يرسل واحدا من اولاده الذئاب ليهجم على القطيع ، فماذا يحدث ؟
اجاب المسيح قائلا (( انا هو الراعي الصالح ، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف . واما الذي هو اجير وليس راعيا ( الخفي المتدين الذي ارسله الشيطان ) الذي ليست الخراف له فيرى الذئب مقبلا ويترك الخراف ويهرب . فيخطف الذئب الخراف ويبددها . والاجير يهرب لانه اجير ولايبالي بالخراف ) { يو١٠ : ١١ - ١٣ } فهذا هو عمل الشيطان ، ان يرسل اولاده لهلاك البشر بكل حيلة ومكر ، فهو الروح الذي يعمل الان في ابناء المعصية ، لذلك اولاد الشيطان هم ذئاب خاطفة ، وقد ارسلنا المسيح كغنم في وسط الذئاب ، ولايمكن ان نتمم رسالتنا بينهم الا ان تعلمنا الاتكال الكامل على المسيح حتى لاتفتك بنا الذئاب وتنتهي الكنيسة في العالم ، لكن باتكالنا على الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف نجد الحماية والرعاية والنصرة ، فالرب رجل الحرب .
اما المؤمن المهزوم فهو الذي لايتكل بالكامل على الرب بل يحارب بقوته الشخصية الطبيعية وادراكه البشري ، فلو تصورنا ان داود فعل ذلك واخذ سيف الملك شاؤل ، ملك اسرائيل ، ولبس خوذة نحاس على راسه ودخل المعركة مع جليات ، لمات في الحال ، فكيف له ان ينتصر وهو اضعف من جليات ، فالذئب دائما اقوى من الخروف .
ليتنا نتعلم هذه الحقيقة ان الذئب اقوى من الخروف ، لكن الاسد اقوى من الذئب ، والاسد المنتصر الخارج من سبط يهوذا هو شخص المسيح ، ويقول الكتاب (( حينما يحفظ القوي داره متسلحا ( ويقصد هنا الشيطان ) تكون امواله في امان . ولكن متى جاء من هو اقوى منه فأنه يغلبه وينزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه ويوزع غنائمه )){ لو١١: ٢١-٢٢} وليس اقوى من الشيطان الا ملك الملوك ورب الارباب يسوع المسيح ، فلنتكل عليه ونملكه على كل اجزاء حياتنا حتى يسودعلينا ويرشدنا ويقودنا من انتصار الى انتصار ويغيرنا من مجد الى مجد ،وينمينا في النعمة والقامة ، ثم اخيرا هو (( الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته ان يخضع لنفسه كل شئ )){في٣: ٢١}
عزيزي الزائر
يقول القس لطيف ان الجموع التي لم تتعرف على الرب مشبهة بغنم لا راعي لها. قد تتسائل وكيف يمكنني ان اكون ضمن رعية المسيح؟ كيف اعرفه وانا مقيد بقيود الاثم والشر ولا اعرف كيف الفكاك؟ إن كانت هذه صرخة قلبك وتود ان تتبع المسيح من كل قلبك او تعرفه أود ان اؤكد لك انه هو يحبك ايضا ومستعد ان يفتح عينيك حتى تبصر الحق وتعرف طريقك الى النصرة. لمزيد من الاخبار السارة تواصل معنا فيهمنا ان تجد الامان في شخص المسيح وتتمتع بالرعاية والارشاد في علاقة شخصية بينك وبينه، وتحصل على غفران خطاياك وسكنى الروح القدس في كيانك إذ تصبح خليقة جديدة في المسيح يسوع بل تصير له ابنا ويصبح هو لك اباً. من حقك ان تعرفه وتتمتع بمواعيده العظمى والثمينة لك. لا تتوان ولا تسمح للشيطان ان يعوقك ولا لاكاذيبه ان تهددك. ننتظر ان نسمع منك. اكتب الينا على العنوان التالي: noor@Lfan.com
نعدك بان نقدم لك كل اهتمام ولاسيما ما يتعلق بمصيرك الابدي.
اعداد القس/ لطيف فهيم
غير مسموح بالتعليقات التي: * تحتوي على إساءة وطعن بصفة شخصية في الأفراد * تهجم وعدم احترام للقادة والبلاد * ألإساءة للكنائس والتشجيع على التفرقة أو التمييز بين الطوائف * التسويق أو الاتجار أو الإعلانات بأي شكل ****** الرجاء عدم نشر معلوماتك الشخصية في خانة التعليقات ********