مبطلات الصلاة الجزء الثاني
تحدثنا في مقالة سابقة لكي نوضح ان خطية الانسان تفصله عن الله. لا يمكن للانسان المدان بشرورة وآثامه ان تقبل صلاته قبل ان يحتمي في حمل الله يسوع المسيح الذي حمل خطايا البشر في جسده عندما سدد دين الخطية امام عدالة الله.
بصلح الانسان وعودته الى الله ينال حياة جديدة وطبيعة جديدة تشتاق للتواصل الحي مع الله. ويطلب الله من ابنائه الطاعة وحياة التقوى والقداسة التي بدونها لن يرى احد الرب. نستعرض بقية حديثنا عن بعض معوقات الصلاة والمعطلات التي تبطل الصلاة.
بعض معوقات الصلاة ومبطلاتها هي: الكبرياء، الصياح، العصبية، عدم الاحتمال، الكراهية، الشهوات الدنسة، الغرور، الكذب، السرقة، الكلمات النابية، المرارة والسخط، والغضب والتجديف، والخبث، القسوة، القلب القاسي، عدم الغفران.
إن الله لا يطيق الاثم والاعتكاف، يقول الله لشعبه في اشعياء 13:1 "لاَ تَعُودُوا تَأْتُونَ بِتَقْدِمَةٍ بَاطِلَةٍ. الْبَخُورُ هُوَ مَكْرَهَةٌ لِي. رَأْسُ الشَّهْرِ وَالسَّبْتُ وَنِدَاءُ الْمَحْفَلِ. لَسْتُ أُطِيقُ الإِثْمَ وَالاعْتِكَافَ." ولايقبل الله الصلاة الخارجة من قلوب لوثتها الخطية إلا صلاة التوبة والاعتراف بالذنب الى الله، بقبول عمل المسيح الكفاري لمحو اثار خطايانا. هذا وتتسم الحياة المسيحية بقبول المسيح مخلصا في الالتزام بمبادئ التقوى والطهارة وسكنى الروح القدس في حياة الانسان المولود من الله يهب الانسان قوة للسير في مخافة الله وطاعة وصاياه.
تشرح الايات الواردة في رسالة افسس بعض تلك المبادئ. غياب تلك المبادئ من حياة اولاد الله يعيق صلواتهم ويعطل شركتهم مع ابيهم السماوي. لاحظ الكلمات المكتوبة باللون الأحمر والتي تؤكد ما يتوقعه الله من اولاده وما ينهاهم عنه.
أفسس 4و5
1فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ، أَنَا الأَسِيرَ فِي الرَّبِّ: أَنْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا. 2بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ. أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ، 23وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، 24وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ. 25لِذلِكَ اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ، وَتَكَلَّمُوا بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ. 26اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، 27وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَانًا. 28لاَ يَسْرِقِ السَّارِقُ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يَتْعَبُ عَامِلاً الصَّالِحَ بِيَدَيْهِ، لِيَكُونَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَ مَنْ لَهُ احْتِيَاجٌ. 29لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ. 30وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ. 31لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ. 32وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ.
وَأَمَّا الزِّنَا وَكُلُّ نَجَاسَةٍ أَوْ طَمَعٍ فَلاَ يُسَمَّ بَيْنَكُمْ كَمَا يَلِيقُ بِقِدِّيسِينَ، 4وَلاَ الْقَبَاحَةُ، وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ، وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ الشُّكْرُ. 5فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ هذَا أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ الَّذِي هُوَ عَابِدٌ لِلأَوْثَانِ لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَاللهِ. 6لاَ يَغُرَّكُمْ أَحَدٌ بِكَلاَمٍ بَاطِل، لأَنَّهُ بِسَبَبِ هذِهِ الأُمُورِ يَأْتِي غَضَبُ اللهِ عَلَى أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ. 7فَلاَ تَكُونُوا شُرَكَاءَهُمْ. 8لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلاً ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ. 9لأَنَّ ثَمَرَ الرُّوحِ هُوَ فِي كُلِّ صَلاَحٍ وَبِرّ وَحَقّ. 10مُخْتَبِرِينَ مَا هُوَ مَرْضِيٌّ عِنْدَ الرَّبِّ. 11وَلاَ تَشْتَرِكُوا فِي أَعْمَالِ الظُّلْمَةِ غَيْرِ الْمُثْمِرَةِ بَلْ بِالْحَرِيِّ وَبِّخُوهَا. 12لأَنَّ الأُمُورَ الْحَادِثَةَ مِنْهُمْ سِرًّا، ذِكْرُهَا أَيْضًا قَبِيحٌ. 13وَلكِنَّ الْكُلَّ إِذَا تَوَبَّخَ يُظْهَرُ بِالنُّورِ. لأَنَّ كُلَّ مَا أُظْهِرَ فَهُوَ نُورٌ. 14لِذلِكَ يَقُولُ: «اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ». 15فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، 16مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ.
عدم الغفران: لا يقبل الله الصلاة التي يحتفظ مقدمها بالمرارة، الكراهية والاساءة. الدرس الهام الضي يعلمه المسيح لتابعيه هو الحب. الحب للاعداء وطلب البركة لمن يلعن اولاد الله بل رد الاساءة بالبركة واكرام من يطهدهم فقد استنكر ان يحب تلاميذ المسيح من يحبوهم فقط قائلا اليس الخطاة ايضا يحبون من يحبهم! ولنا فى فادينا المبارك المثل الأعلى للغفران إذ طلب الغفران لصالبيه وهو فوق الصليب .
مرقس11: 25-26
25وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ، فَاغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ، لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَّلاَتِكُمْ. 26وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا أَنْتُمْ لاَ يَغْفِرْ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَيْضًا زَّلاَتِكُمْ.
متى23:5
فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ،فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ.
الصلاة الغير مقصودة:
المحرك الاول لله لكي يصغ الى الصلوات الصادرة من قلوب يحركها حب للرب. الصلاة التي تدخل بنا الى عرش الله بالايمان على يقين من الوجود في حضرته. اما الصلاة الروتينية التي لا تعبر عن رغباتنا ومشاعرنا ولكنها اداء واجب وترديد كلمات لا تعبر عن اعماقنا واشواقنا لا يمكنها ان تحرك يد الله او تشد انتباهه اليها.
ان حديثنا بعضا للبعض بدون هدف يعتبر اهانة فان تحدثت معك وانا اقرأ كتابا ولاسيما لو كان كلامي حديثا منقولا عن اقوال كتبها غيري. تشعر بالاهانة وعدم الرغبة في التواصل الشخصي بيننا فتسعى نحو وقف الحديث وان استمرت احديثنا بهذا الشكل تتعرض علاقتنا لخلل جسيم. لا يستمع الله للانسان الذي لا يعني ما يقول. لذلك يوصي المسيح بان لا نكرر الكلام باطلا اثناء الصلاة وايضاً يؤكد انه ليس كل من يقول يارب يارب سيدخل الملكوت.
دوافع الصلاة الغير مقدسة:
لا يسمع الله الصلوات التي يحركها دوافع اخرى مختلفه عن تمجيد اسم الله والسجود له وحده ولكن لكي يرى الناس تقوى المصلي اي بغرض التباهي بالدين. يسعى البعض لاظهار التدين للحصول على تاييد مادي او معنوي او سياسي.
يلتقي بنا الله في الصلاة ويصغ الى الصلاة عندما يكون دافع الصلاة هو الرغبة الحقيقية للوجود في محضر الله والشوق للمثول امامه وحبه لشخصه، لعبادته والسجود له، لتسبيح اسمه وتمجيده، او للبحث عن مشيئته واتمامها او طلبا للحياة التي حسب قلب الله او للتشفع والتضرع لاجل الاخرين او لطلب وجهه ورحمته والتوبة اليه. اما
بينما برفض الله ان يصغ الى الصلاة التي تصدر من قلوب متعاليه، المتظاهر بوشاح الكمال والكبرياء القلوب التي لا تهتم سوى بكل ماهو ارضي ويحقق مصالح الذات وحب العالم والمال وما يتسم بالانانية أو الصلوات الصادرة من قلوب تميل للشر والمكائد والتشفي من الاخرين. يسمي الله هذه الدوافع معوجة وهي تحول دون قبول الله لتلك الصلوات.
اساءة معاملة الاخرين:
شعب الله الصارخ اليه لا يجوز أن يظلم الاخرين ولا يحق للرجل ان يقسو على زوجته أوأهل بيته أو من يرأسهم. القسوة والظلم والتحيز والتحزب في كافة تعاملات شعب الله كافية لان تحجب صلاتهم عن عرش الله فلا يصغ لها.
بطرس الأولى3: 1-7
7كَذلِكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ، كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ الْفِطْنَةِ مَعَ الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأَضْعَفِ، مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً، كَالْوَارِثَاتِ أَيْضًا مَعَكُمْ نِعْمَةَ الْحَيَاةِ، لِكَيْ لاَ تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ. 8وَالنِّهَايَةُ، كُونُوا جَمِيعًا مُتَّحِدِي الرَّأْيِ بِحِسٍّ وَاحِدٍ، ذَوِي مَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ، مُشْفِقِينَ، لُطَفَاءَ، 9غَيْرَ مُجَازِينَ عَنْ شَرّ بِشَرّ أَوْ عَنْ شَتِيمَةٍ بِشَتِيمَةٍ، بَلْ بِالْعَكْسِ مُبَارِكِينَ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ لِكَيْ تَرِثُوا بَرَكَةً.
تعالى الى الله تائباً وارفع قلبك اليه،
توبني لكي اتوب عن كل كبرياء، وكل خطية سمحت لها ان ترعى في قلبي يالهي.
استر وجهك عن خطاياي ورشني بدم ابنك وطهرني،
قلبا نقيا اخلق في يالله وروحا مستقيما جدد في داخلي.
لكي ارجع اليك واتوب عن اثامي واحيا لك بامانة واطيعك عن طيب خاطر.
اصلي في اسم المسيح امين.
ان رفعت هذه الصلاة من قلبك لا تتوان ان تتصل بنا لكي نشجعك للحياة بايمان.
الى اللقاء
اسرة نور لجميع الامم.
غير مسموح بالتعليقات التي: * تحتوي على إساءة وطعن بصفة شخصية في الأفراد * تهجم وعدم احترام للقادة والبلاد * ألإساءة للكنائس والتشجيع على التفرقة أو التمييز بين الطوائف * التسويق أو الاتجار أو الإعلانات بأي شكل ****** الرجاء عدم نشر معلوماتك الشخصية في خانة التعليقات ********