الرسالة الرعوية: تسمى الرسالتان إلى تيموثاوس والرسالة إلى تيطس بالرسائل الرعوية، لأنها أرسلت إلى خدام الرب الذين كانوا يرعون كنائس كبيرة، فقد كان تيموثاوس يخدم فى أفسس ولم يقم أدنى شك لدى المؤمنين فى الكنيسة الأولى أن هذه الرسائل قد كتبها بولس الرسول.
دار نفاش كبير حول تحديد تاريخ كتابة الرسالة إلى تيموثاوس. ولا لنا أولاً أن نحسم موضوع سجن بولس، إن كان سُجن مرة واحدة أو إثنن قبل أن نستطيع أن نقرر زمن كتابة الرسالة الأولى إلى تيموثاوس وكذلك الرسالة إلى تيطس. ومما لا شك فيه أن بولس قد سُجن مرتين (وهذا هو الرأى الغالب)، وانه فيما بين السجن الأول والثانى قد قام بكتابة هذه الرسالة وكذلك رسالته إلى تيطس. لكن لو كان قد سُجن مرة واحدة فإن تحديد زمن كتابة الرسالتين يبقى عملاً عسيراً.
كان بولس قد وصل إلى روما مقيداً فى عام 61م ، حيث بقى سجيناً مدة سنتين فى البيت الذى استأجره لنفسه . وخلال فترة السجن هذه قام بكتابة الرسائل إلى أفسس وكولوسى وفيلبى وفليمون، وفى كل منها يتكلم عن قيوده، لكنه فى رسالته الأولى إلى تيموثاوس لا يشير إلى السجن أو القيود، بل يعبر عن أشواقه للذهاب إلى تيموثاوس سريعاً، وفى رسالته إلى تيطس يكتب عن عزمه أن يقضى الشتاء فى نكوبوليس وقد استجيبت الصلوات العديدة التى رٌفعت لأجله، وبقى يتمتع بالحرية عدة سنوات.
المؤلف : فؤاد حبيب
تم نشر هذا الكتاب بتصريح خاص من جمعية خلاص النفوس.