لأنه هو أحبنا أول
دقت ساعة الكنيسة الكبيرة في مدينة (الجميل) معلنة الثامنة صباحا ، فبدأت الشوارع تزدحم بالناس . كانت هذه الساعة قد مضى عليها زمان طويل وهى في برج تلك الكنيسة ، تعلن الزمن للناس كل يوم بصوت واضح وتؤدة .. واحد ـ اثنان ـ ثلاثة ـ أربعة ـ خمسة ـ ستة ـ سبعة ـ ثمانية ... ولقد سمعها الأطفال ، فبدأوا يتركون ألعابهم في الشوارع ويركضون إلى بيوتهم ليتناولوا طعام الإفطار... وسمعتها كذلك الأمهات والزوجات ، فوضعن الإفطار على الموائد وبدأن في صب الشاي وترتيب الخبز .. وسمعتها أيضاً ايزابل فأخذت تعد معها .. واحد ـ اثنان ـ ثلاثة - ثمانية. ثم عادت إلى عملها ، ولكن ليس بسرعة لأنه لا داعي للإسراع و ليس هناك ما يجبرها على ذلك فلا يوجد عندها من تقدم له الإفطار ، لا زوج ، ولا أخ ، و لا ابن ، ولا أي شخص آخر .. لأنها تعيش بمفردها ، و قد أحبت هذه الحياة وكانت تفخر بأنها لا تحب أحدا وليس هناك من يحبها . نعم ، و لم يكن أحد من الجيران يزورها ، وقد حدث أن خادم الرب حاول أن يزورها مرتين أو ثلاثا ، ولكنها رفضت أن تفتح له الباب .
اسم المؤلف : د/ صبحي واصف عبد الملاك
تم نشر هذا الكتاب بتصريح خاص من جمعية خلاص النفوس.
غير مسموح بالتعليقات التي: * تحتوي على إساءة وطعن بصفة شخصية في الأفراد * تهجم وعدم احترام للقادة والبلاد * ألإساءة للكنائس والتشجيع على التفرقة أو التمييز بين الطوائف * التسويق أو الاتجار أو الإعلانات بأي شكل ****** الرجاء عدم نشر معلوماتك الشخصية في خانة التعليقات ********