لماذا ضجر بولس من العرافة مع انها شهدت له بالحق؟

 

في (أع 16 : 16 –18) شهدت الجارية التي بها روح عرافة للرسول بولس ورفاقه قائلة عنهم " هــؤلاء الناس هم عبيد الله العلي الذين ينادون لكــم بطـــريق الخــلاص " فلماذا " ضجر " بولس وأخرج منها روح العرافة مع أنها كانت تشهد لهم بالحق؟. 

 

 

في (أع 16 : 16 –18) شهدت الجارية التي بها روح عرافة للرسول بولس ورفاقه قائلة عنهم " هــؤلاء الناس هم عبيد الله العلي الذين ينادون لكــم بطـــريق الخــلاص " فلماذا " ضجر " بولس وأخرج منها روح العرافة مع أنها كانت تشهد لهم بالحق؟.


مقدمة عامة : يا ليت القارئ العزيز يرجع إلى الآيات التي يشار إليها فيكتشف كم هو نافع ومشوق وممتع التجول في ربوع الكتاب الفريد.

تعريف : العِرافة – باختصار – هي الادعاء الكاذب بالتنبؤ عن المستقبل بالاتصال بالأرواح أو بالسحرة أو التنجيم أو قراءة الطالع أو تنويم الوسطاء ... إلى أخر هذه الحيل الشيطانية . وقد نهي الكتاب عن هذه الممارسات وأدانها وحرمها تحريماً قاطعاً في الكثير من أسفاره: (خر 22 : 18 ، تث 18 : 9- 14 ، 1 صم 15 : 23 ، 2 أخ 33 : 6 ، إر 27 : 9 ،10 ، أع 19 :19 ، غلا 5 : 19 – 21 ، رؤ 21 : 8 ،22 : 15) .

كما أن عواقبها وخيمة على من يزاولونها لأنهم بذلك يخضعون أنفسهم لقيادة إبليس. برغم أن شهادة الجارية تبدو في الظاهر أنها في صالح الرسل ونافعة لكرازتهم إلا أن بولس فطن إلى أنها خدعة ماكرة وخطة خبيثة وبارعة وفخ محكم من الشيطان . وبرغم ذلك فإنه تأني (أياماً كثيرة) حتى لا يشغله هذا الأمر عن الخدمة ولعلمه أن إخراجه للشيطان من العرافة سيحوله من حية ماكرة إلى أسد هائج ( نجح أخيراً في إدخال بولس وسيلا السجن) ولكن الرسول بعد ذلك وجد لزاماً عليه أن يضع حداً لهذا المخطط الذي يتمثل في : حين يسمع الناس العرافة تشهد عن الرسل بالصدق فسيصدقون باقي ادعاءاتها الباطلة . لأـن الشيطان دائماً يدس السم في العسل. إذا نجحت في أن تستميل الرسل إليها بمدحهم سيتركونها تواصل ادعاءاتها الباطلة ، وبسكوتهم عنها يكونون كأنهم يقرونها عليها . أما إذا قاوموها فيهيج عليهم موالييها مع بقية الجموع ، وهذا ما تم فعلاً.

كانت بصراخها وضجيجها المتواصلين تلفت أنظار الناس إليها وتحولهم عن الرسل لسماعها وطلب عرافتها. عبارة ( بطريق الخلاص) في الأصل اليوناني ( بطريقٍ للخلاص) وهو تعبير خطير ومضلل يوحي بوجود طرق أخري للخلاص بخلاف الإيمان بيسوع الذي " ليس بأحد غـيره الخلاص" (أع 4 : 12) . والذي هو " وسيط واحد بين الله والناس" (1 تي 2 :5) والذي قال عن نفسه " أنا هو الطريق.. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يو14: 6). وأخيرا فإن الرب يسوع ورسله لا يقبلون شهادة من الشيطان حتى لو كانت صادقة ، فقد انتهر – له المجد – الروح النجس الذي قال له " أنا أعرفك من أنت قدوس الله" وأمره أن يخرس ، ولم يدع الشياطين يتكلمون لأنهم عرفوه أنه المسيح وصرخوا قائلين :أنت المسيح ابن الله ( لو 4 :33 –35 ، 41).

سؤال وجواب:

بقلم إيليا إسكاروس القاهرة- مصر

أضف تعليق

غير مسموح بالتعليقات التي: * تحتوي على إساءة وطعن بصفة شخصية في الأفراد * تهجم وعدم احترام للقادة والبلاد * ألإساءة للكنائس والتشجيع على التفرقة أو التمييز بين الطوائف * التسويق أو الاتجار أو الإعلانات بأي شكل ****** الرجاء عدم نشر معلوماتك الشخصية في خانة التعليقات ********

كود امني
تحديث

تواصل معنا

Invalid Input

Invalid Input

Invalid Input

Invalid Input

Invalid Input

 

أخر التغريدات

تجدنا في الفيسبوك

lfan footer logo

   spacer

  

Light For All Nations
P. O. Box 30033
RPO Upper James
Hamilton ON L9B 0E4
Canada

Contact footer