عندما نقرأ الرسالة الثانية إلى كورنثوس بعناية يبدو لنا وكأننا نلتقي بشخصين: بولس في ذاته، وبولس في المسيح. وكل ما تكلم به بولس من بداية الرسالة حتى نهايتها يسير في خط واحد، والفكرة التي تبدو واضحة في ثنايا كلماته يمكن تلخيصها في هذه الكلمات التي جاءت على لسان الرسول نفسه: "لنا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ" (2كو 4: 7). ففي الفصل الأول نرى "هذا الكنز" في إناء خزفي، وحتى الأصحاح الأخير سنظل نلتقي بالإناء الخزفي، لكننا سنجد أيضاً الكنز. إن الرسالة الثانية إلى كورنثوس هي أكثر رسائل العهد الجديد إظهاراً للناحية الشخصية، فالرسائل الأخرى تتكلم عن إعلان الله لنا، أما الرسالة الثانية إلى كورنثوس فتعتبر فريدة من هذه الناحية لأنها ترينا نوع الإنسان الذي بواسطته يعطي الله الإعلان عن نفسه.
المؤلـف: واتشمان ني
المعرب: فؤاد حبيب
تم نشر هذا الكتاب بتصريح خاص من جمعية خلاص النفوس.