بولس،

هي مدينة تأسست عام 315 ق.م. كانت تُلقب بالمدينة الحرة. هي أكبر المدن في مقاطعة مكدونية. لها أهمية إستراتيجية وتجارية كبيرة جداً. زارها بولس في رحلته التبشيرية الثانية. وأسس كنيسة كبيرة هناك. وكتب لهم رسالتين مهمتين جداً. ورغم كل المعاناة والمقاومة التي لاقاها هناك لكن التاريخ يخبرنا أن الكثير من الكنائس تأسست في هذه المدينة.

قطع بولس مسافة تزيد عن 160 كم ليصل من فيلبي إلى تسالونيكي. وكعادته دخل مجمع اليهود في البداية لكنه أيضا كرز للأمم وآمن جمع غفير. وإتبع بولس أسلوب خاص في البشارة. فهو شرح الكتب مبرهناً على كلامه من نبوات العهد القديم. مبيناَ بالدليل موت المسيح وقيامته. لكن اليهود غاروا منه وإستأجروا أناس بلطجية وهيَّجوا المدينة على بولس.

يصف الوحي أهل مدينة بيرية بوصف رائع نتيجة محبتهم لكلمة الله وفحصهم لكل الكلام هل هو من الله أم لا؟. لذلك كانت النتيجة هي إيمان الكثيرين. لكننا نتعلم الكثير عن خدمة بولس في هذه المدينة. خدمته كانت خدمة كتابية يستخدم فيها كلمة الله المقدسة. نرى شجاعة بولس رغم مقاومة اليهود له. نرى أمانة بولس في توصيل الرسالة رغم كل المعاناة.

كيف كانت أثينا وقت ذهاب الرسول بولس إليها؟. أثينا هي مدينة الثقافة والفلسفة والحضارة الهيلينية. هي مدينة الآلهة حيث في كل زاوية أو شارع تجد صنم لإله معين. إشتهرت هناك الكثير من الفلسفات. وإشتهرت أثينا كذلك بمعابدها الكثيرة وبتلة الأكروبوليس وتلة الأريوس باغوس و والأجورا السوق العام.

عندما ذهب بولس إلى أثينا تقابل مع مجموعتين من الفلاسفة وتحدث إليهم. الأبيكوريين الذين يؤمنون باللذة والمتعة والسعادة في الحياة, وأن الموت هو نهاية كل شئ, وآمنوا بالآلهة التي كانت متباعدة ومنشغلة قليلاً. والمجموعة الثانية كانوا أتباع فلسفة الرواقيين التي تؤمن بفلسفة الألم والتحكم في النفس والضبط. لا يعبدون الأوثان والحياة عبارة عن قضاء وقدر.

أثينا مدينة تكثر بها الآلهة والمعابد والمذابح. ولديهم أيضا مذبح لإله مجهول. قصة هذا المذبح تعبر عن حبهم للتدين أو عن إحتمالهم وتقبلهم لمعتقدات الآخرين أو خوفهم من إله لا يعرفونه قد يصيبهم بضرر لو لم يكرموه. إستخدم بولس هذه الفكرة ليبني بينه وبينهم جسر للتواصل وتوصيل رسالة المسيح لهم وعبادة الله الواحد.

إحتدت روح بولس بسبب رؤيته لعبادة الآلهة الأصنام. وقد لقَّبها بعبادة ( الشياطين). إنتشر الآلاف من الآلهة وإنتشرت عبادتهم في كل مكان وزاوية وشارع. لكن آلهة جبل الأوليمبس المعروفين هم 12 إله على الأقل . يبدأون بزفس كبير الآلهة. وهذه الآلهة كانت دائمة الإنشغال بمغامراتهم وإختلافاتهم ومشاكلهم وإنتقامهم بعضهم مع بعض. أو مغامراتهم مع نساء بشرية.

بولس شخص بارع في فن التواصل والخطابة. رغم إحتدات روحه بسبب الأصنام وتعدد الآلهة, لكنه إحترم إيمانهم. تحدث معهم عن الإله الواحد العظيم الخالق. وعن مخطط الله نحو البشر. وعن صلاح الله نحو كل مخلوقاته وسيادته المطلقة على خليقته. لكنه أيضا تحدث عن دينونة الله للأشرار. وأخيرا تحدث عن قيامة المسيح من الأموات. وهنا ظهر تأثير الرسالة على المستمعين.

مدينة كورنثوس عاصمة إقليم أخائية. وهي مدينة كبيرة وعالمية أيضاً. تشتهر بالألعاب الأولمبية وبالتجارة. كذلك تشتهر بالتدين حيث تكثر فيها المعابد للآلهة اليونانية خاصة أبولو وافروديت. لكن ايضاً كانت تشتهر بالشر والفساد بسبب الإباحية والدعارة التي كان يتم ممارستها بجوار معبد أفروديت. بولس ذهب هناك وكرز وتلمذ كثيرين وظل بينهم مدة سنة ونصف.

أكيلا وبريسكلا زوجان يهوديان كان يعيشان في روما. لكن بموجب مرسوم من كلوديوس قيصر فقد تم طرد كل اليهود. جاءا إلى كورنثوس وهناك تقابلا مع بولس بسبب أنهما يعملان في مهنة واحدة. صارا رفقاء بولس المخلصين. وساعدوا الكثيرين في الإيمان. وصار بيتهم كنيسة. وجازفوا بحياتهم من أجل الرسول بولس.