كنيسة كورنثوس
كانت كورنثوس من كبريات المدن اليونانية عاصمة ولاية أخائية (جنوب اليونان) وكان الوالي الروماني مقيماً هناك (أع 18: 12) " وَلَمَّا كَانَ غَالِيُونُ يَتَوَلَّى أَخَائِيَةَ، قَامَ الْيَهُودُ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى بُولُسَ، وَأَتَوْا بِهِ إِلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ" وكان لكورنثوس موقع جغرافي ممتاز جداً صارت بسببه مدينة هامة فأشتهرت بتجارتها الواسعة وتراثها العظيم، فصارت كورنثوس موطناً عالمياً يسكنه الآلاف من التجار والبحارة من كل الأمم الذين زاروا المدينة واسعة الشهرة، وهناك إزدهرت الحضارة اليونانية بكل فروعها، الأدب الرفيع، الألعاب الرياضية، مدارس الفلسفة، كلها إزدهرت في هذه المدينة المتكبرة.
لكن أسوأ ما أشتهرت به كورنثوس تفشي الرذيلة والإنحطاط الخلقي إلى أبعد الحدود، المدينة كلها كانت تغوص في أوحال الفساد من كل نوع، السُكر والنهم وممارسة الدعارة ضمن الطقوس الدينية، والعبادة اليونانية للآلهة أفروديت كانت في غاية الإنحطاط، وقد وصل الفساد الخلقي درجة حتى أن الكلمة اليونانية "كورنثي" كانت تدل على الخزي والعار والإنحلال الذي ساد الأمم في ذلك الزمان، هذا ما تفصح عنه الصورة الرهيبة للفساد الخلقي الرهيب كما نراها في الإصحاح الأول من الرسالة إلى رومية والتي كتبها الرسول بولس من كورنثوس والتي نجد فيها وصفاً لبعض الأحوال الأدبية التي سادت تلك المدينة، وقد صدق في كورنثوس القول: موقعها الجغرافي كان سبب تراثها وويلاتها.
المؤلف : مجموعة من مشاهير الكتاب ماير - ديكسون - ماكدونالد وآخرين
المعرب / فؤاد حبيب
تم نشر هذا الكتاب بتصريح خاص من جمعية خلاص النفوس.