صحة هذه الرسالة قد أكدتها معظم المصادر القديمة، "فبوليكاربوس" الصديق الشخصي للرسول ويوحنا وأيضاً "بابياس" الذي من هيرابوليس كلاهما قد استشهدا واقتبسا مما جاء في هذه الرسالة، وقد كان ذلك في منتصف القرن الثاني الميلادي، وقد جاء اقتباسان من هذه الرسالة في مصدر قديم عُرف باسم "تعاليم الاثني عشر" يرجع تاريخه إلي عام 100م، كذلك كل المراجع الأخرى من القرن الأول والثاني الميلادي تؤكد أن هذه الرسالة معترف بها بالإجماع علي أنها من كتابة الرسول بطرس.
هناك أدلة كثيرة تبرهن علي أن هذه الرسالة ليست من كتابة شخص آخر سوي الرسول بطرس، وقد لوحظ أن هناك تشابهاً بين أقوال الرسول في هذه الرسالة وأقواله في سفر الأعمال.
والرسول بطرس ينفرد بوصف الصليب أنه "خشبة" فضلاً عن ذلك يتكلم الكاتب عن نفسه أنه كان شاهد عيان لآلام الرب وكيف أنه إذ شُتم لن يكن يشتم عوضاً، وإذ تألم لم يكن يهدد، أيضاً وصفه الرب أنه "رئيس الرعاة" لم يرد إلا في هذه الرسالة وحدها، فعلي شاطئ بحيرة طبرية رد الرب سمعان بطرس إلي خدمته وأوصاه "ارع غنمي" ولذلك قال عن سيده إنه "رئيس الرعاة"كما نراه يحث الرعاة أن يكونوا أمناء في رعاية القطيع.
إذا ألقينا نظرة سريعة علي حياة وخدمة الرسول بطرس استطعنا أن نجد ما يساعدنا علي فهم كتاباته، وُلد سمعان في بيت صيدا الجليل التي جاء منها أيضاً فيلبس وهو ابن يوحنا وكان له يُدعى أندراوس، وكان ثلاثتهم الأب وسمعان وأندراوس أخوه يشتغلون بمهنة الصيد في كفر ناحوم، وهناك كان بيت سمعان بطرس وقد كان متزوجاً . أما أخوه أندراوس فكان تلميذاً ليوحنا المعمدان، ولما وقف هذا الأخير ينادي للناس قائلاً وهو يشير إلي المسيح
المؤلف: فؤاد حبيب
تم نشر هذا الكتاب بتصريح خاص من جمعية خلاص النفوس