كنت أريد أن أكتب مقدمة الكتاب، و لكنى وجدت أنه من الأفضل أن أفسح المجال أولاً لرجل الله الموهوب "مودى " أن يحدثنا قبلاً : قال: فى سنة 1867 كنت أعظ فى مدينة دبلن بأيرلندا ، فى قاعة فسيحة ، و بعد انتهاء الخدمة جاءنى شاب يبدو من شكله أنه لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره و أظهر رغبته فى أن يصحبنى إلى أمريكا ليبشر بالإنجيل ، فلم أعطه جواباً قاطعاً . و بعد ما وصلت إلى شيكاغو استلمت منه خطاباً يخبرنى فيه أنه وصل إلى نيويورك و أنه سوف يحضر عندى ليقوم بالخدمة . فكتبت له خطاباً جافاً أخبره فيه أنه فى إمكانه أن يقابلنى فى الولايات الغربية حين أكون هناك . و بعد ذلك تسلمت منه خطاباً يفيد أنه سيكون عندى فى شيكاغو يوم الخميس . و لم أعلم ماذا أفعل مع هذا الشاب، ولكنى عرفت من المدبرين فى الكنيسة أن شاباً من إنجلترا سوف يحضر ليبشر أثناء غيابى يومى الخميس و الجمعة لأنى كنت عازماً على الرجوع يوم السبت . فلم يعبأوا كثيراً بأمره لأنه رجل غريب، و لكنهم قبلوا طلبى فى أن يعطوه فرصة للخدمة.
و عند رجوعى يوم السبت كنت مهتماً أن أسمع مدى تأثير عظاته فى الشعب . سألت زوجتى عن أمره وكيف قابل الشعب كلامه . فقالت "إنه قوبل بالتقدير و الإعجاب لأنه كان يصور بطريقة أخاذة كيف أحب الله العالم ، و لا شك أنك ستحب هذا الشاب جداً " فقلت فى نفسى إن طريقته فى الوعظ خطأ ولا تتفق مع طريقتى ، ولكنى ذهبت مساء السبت على أى حال لأعرف أوجه الاختلاف بينى و بينه .
المؤلف : دكتور ر. ل . موير
تعريب : واصف عبد الملك
تم نشر هذا الكتاب بتصريح خاص من جمعية خلاص النفوس.