فى الصفحات القادمة يقدم لنا الكاتب والصحفى الإنجليزى هـ. ف. مورتون انطباعاته وذكرياته عن رحلة قام بها فى الأراضى المقدسة حينما حاول أن يتتبع خطوات السيد المسيح من بيت لحم إلى الجلجثة، بلا مرشد بين يديه سوى نسخة من الكتاب المقدس. وخلال العصور الطويلة قام آلاف من المسيحيين بمثل هذه الرحلة، ولعل أقدم محاولة من هذا النوع هى تلك التى قام بها العلامة الاسكندر صديق أوريجانوس سنة 292م فى أثر خطوات السيد المسيح والتلاميذ والانبياء.
وهذا بلا شك موضوع مترامى الأطراف، والذين يكتبون فيه يكتبون فى النواحى التى يحسون بأنها تستهويهم، ولعل هذه النواحى تهم القارىء، وقد لا يثير اهتمامه، لكننا نعتقد أن كتاباً يكتب عن الأراضى المقدسة فى وقتنا الحاضر – وخاصة فى الظروف القاسية التى تجتازها فلسطين – جدير بأن يثير اهتمام القراء
ومع أن الكاتب إنجليزى – وكل انجليزى يمس هذا الموضوع يثير الريبة والشك – إلا أنه وجه اهتمامه إلى الأماكن المقدسة، ولم يلمس النواحى السياسية من قريب أو بعيد. وقد صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب قبل النكبة التى حلت بفلسطين – حينما كانت فلسطين تحت الوصاية البريطانية – ولقد فحصت آخر طبعة صدرت من هذا الكتاب سنة 1962 وقارنتها بالطبعة الأولى فلم أجد أدنى خلاف، ولم يغير الكاتب حرفاً واحداً من الكتاب، وهذا أنصع دليل على حيادة وأقوى برهان على أنه قد تعرض الناحية الدينية فحسب ولم يتعرض للنواحى السياسية
المؤلف : دكتور ر. ل . موير
تعريب / د . عزت ذكي
تم نشر هذا الكتاب بتصريح خاص من جمعية خلاص النفوس.