جميع الكتب
الرسالة إلي رومية
لم تكن الرسالة إلى رومية هي الرسالة الأولى التي كتبها بولس الرسول، لأن أولى رسائله كتبها إلى التسالونيكيين قبل رسالة رومية بست سنوات أي في نحو عام 52 م. وبعد بضعة شهور عاد فكتب رسالته الثانية إلى تسالونيكي، أما رسالته إلى رومية فقد كُتبت من كورنثوس في ربيع عام 58 حيث كان بولس يقيم في بيت غايس رجل كورنثسي ثري كان بولس قد عمّده " أَشْكُرُ اللهَ أَنِّي لَمْ أُعَمِّدْ أَحَدًا مِنْكُمْ إِلاَّ كِرِيسْبُسَ وَغَايُسَ " (1كو 1: 14). أما الذي خط هذه الرسالة بيده فهو ترتيوس الذي كتب يقول " أَنَا تَرْتِيُوسُ كَاتِبُ هذِهِ الرِّسَالَةِ، أُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ " (16: 22)
وقد كان بولس في طريقه إلى أورشليم في أعقاب رحلته التبشيرية الثالثة تحدوه رغبة شديدة وأيضاً يبدأ الرسالة بالتعبير عن هذه الرغبة عينها " مُتَضَرِّعًا دَائِمًا فِي صَلَوَاتِي عَسَى الآنَ أَنْ يَتَيَسَّرَ لِي مَرَّةً بِمَشِيئَةِ اللهِ أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْوإذ إلتقى بولس في كورنثوس بإمرأة يونانية مسيحية تُدعى فيبي كانت تتهيأ للسفر إلى رومية وجد بولس نفسه محصوراً بكتابة هذه الرسالة، وقد حملتها فيبي معها، وكانت فيبي خادمة كنيسة كنخريا (ميناء كورنثوس) " أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي، الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا، 2كَيْ تَقْبَلُوهَا فِي الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ، وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ، لأَنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضًا " (16: 1، 2). ولم تكن الرسالة إلى رومية موضوع هجوم النقاد أبداً، ولم يتشكك أحد قط في صحة نسبتها إلى رسول الأمم.
المؤلف : فؤاد حبيب
تم نشر هذا الكتاب بتصريح خاص من جمعية خلاص النفوس.