لماذا تشبهون السيد المسيح بالخروف؟

13ديسمبر

لماذا تشبهون السيد المسيح بالخروف؟

 

سفر الرؤيا الإصحاح الخامس الفقرة السادسة ما نصه )): وَنَظَرْتُ فَرَأَيْتُ فِي الْوَسَطِ بَيْنَ الْعَرْشِ وَالْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِالأَرْبَعَةِ وَالشُّيُوخِ خروف قائم كَأَنَّهُ مذبوح. وَكَانَتْ لَهُ سَبْعَةُقُرُونٍ، وَسَبْعُ أَعْيُنٍ تُمَثِّلُ أَرْوَاحَ اللهِ السَّبْعَةَ الَّتِيأُرْسِلَتْ إِلَى الأَرْضِ كُلِّهَا((

 

لماذا يشبه السيد المسيح بالخروف

النص :

سفر الرؤيا الإصحاح الخامس الفقرة السادسة ما نصه )): وَنَظَرْتُ فَرَأَيْتُ فِي الْوَسَطِ بَيْنَ الْعَرْشِ وَالْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِالأَرْبَعَةِ وَالشُّيُوخِ خروف قائم كَأَنَّهُ مذبوح. وَكَانَتْ لَهُ سَبْعَةُقُرُونٍ، وَسَبْعُ أَعْيُنٍ تُمَثِّلُ أَرْوَاحَ اللهِ السَّبْعَةَ الَّتِيأُرْسِلَتْ إِلَى الأَرْضِ كُلِّهَا((

السؤال الاول :لماذا يشبه المسيح بالخروف؟ هل ذلك لائق؟

الاجابة :

الكتاب المقتبس منه هذه الايات يدعى "رؤيا يوحنا" اي انه يتحدث عن رؤيا ولا يصف حدث واقع. هذه الرؤيا نبوية بمعنى انه تعطي نبؤه عن احداث مستقبليه, وهي تتحدث بشكل رمزي وليس حرفي. والمقصود من تلك الرموز والتشبيهات التصوير للعقل البشري بم يرمز اليه لفهم الامور الالهية من منظور بشري.  ان الانسان الذي لم يعتد على قراءة الكتاب المقدس يحتاج لدراية لفهم لغة الكتاب وتواصل الله من خلال كلمته معنا لا من منظور نقدي بل باتضاع امام الوحي.

لا يقرر سفر الرؤيا او الكتاب المقدس  أن الله هو على شكلخروفوله سبعة قرون!

فعندما يتحدث الكتاب المقدس عن شكل الله يقول الاتي :

أن الله روح يوحنا 4: 24 اي ان الله روح  وليس مادة نستطيع ان نتخيله وفي موضع اخر يؤكد انه لا يمكن ان نعرف شكل الله

تثنية 4: 12 فكلمكم الرب من وسط النار وأنتم سامعون صوت كلام ولكن لم تروا صورة بل صوتا. …

تثنية 4: 15 فاحتفظوا جدا لأنفسكم. فإنكم لم تروا صورة ما يوم كلمكم الرب في حوريب من وسط النار.

تثنية 4: 16 لئلا تفسدوا وتعملوا لأنفسكم تمثالا منحوتا صورة مثال ما شبه ذكر أو أنثى

تثنية 4: 17 شبه بهيمة ما مما على الأرض شبه طير ما ذي جناح مما يطير في السماء

تثنية 4: 18 شبه دبيب ما على الأرض شبه سمك ما مما في الماء من تحت الأرض.

تثنية 4: 19 ولئلا ترفع عينيك إلى السماء وتنظر الشمس والقمر والنجوم كل جند السماء(النجوم) التي قسمها الرب إلهك لجميع الشعوب التي تحت كل السماء فتغتر وتسجد لها وتعبدها.

 

لاحظ انه حذر من صنع اي تمثال يشبه اي كائن على الارض لانه ليس لديه اي شبه من مخلوقاته. إن الامر ليس اكثر من كونه رمز فهل رأيت فيحياتكخروفله اكثر من قرنين ؟

هذا في الطبيعياي ان المقصود هو رمزي ليس اكثر .

 

اذن ما معنى الرمز ؟

الرمز هو العلامة التي تدل على شيءٍ له وجودٌ قائمٌ بذاته ، وكثيراً ما يستعملالأدباء عرباً وغيرَ عرب أسلوبَ الرمزية أو علامة الرمز ، فيُطلقون اللفظةَ ويعنونمدلولها ، ولعل الرمزية هي ما يقربُ من معنى المجاز التي تستعمله العربية أساليبها. أما معنى الرمزية عند الأدباء فتعني وسيلة التعبير عن التجارب الأدبيةالمختلفة بواسطة الرمز ، ودُعي هذا الاتجاه بالمدرسة الرمزية حين اتخذت هذه المدرسةأسلوب الإثارة والتلميح آداةً للتعبير عن الانطباعات النفسية وأحلَّتها محل الأسلوبالحقيقي الفني المباشر .

وهذا عين ما جاء به معجم الوسيط. (الرَّمْزُ): الإيماء والإشُارة. و- العلامة. و-(في علم البيان): الكناية الخفيَّة. (ج) رُمُوزٌ.

...
(الرَّمْزيَّةُ)- الطريقةُ الرَّمْزيَّة: مذهب في الأدب والفن ظهر في الشعر أولا، يقول بالتعبير عن المعاني بالرموز و الإيحاء، ليدع للمتذوِّق: نصيبًا في تكميل الصورة أَو تقوية العاطفة، بما يضيف إِليه من توليد خياله.

اذن من التعريف يتضح ان المقصود ليس "الرمز" بل "مدلوله " بمعنى انه ليس المقصود "الخروف" بل المقصود  هو "مدلول الخروف " لا يمكن باي حال من الاحوال تفسير اي رؤيا بشكل حرفي واسلوب التشبيه هذا متبع أيضاً في الاسلام في تفسير الرؤيا واليك مثلا.

v هذا الحديث "رأيت ربي في صورة شاب أمرد له وفرة جعد قططفيروضة خضراء"
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن تيمية - المصدر: تلبيس الجهمية - الصفحة أو الرقم: 7/290
خلاصة الدرجة:  صحيح    فهو قد رأى ربه في صورة "شاب امرد" اي انه شاب لم تنبت لحيته بعد

v وايضا هذا الحديث  "رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل ، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أوهجر ، فإذا هي المدينة يثرب ، ورأيت في رؤياي هذه : أني هززت سيفا فانقطع صدره ،فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد ، ثم هززته بأخرى فعاد أحسن ما كان ، فإذا هوما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين ،ورأيت فيها بقراً ، والله خير ، فإذا همالمؤمنونيوم أحد ، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير وثوابالصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر"

الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: البخاري - المصدر: صحيحالبخاري - الصفحة أو الرقم: 3622
خلاصة الدرجة: صحيح

v    يحاول البعض انكار الحديث حتى يخرجون من قصة هذه التشبيهات والرموز او عملية التجسيم لكن اغلب المحدثين اجمعوا على صحة هذه الاحاديث

 

v    يقول ابن تيمية وعلى فرض صحة الحديث فإنه رؤية منام لا تثبت به الصفات ، يراجع في ذلك كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان تلبيس الجهمية ( 1/ 71 _ 74 )

اي ان الرؤيا وما يرى فيها لا تثبت من خلالها الصفات فالملخص لهذه النقطة ان هذا السفر رؤي كما هو واضح من اول السفر وهو يتحدث بشكل رمزي اي لا تثبت بالرؤيا الصفات

 

السؤال الثاني :

ما معنى تشبيه المسيحبخروف؟ وإننا إذا فرضنا أنكم تريدون بالخروف الوداعة والرقة والاستسلام فليست تلك الصفات من خصائص الألوهية! وإذا فرضنا أن الرقة والوداعة هي صفات الله،وأن ذلك هو ما دعاكم أن تسموه خروفاً ، فما بالكم تزعمون أن للخروف غضباًعظيماً وشكيمة وبطشاً ؟! رؤيا [ 6 : 16 ] " وَهُمْ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِوَالصُّخُورِ: اُسْقُطِي عَلَيْنَا وَأَخْفِينَا عَنْ وَجْهِ الْجَالِسِ عَلَىالْعَرْشِ وَعَنْ غَضَبِ الْحَمَلِ، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ يَوْمُ غَضَبِهِالْعَظِيمُ. وَمَنْ يَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ؟".

الاجابة :

اولا ناقض السائل نفسه عندما ذكر ان اوجه الشبه المقصودة هي الوداعة والرقة عندما اتى بآية تبين ان للخروف غضب عظيم لا يستطيع احد ان يحتمله فالكتاب لم يذكر ابدا ان وجه الشبه هو الرقة والوداعة

ثانيا مدلول هذا الرمز اي  رمز الخروف الذي اتخذه الهنا هو الفداء والكفارة، فلكل لقب من ألقاب المسيح معنى يعلن جانب من جوانب عمله ألخلاصي، أو علاقته باللهوالإنسان، فهذا اللقب الذبيحي يتجه للإعلان عن وظيفة المسيح كحمل الله الذي يرفعخطية العالم.


الأصل اليوناني لهذه الكلمة هو ΑΡΥΙΣΥ(ARNION ) والتي تعني حملحولي، وهي إشارة واضحة لخرف الفصح الذي جاء ذكره في ( خروج 1:12-5 ) " وَقَالَالرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ: هَذَا الشَّهْرُ يَكُونُ لَكُمْرَأْسَ الشُّهُورِ. هُوَ لَكُمْ أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ. كَلِّمَا كُلَّجَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ فِي الْعَاشِرِ مِنْ هَذَا الشَّهْرِيَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الآبَاءِ. شَاةًلِلْبَيْتِ. وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيراً عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْواً لِشَاةٍيَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ النُّفُوسِ. كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أَكْلِهِ تَحْسِبُونَ لِلشَّاةِ. تَكُونُ لَكُمْ شَاةًصَحِيحَةً ذَكَراً ابْنَ سَنَةٍ تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ المواعز ".
فالمسيح سمي بالحمل، لأنه هو الذبيحة التي ارتضاها الله تعالى ليقومبالتكفير عن الجنس البشري. فقديماً كان يقدم حمل الناس لله، أما في العهد الجديديقدم " حمل الله " للناس، ومن أجل الناس. لقد رآه إشعياء بعين النبوة المفتوحةفقال " ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُإِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ " (إشعياء 7:53).


أما الرسل فعاينوا عمله ألكفاري وشهدوا " لأَنَّ فِصْحَنَاأَيْضاً الْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا. إِذاً لِنُعَيِّدْ لَيْسَ بِخَمِيرَةٍعَتِيقَةٍ وَلاَ بِخَمِيرَةِ الشَّرِّ وَالْخُبْثِ بَلْ بِفَطِيرِ الإِخْلاَصِوَالْحَقِّ" ( 1 كورنثوس 8:5 )، " عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَبِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِالَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍبِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ " (1بطرس 18:1-20).
إذاً إعلانالوحي عن المسيح أنه " حمل الله " ليس تحقيراً لشخصه الكريم، إنما تعظيماً لعملهالفدائي من أجل الإنسان. فكما فدا الله قديماً ابن سيدنا إبراهيم بذبح عظيم، هكذافدانا الآن جميعاً بهذا الذبح الأعظم. فالوضع لم يتغير ونحن دائماً بحاجة إلى حملمن الله ليفدينا من الموت ويُذبح بدلاً عناً.

السؤال الثالث :

إذا رجعنا إلى الأناجيل الأربعة وجدنا المسيح لا يسمي نفسه ( خروفاً ) بل يسمينفسه ( راعي الخراف) فهو يقول في إنجيل يوحنا الإصحاح [ 10 : 27 ] : (( خرافي تسمعصوتي وأنا اعرفها فتتبعني)) . فكيف تسمي المسيح خروفاً مع كونالإنسان لا يصح أن يسمى بذلك لأنه أفضل من الخروف وذلك بشهادة المسيح نفسه في إنجيلمتى الإصحاح الثاني عشر الفقرة الثانية عشرة فهو يقول : (( فالإنسان كم هو أفضل منالخروف )) أن هذا الخروف موصوف بأن له سبعة قرون والحمل الوديع لا يكون هذا وصفه؟؟

الاجابة :

اولا وضحنا ان الوداعة ليس مكانها هنا في هذا الرمز.

ثانيا لا يوجد تعارض بين ان يكون المسيح هو "راعي الخراف" بمعنى انه الراعي لقطيع المؤمنين وانه هو "حمل الله" من جهة عمله الكفاري

ثالثا الاية التي اتخذها صاحب السؤال ليظهر ان هناك تعارض هي كالاتي :

متى 12: 12 فالإنسان كم هو أفضل من الخروف! إذا يحل فعل الخير في السبوت!»

وللاسف السائل اقتبس الجزء الاول من الاية فقط ويخفي ذلك حقيقة الامر!  لان النص كله يتحدث عن عمل الخير في السبت فواجه المسيح اليهود بريائهم اذ كيف يفعلون الخير للخراف ولا يفعلونه مع الانسان . فالايات هنا لا تتحدث بشكل رمزي ولا تقصد اي تشبيه ابدا بل توبخ اليهود على رد فعلهم عندما اراد المسيح ان يشفي في المجمع ويوم السبت واليك النص كاملا

 

متى 12: 10 وإذا إنسان يده يابسة فسألوه: «هل يحل الإبراء في السبوت؟» لكي يشتكوا عليه.

متى 12: 11 فقال لهم: «أي إنسان منكم يكون له خروف واحد فإن سقط هذا في السبت في حفرة أفما يمسكه ويقيمه؟

متى 12: 12 فالإنسان كم هو أفضل من الخروف! إذا يحل فعل الخير في السبوت!»

متى 12: 13 ثم قال للإنسان: «مد يدك». فمدها. فعادت صحيحة كالأخرى.

 

اذاً لا يمكن المطابقة بين الاثنين فالاول يقصد به رمز والثاني يخص التفضيل في فعل الخير وخاصة يوم السبت. فعندما يتحدث المسيح عن التفضيل في تقديم الخير يذكر دائما ان الانسان افضل من اي شئ آخر

- الانسان افضل من الطيور: متى6: 26 انظروا إلى طيور السماء: إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم أنتم بالحري أفضل منها؟

- الانسان افضل من العصافير الكثيره: متى10: 31 فلا تخافوا. أنتم أفضل من عصافير كثيرة.

فالرمز يتخطى ذلك الامر  وهو موجود في النبوات كلها بل يكاد يكون هو طابع النبوات فمثلا يرمز الى الاسكندر الاكبر في احد الرؤى بانه تيس له قرن وملوك مادي وفارس بالكبش صاحب القرنين

 

دانيال 8: 5 وبينما كنت متأملا إذا بتيس من المعز جاء من المغرب على وجه كل الأرض ولم يمس الأرض وللتيس قرن معتبر بين عينيه.

دانيال 8: 6 وجاء إلى الكبش صاحب القرنين الذي رأيته واقفا عند النهر وركض إليه بشدة قوته.

دانيال 8: 7 ورأيته قد وصل إلى جانب الكبش فاستشاط عليه وضرب الكبش وكسر قرنيه فلم تكن للكبش قوة على الوقوف أمامه وطرحه على الأرض وداسه ولم يكن للكبش منقذ من يده.

دانيال 8: 8 فتعظم تيس المعز جدا. ولما اعتز انكسر القرن العظيم وطلع عوضا عنه أربعة قرون معتبرة نحو رياح السماء الأربع.

 

وتفسير هذه الرؤيا هي انتصار الاسكندر الاكبر على مملكة مادي وفارس وسرعة انتصاراته وانتشاره على وجه الارض ثم انقسامه الى اربعة ممالك اضعف منه. وهذا ليس من تفسيرنا نحن بل من تفسير دانيال النبي نفسه ايضا وهذا قبل قيام المملكة اليونانية بكثير من السنوات

دانيال 8: 20 أما الكبش الذي رأيته ذا القرنين فهو ملوك مادي وفارس.

دانيال 8: 21 والتيس العافي ملك اليونان والقرن العظيم الذي بين عينيه هو الملك الأول.

دانيال 8: 22 وإذ انكسر وقام أربعة عوضا عنه فستقوم أربع ممالك من الأمة ولكن ليس في قوته.

فالرمز في النبوات في الكتاب المقدس معروف ومستخدم منذ القدم  ولم يقول احد ان هذا يعيب احدا او انه غريب على النوع الرؤي من النصوص المقدسة

رابعا معنى المسيح راعي الخراف

لقب راعي الخراف فهو أحد وظائف الله في العهد القديم " لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَالسَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أَسْأَلُ عَنْ غَنَمِي وَأَفْتَقِدُهَا. كَمَايَفْتَقِدُ الرَّاعِي قَطِيعَهُ يَوْمَ يَكُونُ فِي وَسَطِ غَنَمِهِالْمُشَتَّتَةِ, هَكَذَا أَفْتَقِدُ غَنَمِي وَأُخَلِّصُهَا مِنْ جَمِيعِالأَمَاكِنِ الَّتِي تَشَتَّتَتْ إِلَيْهَا فِي يَوْمِ الْغَيْمِ وَالضَّبَابِ" (حزقيال 34: 11، 12).
فالمسيح حينما يقول : " أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ " (يوحنا 11:10 ) إنما يشير إلى أنه هو الله الظاهر في الجسد (1تيمثاوس 16:3) ومازال يقوم بعمله، قديماً للتأديب والتعليم. أما الآن فللفداء " وَالرَّاعِيالصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ " ( يوحنا 11:10).

 

السؤال الرابع : ان كان هذا الرمز بقصد امر الفداء والصلب، كيف يذكر يوحنا في رؤيته إذ قال " كأنه مذبوح" وليس "مذبوح"  وهذا على سبيل الظن والشك وبالتالي فمن اراد ان يثبت الصلب والفداء نفاه في نفس الاية .

الاجابة :ربما يصح ذلك لو ان يوحنا هو من انفرد بهذا الرمز لكن يذكر الله على فم جميع انبياء الكتاب المقدس  قبل يوحنا هذا الرمز واليك عزيزي القارئ بعض الامثلة لعلها تصل المعنى اليك واضحا

1-  نبوة اشعياء النبي قبل المسيح باكثر من سبعة قرونلقد رآه إشعياء بعين النبوة المفتوحة فقال " ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْيَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَجَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ " ( إشعياء 7:53).

2-  تحدث عنه يوحنا المعمدان بهذا الوصف فقد قال حين رآه " وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِفَقَالَ: هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ " ( يوحنا 29:1).

3-  بولس الرسول ايضا اعطاه نفس الوصف" لأَنَّ فِصْحَنَا (خروف الفصح) أَيْضاً الْمَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لأَجْلِنَا. إِذاً لِنُعَيِّدْلَيْسَ بِخَمِيرَةٍ عَتِيقَةٍ وَلاَ بِخَمِيرَةِ الشَّرِّ وَالْخُبْثِ بَلْبِفَطِيرِ الإِخْلاَصِ وَالْحَقِّ" ( 1 كورنثوس 8:5)،

4- التلميذ بطرس ايضا تحدث عنه بنفس الطريقة" عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ،بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِالْمَسِيحِ " (1بطرس 18:1-20).

 

فلم ينفرد يوحنا الحبيب بهذا القول بل قاله قبله رسل وانبياء وتلاميذ ومنهم من يرجع وجوده الى قبل يوحنا بسبعة قرون على الاقل.

والاكثر من ذلك فمن الواضح ان المسيح نفسه اعلن أنه حمل الذبيحة إذ أشار إلى أنه سوف يقوم بهذا العملحين قال:     " لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْلِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ "( مر قس 45:10).

تعني كلمة فدية أنه يبذل حياته من أجل الجميع، وهو بالضبط عمل حمل الذبيحة " عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ،بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِالْمَسِيحِ " (1بطرس 18:1-20). فالمسيح يبذل نفسه فدية، ونحن قد تم فداءنا بحملبلا عيب، المسيح هو الحمل الذي بلا عيب الذي به تم الفداء.

ثانيا معنى "كانه" لا يفيد الظن والشك ولكن المعنى واضح اكثر في ترجمات اخرى يمكن الاستعانة بواحدة منها او اثنتين

- ترجمة الحياة

ونظرت فرأيت في الوسط بين العرش والكائنات الحية الأربعة والشيوخ حملا يظهر كأنه كان قد ذبح. وكانت له سبعة قرون، وسبع أعين تمثل أرواح الله السبعة التي أرسلت إلى الأرض كلها.

 

- الانجيل الشريف

ثم رأيت حمل الفداء واقفا في وسط العرش، وهو محفوف بالكائنات الحية الأربعة وبالشيوخ، وشكله كأنه ذبح، وله سبعة قرون، وله أيضا سبع أعين هي أرواح الله السبعة التي أرسلها إلى الدنيا كلها.

 

فالمعنى الواضح هنا ان هذا الحمل القائم هو كان مذبوح وانه يظهر به علامات الذبح لذلك لا يمكن ان يقول عليه " ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ حمل قائم ...مذبوح، له سبعة قرون وسبع أعين، هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض"

فلو كان مذبوحا كيف يكون قائما وهذا عين ما حدث مع المسيح فقد رآه تلاميذه بعد قيامته وشاهدوا علامات الصلب فيه كما هو واضح من حديث المسيح نفسه مع تلميذه توما

يوحنا 20 : 27 ثم قال لتوما: «هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا».

 

اخيرا عزيزي المشاهد ترمز القرون إلى القوة والسلطة (انظر ملوك الاول 22: 11 ؛ زكريا 1: 18). مع أن المسيح قدم كحمل ذبيح إلا أنه ليس ضعيفا بأي حال. ورغم انه قد صلب ومات لكنه قام قاهراً الموت وظافراً بقيامة عجيبة وهو الآن يحيا في قوته وسلطانه اللامحدود. وتعادل العيون التي رآها زكريا في رؤياه (انظر زكريا 4: 2-10) المنائر السبع والروح الواحد. وهي صفات ورموز لا تنطبق الا على الله وحده لذلك فان الرمز يصرح أن المسيح هو الله.

والغريب عزيزي القارئ ان يوحنا الذي رأي الرؤيا في مطلع هذا الاصحاح يرغب في رؤية من يفك ختوم السفر فيطلعه احد الشيوخ بان من يفكه هو "الاسد الخارج من سبط يهوذا" فيتطلع يوحنا فيجده "حمل قائم كأنه مذبوح " والقصد ان في الرؤيا المسيح موصوف في سفر الرؤيا بالحمل 29 مرة رمز لعمله الكفاري ولكن يشبه به أنه أيضا أسد تعبيراً عن ملكه وعن غضبه ودينونته لذلك قال " غضب الحمل" لذلك سيأتي المسيح ولكن ليس كالحمل المذبوح بل الديان وبالنسبة للمؤمنين سيكون حمل قائم كانه مذبوح (رمز فداؤهم وحبه وتضحيته لابناءه) واسد لانه الملك واتباعه يمشون معه في موكب نصرته.  ولكن بالنسبة لرافضيه سيعانون من غضبه وسيكون يوم غضبه ودينونته على كل من لا يقبل عمله الكفاري وعلى كل من رفضه.  فهو "اسد" من اجلك لكي تملك أنت معه، وهو "حمل" من اجلك لكي يكفر عن خطاياك التي بسببها يجب ان يلقى كل انسان في الجحيم اجرة لخطاياه. لا تتصور كذبا انه يمكن لاحد أن يخرجك من الجحيم ولكن من يدخل الجحيم سيظل هناك إلى الابد ولن يخرج منها البتة! لذلك ادعوك ان تطلب الله من كل قلبك وتؤمن بعمل ابنه على الصليب الذي اخذ اجرة اثامك ومات عوضاً عنك على الصليب ليمنحك غفران الله ويمنحك حياة ابدية. صل معي ان اردت ان تحصل على غفران الله لخطاياك وتهرب من الغضب الآتي :

"يا الله الديان يا من ترتعب منك ملوك الارض لا ارغب في ارى غضبك يوم دينونتك ومجئ مسيحك  وانا علمت انك ارسلت مسيحك حمل مذبوح من اجل معصيتي والان اغفر معاصي واعطني ايمان بعمل مسيحك . امين"

 

عزيزي

إن كنت تشعر انك مقيداً اسير خطاياك، او مازالت الحيرة تسيطر عليك ولا تعرف كيف تقترب من الله

تواصل معنا اكتب الينا او اتصل بنا هاتفياً، فنحن نرغب ان نوليك اهتماما خاصا متى كان مخلصا في بحثك عن حقيقة المسيح.

وان طلبته من قلبك

سيظهر ذاته لك من خلال كلماته في الانجيل او بسلطان لاهوته. يسعدنا ان ندعمك في رحلة بحثك عن شخص المسيح الحي من بين الاموات.

عن اسرة البرنامج 

ماهر

أضف تعليق

غير مسموح بالتعليقات التي: * تحتوي على إساءة وطعن بصفة شخصية في الأفراد * تهجم وعدم احترام للقادة والبلاد * ألإساءة للكنائس والتشجيع على التفرقة أو التمييز بين الطوائف * التسويق أو الاتجار أو الإعلانات بأي شكل ****** الرجاء عدم نشر معلوماتك الشخصية في خانة التعليقات ********

كود امني
تحديث

تواصل معنا

Invalid Input

Invalid Input

Invalid Input

Invalid Input

Invalid Input

 

أخر التغريدات

تجدنا في الفيسبوك

lfan footer logo

   spacer

  

Light For All Nations
P. O. Box 30033
RPO Upper James
Hamilton ON L9B 0E4
Canada
   spacer

Tel  1-905-335-0700
Fax  1-905-335-0068
   spacer

  

Lfan@Lfan.com
   spacer
للمشورة والصلاة

بالبريد الالكتروني noor@Lfan.com

واتس اب وفايبر
WhatsApp & Viber
1-905-281-4428

من كندا 1-905-335-1534
1-800-280-3288

من امريكا 1-301-551-7642
1-800-280-3288

من مصر 0122-026-6607

من المغرب 067-960-0709

من الجزائر 055-460-2031

من استراليا 612-800-557-45

من فرنسا 1-76-64-12-95

من انجلترا 2-03002-5921