رسائل يوحنا
السؤال الأول الذي يواجه الدارس لهذه الرسائل هو: مَنْ الذي كتبها؟ فلا تحمل أي واحدة منها إسم الكاتب أو أي دليل قاطع على شخصية الكاتب، ومع ذلك فإن كاتب هذه الرسائل لم يكن أبداً موضع شك، فهذه الأسفار الأربعة: الإنجيل الرابع وهذه الرسائل الثلاث مرتبطة ببعضها جداً حتى أنه لا يمكن أبداً الفصل بينها، أو أن ننسب إحداها لكاتب والأخرى لكاتب آخر، وإذا كانت كلها قد كُتبت بقلم كاتب واحد فهذا الكاتب بدون أدنى شك هو يوحنا الرسول، وليس هناك شخص آخر سواه يمكن أن تُنسب إليه كتابة هذه الكتب، ولو لم يكن إنجيل يوحنا بين أيدينا كان يمكن أن نتشكك تُرى مَنْ يكون هو كاتب الرسائل الثلاثة، ولولا وجود الرسالة الأولى كان يمكن أن نبحث عن الكاتب الذي قام بكتابة الرسالتين القصيرتين الأخريين .
ثم لو كانت الرسالة الثانية غائبة لكان قد إنتابنا الشك عمن يكون هو كاتب الرسالة الثالثة، لكن والحالة هكذا فلا مجال لأي شك، وتقريباً هناك إجماع على أن الإنجيل الرابع والرسالة الأولى لا يمكن الفصل بينهما فكل الدلائل الخارجية والداخلية تؤكد أن كاتبهما واحد، ونفس الشئ يقال أيضاً عن الرسالتين الثانية والثالثة، وأخيراً فإن الفحص المتأني للرسالتين الأولى والثانية سيقودنا للخلاصة أن الكاتب واحد، وبذلك تترابط حلقات السلسلة، وهكذا نرى أن المفتاح هو إنجيل يوحنا، فإذا كان الإنجيل الرابع قد كتبه يوحنا الرسول فلابد أن يكون هو أيضاً كاتب الرسالة الأولى، وإذا كان هو الذي كتب الرسالة الأولى فليس أمامنا إلا أن نؤكد أنه هو نفسه كاتب الرسالة الثانية، ونفس الشئ يقال عن الرسالة الثالثة.
المؤلف: فؤاد حبيب
تم نشر هذا الكتاب بتصريح خاص من جمعية خلاص النفوس.
غير مسموح بالتعليقات التي: * تحتوي على إساءة وطعن بصفة شخصية في الأفراد * تهجم وعدم احترام للقادة والبلاد * ألإساءة للكنائس والتشجيع على التفرقة أو التمييز بين الطوائف * التسويق أو الاتجار أو الإعلانات بأي شكل ****** الرجاء عدم نشر معلوماتك الشخصية في خانة التعليقات ********