دارسة شخصية كتابية
دواغ الأدومي
الاسم : دواغ الادومي المعنى : شديد الخوف أو القلق
الجنسية : ادوم (نسل عيسو) الوظيفة : رئيس رعاة شاول (صموئيل الأول 21: 7)
النصوص التي ذكر فيها هذا الشخص هي كالآتي : صموئيل الأول 21: 7 - صموئيل الأول 22: 9-22 – مزمور 52
المشكلة : التدين الظاهري
مظاهر هذه المشكلة :
أولا
مستبيح عبرانيين12 :16 ومعنى مستبيح اي مستهتر وقذر بالخطية يظهر المستبيح انه متدين لكن في داخله خراب ومع ذلك يتراءى
بالتقوي دواغ هو من نسل عيسو الذي باع بكوريته بطبخة عدس وهكذا يبيع المتدين حياته الابدية بالاستهتار وحياته بها خطايا شنيعة مثل الوشاية (صموئيل الاول 22: 9و10) لانه اوشى بداود وكذلك كذب ( صموئيل الاول 22 : 10) فهو قال ان رئيس الكهنة سأل له الرب وهذا امر خطير لانه بذلك يكون رئيس الكهنة اعترف ضمنيا بملك داود واقرار منه بمعرفة مشاكله مع شاول وهذا غير حقيقي لان داود لم يخبر رئيس الكهنة وداود نفسه اعترف بعد ذلك ان ما حدث كان بسببه (صموئيل الاول 22: 23). وكذلك قتل كهنة الرب (صموئيل الاول 22: 18) ومن الواضح أنه شارك في قتل مدينة الكهنة (صموئيل الاول 2: 19)
ثانيا:
معنى اسمه (شديد الخوف او القلق) : اي انه ممتلئ بالتوتر والخوف . وفي الغالب خوفه كان من البشر . فالمتدين عندما لا يفعل الشر ليس لانه يخشى الله بل لانه يخشى الناس. حتى لا يقولوا عليه شئ. ما يحكمه في تدينه وافعاله الصالحة هو مظهره امام الناس وليس ما يقوله الله عنه. ففي حياته المستترة هي بعيدة عن الناس يفعل الشر بينما امام الناس يظهر بانه انسان صالح. ايضا هو شخص بعيد عن الايمان لان الايمان يبعث على الطمانينة وسط الاضطراب. الايمان يعطي ابناء العلي القدرة على مواجهة الصعاب والمخاوف إذ الرب لهم حصن منيع. لكن المتدين سرعان ما ينهار في وقت الازمات عالما بزيف ايمانه.
ثالثا:
علاقته بالله عبارة عن طقوس وفرائض شكلية مجردة. فان دواغ الادومي كان في خيمة الاجتماع يمارس الاعتكاف وبعض المفسرين يقولون انه كان ربما يؤدي فريضة النذور. في كل الحالات هو لا تربطه بالله سوى الفريضة. فهل انت ايضا كذلك ؟ تذهب الى دور العبادة فقط لتأدية فريضة ما؟ والادهي من كل ذلك فان الديانات الانسانية تهتم اكثر من اي شئ بالمظاهر الخارجية وليس العلاقة الشخصية بين الانسان والله. اود ان الفت انتباهك الى رد المسيح الوارد على المراه السامرية عندما قال لها ان الساجدون الحقيقيون يسجدون بالروح والحق بينما هي تسأله عن اتجاهات الصلاة راجع يوحنا 4 . هناك اله يطلب من اتباعه عمل الفروض والحسنات التي بسببها يغفر الله ذنوبهم . كيف تكفر صلواتنا واصوامنا وحركاتنا قياما وصعودا اثامنا؟ الجرائم التي ترتكب لا يكفر عنها الاحسان والصلوات. قال الله لادم ان عصيانة سيكلفه الموت وهذه عقوبة الخطية التي تهين الله شخصياً. مع ذلك يصمم رجال دين على حث الناس على الذهاب الى دور العبادة محذرين اياهم من عواقب الاله الغاضب على عدم تادية الفروض التي تسدد ثمن المعاصي! وبسبب خوف الناس من هذا العقاب يذهبون الى دور العبادة . او ليست كنائسنا تكظ بالمتدينين الذين سرعان ما ينكرون ايمانهم امام التحديات والصعوبات او الاضطهاد؟ السبب لانهم لا يعرفون الاله الحقيقي بل يعرفون عبادة شكلية خارجية خالية الجوهر.
رابعا:
المتدين متعصب ومتزمت ولا يقبل اي فكر آخر. فدواغ الادومي لم يقبل بفكرة ان يكون هناك أي تواجد لداود مع الملك شاول . وبسبب تزمته هذا قتل كهنة الرب. قد يتعصب المؤمن لموقف معين ولكنه ليس دائما وابدا . ولكن المتزمت دائما متعصب لافكاره والتي في سبيلها يمكن ان يقتل اعز الناس له في سبيل هذه الافكار، بل ويحرض الآخرين على القتل ويصف من لا يقتل بانه ضعيف الايمان!
خامسا:
المتدين لا يقبل الاخر المختلف عنه. فقد رأى دواغ داود وهو يأكل من الخبز المقدس وبالتاكيد استفزه هذا المنظر. والان فان كل العالم امتلأ بالمتدينين الذين لا يقبلون الاخر المختلف عنهم. كل يتعصب لمذهبه وطائفته. التي يحث فيها الببعض على البغضه وقتل الاخر . فهل هذه شريعة السماء؟ ان المعيار الحقيقي للعلاقة الحية للانسان هو كونه مولود من الله أم لا؟ تحدث الانقسامات نتيجة التعصب الديني الاعمى والتشبث بالرأي وعدم قبول الرأي الاخر.
سادسا:
المتدين لا يتكل على الرب حتى لو قالها مئات المرات بلسانه . فنحن نرى يوميا من يلصق بكل كلمة يقولها (ان شاء الله – بإذن المسيح ) لكن الحقيقة غير ذلك . فان الله لا نضحك عليه بالكلام بل هو دائما يفحص القلب . وقد كشف الله دواغ الادومي في مزمور 52 والذي يصف فيه داود دواغ الادومي بهذا الوصف :
مزمور 52: 7((ها رجل لا يتحصن بالله. يتكل على كثرة غناه. ويعتز باتباع أهوائه )) .
فدواغ الادومي كان غني جدا لانه كان الموظف الاكبر في دولة شاول . وكان له اكبر نفوذ نتيجة لذلك . ولم نشهد اتكاله على الرب في سيرة حياته. واخيرا كان اضعف ما يكون امام اهوائه فلم يقدر ان يقاوم رغباته بل دائما ضعيف مسلوب الارادة. وهذا ما نراه في الديانات الاخرى اشكال من العبادات الظاهرية تهتم بالعدد وبالمظهر اكثر من الداخل اي من القلب. بالشكل وليس الجوهر. باتجاه صلاتك وعدد كلماتك وليس بطاعتك وشوقك لله.
الملخص العام لهذه الشخصية هو انه لا يعرف عن الله سوى الفريضة فقط او الطقس . وهو مستعد ان يفعل اي شئ من الخطايا دون ادنى مشكلة. فهو مستعد ان يقف ويصلي ويخرج خارجا يكذب ويقتل .
ملحوظة : وصف داود لدواغ الشرير جاء في مزمور 52
اكبر مشكلة تواجه الكنيسة :
زوان وسط القمح متى 13: 24 : فالمتديونون يملأون الكنائس واغلب المشكلات تحدث للكنائس من داخلها. فالهرطقات حدثت من داخل الكنيسة . واضطهاد العمل الروحي يتم من اناس متدينين. وانت عزيزي القارئ هل تعرف من انت؟ هل انت قمح ام زوان؟ كثيرا ما عانت الكنيسة من خارجها بسبب تضييق واضطهاد ولكنها دائما كانت تنمو في مثل هذا الجو بشكل اكبر بكثير من اي وقت اخر. ولكن عند ظهور المتدينين على السطح وللاسف عندما يكونوا في مراكز قيادية داخل الكنيسة فانهم يشيعون الكذب والاختراعات والافتراءات واخيرا يضلون الكثيرين ويقسمون جسد المسيح لمصالح ومارب شخصية! ومصير هؤلاء سيكون الهلاك بلا شك.
* والتحذير الكتابي: رسالة كورنثوس الاولى 6 : 8-12: لن يدخلوا ملكوت السماوات . حتى لو وقفوا وصلوا وصرخوا طوال حياتهم "يا رب ارحمنا" . فالمشكلة ليست في الكلام الذي نكرره باطلا بل في الايمان القلبي . ففي سفر الاعمال كان يتم التنبيه بأن (آمن بالرب يسوع فتخلص انت واهل بيتك) ولم يقول لهم (تمتم بهذه الكلمات ) الايمان الحقيقي يحدث ثورة في كيان الانسان يتوق فيها الى التواجد في حضرة الله في تواصل حي وفي طاعة حقيقية. اشتاق زكا العشار ان يرى يسوع ولم يقدم على صلوات طويلة محفوظة، لكن ثقته في شخص المسيح وحبه له كان جارفا فجعله يفرق امواله التي جمعها على من وشي بهم اربعة اضعاف بمجرد دخول المسيح الى قلبه وبيته هكذا نرى عمل النعمة التي تدخل الحياة وتعمل فيها بقوة هائلة هي قوة تغيير روح الله لنفس وجسد الانسان الذي يخضع له عن ايمان وحب فتبدا رحلة شركة شخصية وعلاقة ابدية بين الآب السماوي والتائب.
* وصفهم بالذئاب : أعمال 20 : 29 : فالذئاب من اشهر الصيادين الذين يراقبون القطيع من بعيد ثم يقتربون في خفة حتى يكونون داخل القطيع دون ان يشعر بهم احد . ومن المهم لهم ان لا يتوحد القطيع حتى لا يدهسوهم نتيجة ارتباكهم . لكن من المهم لهم هو التعامل مع الصغار والمستضعفين من القطيع. مثلما فعل عماليق مع شعب الله اثناء رحيلهم من مصر:
تثنية 25:18 كيف لاقاك في الطريق وقطع من مؤخرك كل المستضعفين وراءك وأنت كليل ومتعب ولم يخف الله.
هذا ما يفعله المتدينون ينفردون بالمستضعفين والصغار ويضلونهم بتخدير الضمير.. المولود من الله يعلم تمام العلم ان الايمان القلبي الحقيقي يقود الى علاقة الشخصية مع الله تتسم بالحب والوحدة وتنتج عنها طاعة كاملة للمسيح وتنتج اعمال صالحة وثمار مجيدة ليست قهرا وخوفا من بطش الاله الذي نرضيه ونتقى غضبه تعالى بتادية الفروض والتباهي بالتقوى المصنعة. المتدين كل ما يشغل فكره مجاراة العادات والتقاليد حتى لو اغضب الله في الخفاء! ولكن المولود من الله لا يهتم بكيفية العبادة بل بمن هو المعبود. من له علاقة بنوة بالله تأتي تصرفاته واسلوب حياته كابن وليس كعبد وتظهر ثمار هذه العلاقة وكياناً. بينما المتدينون يسعون عسى ان يتقربون من الله باعمالهم. فالهدف من الاعمال التي يقدمونها محاولة التقرب من الله او استرضاءه. في كثير من الاحيان يجد المتدين نفسه كثيرا ما يعجز عن التواصل في تقديم الاعماله الصالحة لانها حمل ثقيل ليس نابع من قوة الهية بل من محاولات بشرية يائسة مصدرها الذات. قد يحتفظ بمظهره المتدين كثيرا امام الناس لكن في الخفاء لا يسيطر على نفسه. لا يقدر ان يحمل في قلبه صفات الذات الالهية كما يعلمها الكتاب المقدس وهي (المحبة والغفران وطول الاناة والايثار والتضحية والاخلاص والسلام) بل غاضب على من يختلفون معه، لا يثق في المحيطين به، اسير الغيرة والحسد والخصام والخوف والخيانة عن المحيطين به ولا يشعر بالامان بل يخشى المجهول ولا يعرف كيفية الاتكال على الله والتسليم له بل يقسو على من يختلف عنه وتتسم حياته بالخشونة والقسوة وغلظة القلب والوجه العابس الخالي من الفرح والطمانينة والامل!
المتدينون في مقابل المؤمنين
يقول بولس الرسول في رسالة رومية اصحاح 8 متحديا الاهوال "من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ ونرى ايضا الكهنة وعلى رأسهم اخيمالك ( معناه : اخو الملك): ويعوزنا الوقت ان نتكلم عن دانيال والفتيه الثلاثه وشهداء الكنيسة الذين لم يخشوا الموت. لكن على النقيض فالمتدين على استعداد ان ينكر إيمانه ويستخدم التقية مقابل اي تهديد، وتشرع بعض الاديان اتباعها على انكار الدين في حالة التعرض للتهديد تحت مسميات مختلفة وتشريعات غريبة.
ثانيا سعاة الملك (حراس الملك): رفضوا قتل الكهنة مثلما فعلت القابلتين اليهوديتين (خروج 1: 17) . المولود من الله يحب ويحنو يشجع ويعطف ويضحي على مثال المسيح سيده ولا يهدم النفوس الضعيفه بل يشجعها لا يقاوم عمل الله بل يساهم في امتداد ملكوت الله حتى مع اختلافه في الراي مع اقرانه في الخدمة حتى لو اختلفوا معه في الرأي . لانه ممتلئ بروح الله ويؤمن ان الله له السيادة وله الكلمة الاخيرة.
ثالثا ابياثار بن أخيمالك : معنى اسمه " أبو الفضل " أو " أبو الوفرة " أو " الفاضل أبي " . ويرى البعض أنه يعني " أبي باق " فإن أبياثار التقي كان يدرك أن أباه " الله " حي رغم المذبحة التي حدثت لقومه- ايضا معناه أبي يهوه اي سيظل الله ابيه رغم كل الاحداث المؤسفة التي مرت به. هكذا المولود من الله ممتلئ بالسلام رغم كل الظروف الصعبة (حبقوق 3: 17-19 ) ايمانه فعال وواضح اثناء كل الازمات . ان اعتراه خوف وارتعاب فانه سرعان ما يجلس امام ابيه ليلقي بكل همومه عليه حتى ينعم بالسلام والاطمئنان. على عكس المتدين الذي يتحرك بحسب مشاعره الكثيرة التي تنتابه مثل شعور دائم بالذنب وكذلك بالخوف .
والان امتحن نفسك . فهل انت متدين ام مؤمن مولود من الله ؟ هل تتمتع بعلاقة شخصية مع الله تتحدث اليه وتسمعه وتطيعه وتتركه يشكل في شخصيتك ام انك متدين لا تعرف عن الله سوى الفروض والطقوس ؟ هل ترغب في ان تحيا باستقامة وقداسة في السر والعلن ام انك امام الناس بصورة ملائكية وفي الداخل نجس ؟ هل ترائي وتتصور انك تستطيع ان تضحك على الجميع ومن جهة الله ترضيه بالعبادة وبالحسنات؟ اسمع ماذا يعرف الله عنك كما جاء في مذمور 139:
يا رب قد اختبرتني وعرفتني. انت عرفت جلوسي وقيامي.فهمت فكري من بعيد ، مسلكي ومربضي ذريت وكل طرقي عرفت. لانه ليس كلمة في لساني الا وانت يا رب عرفتها كلها. من خلف ومن قدام حاصرتني وجعلت علي يدك. عجيبة هذه المعرفة فوقي ارتفعت لا استطيعها. اين اذهب من روحك ومن وجهك اين اهرب. ان صعدت الى السموات فانت هناك.وان فرشت في الهاوية فها انت. ان اخذت جناحي الصبح وسكنت في اقاصي البحر فهناك ايضا تهديني يدك وتمسكني يمينك. فقلت انما الظلمة تغشاني.فالليل يضيء حولي. الظلمة ايضا لا تظلم لديك والليل مثل النهار يضيء.كالظلمة هكذا النور. لانك انت اقتنيت كليتي.نسجتني في بطن امي.
هل تقبل المختلفين عنك وتقدم لهم محبة ام تنكر اختلافهم وترغب في قتلهم ؟ هل تغفر لمن اساء اليك ام تحتفظ باخطاء الغير وترغب في الانتقام منهم ؟
لا تتصور ان الله لا يراك وانه يسكت لانه يرضى عم تفعله لكن ينبغي ان تسمع كلمات الوحي محذرا بقوله لك: لذلك انت بلا عذر ايها الانسان كل من يدين.لانك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك.لانك انت الذي تدين تفعل تلك الامور بعينها. ونحن نعلم ان دينونة الله هي حسب الحق على الذين يفعلون مثل هذه. افتظن هذا ايها الانسان الذي تدين الذين يفعلون مثل هذه وانت تفعلها انك تنجو من دينونة الله. ام تستهين بغنى لطفه وامهاله وطول اناته غير عالم ان لطف الله انما يقتادك الى التوبة. ولكنك من اجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة الذي سيجازي كل واحد حسب اعماله
.
خادم الرب اميل منصور
إن كنت ترغب في أن تصبح مولودا من الله وتكون مؤمناً حقيقياً مخلصاً مع الله ومع نفسك،
ان كنت تريد ان تنتقل من التدين الشكلي الى الايمان الحقيقي الصادق؟
عليك ان تقر اولاً انك مريض بمرض اسمه الخداع والتدين الشكلي،
لان انكار المرض لن يفيد المريض ابدا بل يظل مريض دون ان يعلم لذلك فنصف العلاج هو معرفتك بمرضك وإقرارك به.
فان كانت هذه المظاهر تنطبق عليك اعترف بمرضك وتعالى به إلى الله،
إركع امامه وأخبره بضعفاتك ونجاستك وانك ترغب في معرفته بكل قلبك وادع المسيح ان يسكن في قلبك وانت تثق فيه .
حينئذ سترى تغييراً حقيقيا في كل شئ من حولك!
اكتب الينا يهمنا التواصل المستمر معك على
غير مسموح بالتعليقات التي: * تحتوي على إساءة وطعن بصفة شخصية في الأفراد * تهجم وعدم احترام للقادة والبلاد * ألإساءة للكنائس والتشجيع على التفرقة أو التمييز بين الطوائف * التسويق أو الاتجار أو الإعلانات بأي شكل ****** الرجاء عدم نشر معلوماتك الشخصية في خانة التعليقات ********