سنتأمل فى حياة يشوع، وإذ ندرس حياة هذا الرجل لنطلب من الروح القدس أن ينير أفكارنا لكى نتعلم الحقائق العميقة منها. وُلد يشوع فى أرض جاسان فى مصر. وهو ابن نون من قبيلة إفرايم، وهو من الجيل الثانى عشر بعد يوسف. وكان فى الأربعين من عمره عندما بدأت رحلة الخروج فى البرية. ويسميه الكتاب خادم موسى. كان يشوع جندياً عظيماً، مهمته أن يحرز الانتصارات وأن يوزع الغنائم على الشعب. كان محارباً لا يخاف، ومع ذلك كان رقيق القلب جداً.
كان متضعاً أمام الله متسامحاً مع الناس ومحتملاً إياهم. وعندما نتأمل حياة يشوع نجد أنه تميز بعدم الاهتمام بذاته. كان لا يبالى بنفسه أو حياته. كما تميز بالخضوع الكامل لإرادة الله. لم يكن يُقدم على شئ ما إلا بعد التأكد تماماً أن هذا الشئ مطابق لمشيئة الله. لقد اعتبر أن أعداءه هم أعداء الله، لأنه اعتبر أن حياته كانت تنفذ خطة الله وقصده. كان شخصاً لا يهاب شيئاً لأنه كان رجل إيمان. وعندما نقرأ سفر يشوع نجد صورة الرب يسوع المسيح نفسه. إن موسى الذى جاء بالناموس يمثل الحرف، أما يشوع فإنه يمثل الروح، وانتصارات يشوع تمثل انتصار يسوع المسيح. والأن فلنتأمل حياة يشوع فى ضوء ما جاء فى هذا الاصحاح وبعض الفصول الأخرى من العهد القديم.
المؤلف: القس جون بول
المعرب: القس باقى صدقة
تم نشر هذا الكتاب بتصريح خاص من جمعية خلاص النفوس.
