مقاييس الله تختلف عن مقاييس البشر

30مارس

مقاييس الله تختلف عن مقاييس البشر

 

ـ حسناً قلت يا رب في سفر أشعياء النبي : "لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ الرَّبُّ. 9لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ، هكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ" ما أكثر الأمثلة في الكتاب المقدس التي تصب في مفهوم هذه الآية سواءً من العهد القديم أو العهد الجديد

ـ حسناً قلت يا رب في سفر أشعياء النبي (55 : 8 ـ 9 ): "لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ الرَّبُّ. 9لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ، هكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ"
ما أكثر الأمثلة في الكتاب المقدس التي تصب في مفهوم هذه الآية سواءً من العهد القديم أو العهد الجديد.


معيار التقوى في نظر الله: لا يقبل الله أن نتفاخر بتقوانا امامه لان الكل في الموازين الى فوق ولا يوجد من هو بلا لوم امامه لكن التواضع في محضر الله هو محل تقدير الله واستحسانه. في مثل الفريسي و العشار (لوقا 14:18) نرى أن الفريسي المعروف عنه أنه مدقق في الشريعة و يضيق على نفسه من أجل تنفيذ الوصية حسبما قال بولس الرسول في سفر (أعمال الرسل 26 : 5) عَالِمِينَ بِي مِنَ الأَوَّلِ، إِنْ أَرَادُوا أَنْ يَشْهَدُوا، أَنِّي حَسَبَ مَذْهَبِ عِبَادَتِنَا الأَضْيَقِ عِشْتُ فَرِّيسِيًّا.

و الفريسي إنسان محترم يقول له الناس سيدي سيدي كما ورد في(متى23: 7) وهو رجل صوم و صلاة و يدفع العشور أما العشار فكان معروفاً عنه أنه من طائفة مكروهة من الناس مشهورة بالظلم و القسوة و كان شائعاً أن العشار هو إنسان خاطئ لذلك لما دخل السيد المسيح إلى بيت زكا العشار تذمر الناس و قالوا كيف يذهب و يبيت في بيت رجل خاطئ هذه كانت نظرتهم عنه لكن فكر الله عكس ذلك تماماً عندما يرجع الإنسان للرب ويتوب

وعلى الرغم أن صلاة الفريسي كانت طويلة و ابتدأها بالشكر إلا انه استدركها بمقارنة نفسه بالآخرين وامتدح نفسه إذ قال "اَللّهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ الْخَاطِفِينَ الظَّالِمِينَ الزُّنَاةِ، وفيما يقول هذا وقع نظره على العشار و قال وَلاَ مِثْلَ هذَا الْعَشَّارِ أَصُومُ مَرَّتَيْنِ فِي الأُسْبُوعِ، وَأُعَشِّرُ كُلَّ مَا أَقْتَنِيهِ." فتميزت صلاته بالفخر و الأنا و البر الذاتي و أيضاً تميزت بإدانة الآخرين و فيها الكبرياء بأنه فوق مستوى سائر الناس ذاكراً فضائله أمام الله و يدين الناس في نفس الوقت و للأسف مازالت هذه النفوس المشابهة لذلك الفريسي موجودة إلى وقتنا هذا التي لها مظاهر التقوى لكن من داخلها تشكر الله أنها ليست مثل باقي الناس الغير متعلمين الجاهلين الفقراء و لامثل تلك العائلة أوذلك الشخص وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ.


صلاة قصيرة لكنها معبرة ، فوقوفه من بعيد و نظره منكساً نحو الأرض و قرع الصدر , كلها تعابير عن الندم و الأسف و التواضع ، فالواقف من بعيد كانت صلاته قريبة من الله لأنه قالها بانسحاق روح كما يقول المزمور(17:51) ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ و ما أجمل الجملة التي قالها السيد المسيح في نهاية هذا المثل 14أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذَا نَزَلَ إِلَى بَيْتِهِ مُبَرَّرًا دُونَ ذَاكَ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ نَفْسَهُ يَتَّضِعُ، وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ».

احترام الغنى والاستهانة بالفقير 

 يؤخذ الناس وينبهرون بالغني والجاة والمركز لكن الله لا يهتم بهذه كلها، بل ان المسيح له كل المجد ولد في مزود للبقر وهو القدوس الذي جاء

من علياء مجده! وهو يهتم بالتقوى اكثر من الغنى وبالاخلاص اكثر من الشهرة، وهكذا كانت حياة السيد الرب يسوع وهو الذي قال لان ابن الانسان لم يات ليُخْدَم بل ليخدِم (متى 28:20)! 
في مثل الغني و َلِعَازَرَ: يقول الانجيل في هذا المثل (لوقا 22:16) فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ، ربما أقيمت لهذا الغني حفلات تأبين و قصائد شعر تمدح سيرة حياته ذاكرةً فضائله واصفةً مدى عظمته و مكانته المرموقة في المجتمع ـ هذه نظرة الناس ـ لكن نظرة الله تختلف تماماً عن ذلك و هذا ما تبين لنا من خلال مصيرهما فالغني رَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الجَحِيمِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ، فلعازر الذي كانت الكلاب بمثابة أصدقاء له إذ كانت تلحس قروحه الجلدية و ينتظر معها الفتات الساقط من مائدة الغني , لذلك السيد المسيح لم يقل للذين عن اليسار في ( متى 25 : 41 ) اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ، لأنهم خاطفين أو ظالمين أو زناة أو متكبرين بل لأنهم لم يطعموا الجائع و لم يسقوا العطشان ........ فكان مصير لعازر مختلفاً عما كان يظنه الناس بأنه هل يعقل بأن الغني سوف يكون مصيره هكذا ....... لكن مقاييس الله تختلف عن مقاييس البشر.


دوافع العطاء والتقدمات لعمل الله:

 يظن الكثير من الناس ان الذين يعطون في عمل الخير ولعمل الله مبالغ كبيرة هم الاتقياء. لكن مقياس الله هو دوافع العطاء اكثر من نوع العطاء

وحجمه!  نقرأ في انجيل (مرقس12 : 41) "وَجَلَسَ يَسُوعُ تُجَاهَ الْخِزَانَةِ، وَنَظَرَ كَيْفَ يُلْقِي الْجَمْعُ نُحَاسًا فِي الْخِزَانَةِ. وَكَانَ أَغْنِيَاءُ كَثِيرُونَ يُلْقُونَ كَثِيرًا. 42فَجَاءَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَةٌ وَأَلْقَتْ فَلْسَيْنِ، قِيمَتُهُمَا رُبْعٌ."
 كان السيد المسيح في هذه الحادثة يراقب دوافع البشر ولا سواه يمكن ان يفعل ذلك. وما زال المسيح يراقب إلى الآن و بمنظور إلهي عن قلب الانسان أما من المنظور البشري ماذا يساوي هذان الفلسان أمام قطع النحاس الملقاة داخل الخزانة من قبل مجموعة من الأغنياء إذ كانوا يلقون كثيراً لكنهم يعطون من فائض وليس من احتياج! فقيمة ما وضعوه لا يؤثر على ميزانيتهم العامة ظانين أن ما ألقوه هو الكثير و إذا حسبنا القيمة على أيامنا هذه قد تكون ألوف أو مئات الألوف لكن ماذا تشكل أمام الملايين و مئات الملايين فمن المنظور البشري كان هذا كثيراً أما من المنظور الإلهي يختلف تماماً إذ أن السيد المسيح دَعَا تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ لَهُمُ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِن جَمِيعِ الَّذِينَ أَلْقَوْا فِي الْخِزَانَةِ، 44لأَنَّ الْجَمِيعَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا. وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا، كُلَّ مَعِيشَتِهَا».
هذا يرينا أن صدى قطع النحاس و هي ترن نازلة إلى الخزانة لم يسمعها الله بل كان صوت الفلسين مدوياً في مسامع الله : فالله هو الذي يسد العوز و ليس أحد سواه لذلك حسابات البشر قد تختلف في أحيان كثيرة عن حسابات الله.
إن الله يطلب منا أن نحبه من كل قلوبنا ونقدم له أفضل ما نملك. اسمعه يوصي قائلا وتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك! (مرقص 30:12 & تثنية5:6)  يطلب الله دائماً الباكورة في وقتنا  اي باكورة اليوم وفي عطائنا يطلب باكورة اموالنا وفي دوافعنا يتوقع ان نقدم افضل وأهم من نملك. فعندما قدم الله للجنس البشري وضحى قدم ذاته، الابن المتجسد ويقرر الانجيل قائلاً هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.


إن كلمة "هكذا" تشير إلى هذا الحد أحب الله العالم.. و"هكذا" تفصح عن قصة الحب العجيب الذي يفوق ادراك العقول.  ولا يتوقع الله مننا أن نحبه محبة رخيصة نقدم له فيها فضلات اوقاتنا واموالنا ومشاعرنا...بل نقرر مع بولس من سيفصلنا عن محبة الله في المسيح يسوع.... (رومية 8)

الخطر المحدق بنا وكيف نحصل على النجاة:

ـ شرح الله هذا المبدأ في العهد القديم بشكل واضح جداً و في عدة مواضع يذكرها الكتاب المقدس ففي سفر الخروج إصحاح 14 تظهر بكل وضوح أن حسابات و مقاييس البشر تختلف عن مقاييس الله.  تذمر اليهود على موسى النبي عندما وصلوا في ترحالهم و هم نازلون عند البحر عند فم الحيروث أمام بعل صفون إذ قالوا له «هَلْ لأَنَّهُ لَيْسَتْ قُبُورٌ فِي مِصْرَ أَخَذْتَنَا لِنَمُوتَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ هذا ما تراه عيون البشر لكن الله إله قوي يستطيع أن ينقذ و يخلص شعبه و سلطانه ليس فقط على البشر بل حتى على الطبيعة بما فيها من بحار و أنهار و جبال , فعلق أرضاً على مياه البحر و عبر شعب إسرائيل في وسط البحر على اليابسة و مجد الله اسمه في فرعون و مركباته و فرسانه و أنقذ شعبه المتذمر على موسى بأنهم حسب منظورهم و حساباتهم أنهم هالكين لا محالة لأن البحر من أمامهم و فرعون و مركباته و فرسانه من خلفهم لكن مقاييس الله تختلف عن مقاييس البشر.


في سفر أخبار الملوك الثاني الإصحاح السادس توجد أيضاً حادثة حصلت مع أليشع النبي و غلامه جحزي عندما حاصر ملك آرام الموضع الذي يقيم فيه رجل الله أليشع ( دوثان ) بخيل و مركبات و جيش ثقيل للقضاء على أليشع و من معه فماذا يفعل هذا الرجل لوحده أمام هذه الأعداد المهولة من الجيش و العسكر حتى قال له غلامه جحزي «آهِ يَا سَيِّدِي! كَيْفَ نَعْمَلُ؟» فمن الفكر و النظرة البشرية أنهم هالكون هالكون لا محالة لكن الله له رأي آخر يتجلى في رد أليشع على غلامه حجزي إذ قال له : «لاَ تَخَفْ، لأَنَّ الَّذِينَ مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ الَّذِينَ مَعَهُمْ». 17وَصَلَّى أَلِيشَعُ وَقَالَ: «يَا رَبُّ، افْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ». فَفَتَحَ الرَّبُّ عَيْنَيِ الْغُلاَمِ فَأَبْصَرَ، وَإِذَا الْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ. 18وَلَمَّا نَزَلُوا إِلَيْهِ صَلَّى أَلِيشَعُ إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «اضْرِبْ هؤُلاَءِ الأُمَمَ بِالْعَمَى». فَضَرَبَهُمْ بِالْعَمَى كَقَوْلِ أَلِيشَعَ. و من هنا نرى أن حسابات جيحزي(البشر) تختلف عن حسابات الله فالأمر الذي يجب أن ندركه أن مقاييس الله غير مقاييس البشر بل أحيانا تكون مختلفه عنها (عكسها) تماما.ً


في مرقص اصحاح 4 والاعداد من 37 – 41 يكلمنا عن اشخاص عملوا في البحر في مهنة الصيد ولكن ينزعجون من نوة شديدة في البحر كادت تودي بهم غرقاً. لكن ينتهر السيد المسيح الرياح والامواج يشرح مرقص ماحدث قائلاً: فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت. ابكم. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم وقال لهم ما بالكم خائفين هكذا.كيف لا ايمان لكم. فخافوا خوفا عظيما وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا.فان الريح ايضا والبحر يطيعانه.

عزيزي الزائر

ماهو مقياسك للتقوى التي يتوقعها الله منك؟
ماهو الذي يجذب انتباهك في الحياة؟ أهو المال ام المركز ام مظهرك وشهرتك أوماذا يقول عنك الناس؟
ما هي دوافع اقترابك من الله وعطائك له؟ هل تريد ان تعطيه لكي تاخذ منه؟
ام انك تعطي لانك متيقن انك مدين له بفداؤه وحبه لك؟
هل تهتز مما يحيط بك فتفقد سلامك وثقتك فيه؟
هل ينجح ابليس ان يشكك في امانة الله وصلاحه ويهمس
في اذنك: هل حقاً قال الله؟
تختلف معايير البشر عن معايير الله
فهل تناشده ان يفتح عينيك لتعرفه وتعرف من هو الاله العظيم الذي
يناشدك ان تقترب اليه؟
لمزيد من المعرفة اتصل بنا لكي نتواصل معك
prayer@Lfan.com

أضف تعليق

غير مسموح بالتعليقات التي: * تحتوي على إساءة وطعن بصفة شخصية في الأفراد * تهجم وعدم احترام للقادة والبلاد * ألإساءة للكنائس والتشجيع على التفرقة أو التمييز بين الطوائف * التسويق أو الاتجار أو الإعلانات بأي شكل ****** الرجاء عدم نشر معلوماتك الشخصية في خانة التعليقات ********

كود امني
تحديث

تواصل معنا

Invalid Input

Invalid Input

Invalid Input

Invalid Input

Invalid Input

 

أخر التغريدات

تجدنا في الفيسبوك

lfan footer logo

   spacer

  

Light For All Nations
P. O. Box 30033
RPO Upper James
Hamilton ON L9B 0E4
Canada
   spacer

Tel  1-905-335-0700
Fax  1-905-335-0068
   spacer

  

Lfan@Lfan.com
   spacer
للمشورة والصلاة

بالبريد الالكتروني noor@Lfan.com

واتس اب وفايبر
WhatsApp & Viber
1-905-281-4428

من كندا 1-905-335-1534
1-800-280-3288

من امريكا 1-301-551-7642
1-800-280-3288

من مصر 0122-026-6607

من المغرب 067-960-0709

من الجزائر 055-460-2031

من استراليا 612-800-557-45

من فرنسا 1-76-64-12-95

من انجلترا 2-03002-5921