الملك والسجين

21فبراير

الملك والسجين

 

كان هناك ملك اسطوري . مملكته عظيمة الشأن لها من القوة والعظمة ما يفوق التصور البشري. اثناء تواجد الملك في احدى الليالي وسط حاشيته واحباءه والكل سعيد، رمق اليهم بنظرة ممتلئة بالأسى. وقف عند احدى شرفات قصره العظيم واطال النطر نحو بقعة خارج مملكته يسودها الخراب والضباب..

 

 

تذكر الملك كل شئ عن هذا الرجل . كيف قربه الى نفسه وكيف احبه وكيف سلطه على هذه البقعة من المملكة. اعطاه سلطان يفوق اي سلطان . كان يحيا هذا الرجل حياة ممتلئة بالوفرة في كل شئ وامتلك كل وسائل الرفاهية . بل انه كان ايضا محبوبا من الجميع! لا يوجد شئ عن مملكته لم يعرفه . كان يفهم كل شئ والكل يسعى لطاعته.  كان يتقابل مع الملك في كل نهار ويتحدثان سويا ويتشاركان اخبارهم. والان قد اختار هذا الرجل طريق آخر.

ذات يوم جاء عدو للملك ونظر ووجد ان هذا الرجل الذي يحبه الملك . بدأ الحسد ياخذ دوره في قلب العدو ولاسيما ان هذا العدو كان الحبيب المفضل لدى الملك قديما. قرر العدو أن ينهي هذه القصة ويضرب الملك في قلبه . وبالفعل نجح في اسقاط صديق الملك هذا في براثنه . واصبحت البقعة التي كان يتطلع الملك اليها تحت سيطرة هذا العدو، وقد حولها إلى سجن كبير يأسر فيها ضحاياه. صنع العدو في تلك البقعه قضبانا حديدية لا يمكن كسرها. فاصبح الاسرى  مسجونين داخل تلك القضبان . صنع سلاسل عجيبة تلتف حول ضحاياه فتسعى لكي تضل تفكيرهم منذ نعومة اظافرهم! واحكم سطوته على ضحاياه بقيود محكمة وباساليب متنوعة من التهديد والوعيد تزداد كلما عصي الاسرى أوامر عدو الملك او جنوده. وكل من حاول الفرار من تلك القيود او من السجن كان يصيبه الفشل واليأس وكم ادمت يدين حاولت فك تلك القيود.  امتلأ السجن بالجرحى  والمصابين وشتى أنواع المعاناة. ظل كل سجين يبكي بمرارة كلما رِأى العدو يقتل ابناءه الواحد تلو الاخر ويلقيهم في السجون المظلمة المليئة بشتى انواع العذاب.

باتت كل محاولات البعض للمقاومه بالفشل، والبعض الاخر نسي المملكة الاولى  حيث الحرية وسلطان الملك وتصوروا أن حياة السبي هي كل شئ، إذ ضاع الامل في الخروج فالامل في الحرية سراب كاذب. فرفضوا حقيقة وجود ملك ووجود عدو وظنوا ان هذا السجن هو كل الحياة . لم يحاولوا السبيل الى الحرية بل اغمضوا عيونهم وأقروا بانها لا توجد أو مستحيلة!

كانت العبودية شديدة فقد كان العدو يبث الرعب والانقسام والعداوة بين ابناء هذا الرجل. حتى ان الاطفال المولودين كانوا يولدوا وقد ورثوا الكثير من تصرفات وافعال هذا العدو الشرير مما كان يزيد الامر سوءا لان السلسلة تزداد قوة والتفافا .

اصبح الصراخ والعويل يملأ اركان السجن . فلم يعد بصيص من أمل بينما ينظر الرجل حوله لا يجد الا الخزي والعار والحرب . ابناءه يتقاتلون ويقتلون بعضهم. العداء والكراهية والجوع والذل من حوله . صرخ صرخة مدوية. وصلت الى اذني الملك . الذي تأوه مجددا لهول ما يراه .

صرخ الملك من هول ما يجري لابناء من تحبه نفسه وقد اعد خطة محكمة لانقاذ شعبه وابناءه الاحباء.  أرسل الى عبيده وطلب منهم ان يذهبوا الى السجن ويخبرون الاسرى ان يفعلوا ما يأمرهم به الملك، حتى يتحرروا من قيود السلاسل التي تربطهم فتنفك. انتشرت البشرى وتوالت الرسائل. ولكن للاسف كان ابناؤه عنيدون لا يستمعون الى نصائح الملك فلم يتمكنوا من كسر القيود بل اصبحت السلاسل اكثر صلابه مما تسبب في اذي ايديهم وجرحها. في النهاية لم يعودوا يعبأوا بمثل هذه الرسائل.

نظر الملك حوله ولم يجد سوى حل واحد ! ان يدخل بنفسه الى السجن ويخلع عنه رداءه الملوكي ويتخلى عن طلعته المهيبة . ويلبس ملابس تشبه ملابس اي شخص عادي بالسجن! وبالفعل دخل السجن . و حدثت امور غريبة عند دخوله، جعلت كل المساجين تتحدث عنه حتى وصل الامر الى العدو . الذي بدأ يتفحصه من بعيد تارة وعن قرب تارة اخرى.

كانت السلاسل تحترق بمجرد اقترابه منها! كان هو حر الحركة يسير كيفما شاء.  ممتلئ بالأمل ويتكلم بسلطة وليس فيه اي مشاعر استياء من أحد.  تحدث الى كثيرين من الاسرى الساقطين والبعض بدأت تتغير هيئتهم وكأن الامل عاد من جديد لهم.

تحير العدو فيه وشك ان يكون هو الملك . لانه في البداية لم يتعرف عليه . فهو يعرف جيدا الطلعة المهيبة الرهيبة للمك وكيف ان لا أحد يستطيع ان يتحمل بهاء مجده . ولكنه امام شخص ظاهره بسيط .  ظل يتفحص هذا الانسان جيداً الى ان قرر ان يهيج عليه جواسيسه من الاسرى الاشرار، الذين رفضوه ووجهوا له اصعب الكلمات وفي النهاية أقاموا له محكمة خصيصا لايذائه.  من خلال جلسات المحكمة علم العدو ان هذا الانسان هو الملك. لانه لم ينكر ذلك عندما سأل.

بدأ ينفعل العدو جدا وقرر أن يضع خطة لقتل الملك وأتباعه.  لكن ما اثار دهشة العدو أن الملك لم يبدي خطط للانتقام من اعدائه!  أخذ العدو يتسائل لماذا لا يدافع الملك عن نفسه؟  شعر العدو أنه قوي جبار وأطلق ضحكة مدوية من الفرح .  نجح اعداء الملك في النيل منه ولكي في الحظات الاخيرة وقبل موت الملك تفوه بكلمة غريبة إذ قال ( لقد أكملت المهمة) وهنا صمت العدو وتبدلت سعادته بامرات الاستعجاب عندما تساءل: اي مهمة تلك التي قد اكتملت؟

ذهب عدو الملك الى مقره فوجد ان الملك الذي مات أخذ مفتاح سجن العدو الذي يحبس الاسرى به واعلن سلطانه على كل ارجاء المملكة واعلن هزيمة عدوه وسلبه سر قوته. فصرخ عدو الملك صرخة عظيمة ليس لها مثيل .

عاد الملك الى الحياة مرة اخرى ومعه مفتاح سجن العدو وفتح بابه.  وكل من كان يشتاق للخروج من الأسر كان بمجرد أن يسمع صوت الملك ويستغيث به لتحريره تسقط منه سلاسل الاسر وينطلق حراً، بل حتى آثار الجروح تختفي من اجساد الاسرى وفي  الحال تختفي علامات الاسى والحزن والياس والخزي على محياهم وتظهر علامات الفرح والبهجة!  فيهتفون هاهي الشمس التي لم نراها ونعرف اشعتها الذهبية. ما أبهى تلك المملكة البهية التي لم يتح لنا ان نعرفها قط. حقاً ما ابهى حرية الملك.

طلب الملك من هؤلاء الأحرار أن يطلبوا من اخوتهم الذين مازالو بعد في الاسر أن يسمعوا لقول الملك ويستجيبوا لنداءه حتى يتحرروا مثلهم.  الأمر الغريب ان البعض سمع وصدق النداء ولبى الدعوه لكن الكثيرين لم يصدقوا بل   البعض تخيلوا بان السجن مكانهم الطبيعي والحتمي وان كل من الملك وعدوه لا وجود لهما!  بينما يحاول البعض الاخر ان ينجو من اسر السجن بانفسهم في محاولات يائسه للهرب مما نجم عنه المزيد من الجروح والاحباط والحزن بشكل مستمر!

هذه القصة تمثل الصراع بين عدو الخير والمسيح له المجد ابن الله الحي. الذي جاء لكي يطلب ويخلص ماقد هلك. لقد وعد بالحرية لكل من يؤمن به قائلا "إن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحراراً" (يوحنا 36:8)

عزيزي الزائر،

هل أدركت مغزى  هذه القصة؟

هل رايت نفسك في الاسر؟

هل تدرك غش وخداع الشيطان لنفسك؟

هل تعرف انه يقيدك وايضا يهددك ويود ان يرعبك؟

ويبقيك في الاسر تحت سلطانه....

 والان الفرصة مفتوحة لك للهروب من الاسر

والتمتع بالحرية الحقيقيه مع ابناء الملك

هل تسمع لصوت المسيا الملك

وتؤمن ان سلاسل الخطية تسقط من يديك

ويمكنك أن تتحرر من سجن اليأس والفشل والخزي والعوز؟

ام سترفض غير مصدقا؟

 أم ستستهزئ بهذا الامر؟

 ام ستظل محاولا بنفسك ان تصل الى الحرية

وانت تعلم جيدا كم اصبت بالهزيمة والاحباط ؟

ان اردت ان تصل الى الحرية والعتق من اسر ابليس والشهوات،

اطلب منه الآن أن يغفر خطاياك بموته عنك على الصليب،

وأن يدخل قلبك وكيانك ويملك على مشاعرك وقرارتك ومستقبلك،

ان يفك قيودك ويحررك من سجنك.

اصرخ اليه من قلبك فهو قريب منك.

صدق قوته ومحبته.

اعترف له بخطاياك التي هي سبب في القيود التي بداخلك .

اشكره على محبته لك

التي من اجلها تخلى عن كل شئ لكي ما ينقذ حياتك من السجن الابدي.

إن روحك خالده فلا تقامر بحياتك ومستقبلك الابدي

لا تتوان في الاتصال بنا ان احتجت الى مساعدة

 اكتب الينا اليوم ولا تؤجـــل:  

 noor@Lfan.com

أضف تعليق

غير مسموح بالتعليقات التي: * تحتوي على إساءة وطعن بصفة شخصية في الأفراد * تهجم وعدم احترام للقادة والبلاد * ألإساءة للكنائس والتشجيع على التفرقة أو التمييز بين الطوائف * التسويق أو الاتجار أو الإعلانات بأي شكل ****** الرجاء عدم نشر معلوماتك الشخصية في خانة التعليقات ********

كود امني
تحديث

تواصل معنا

Invalid Input

Invalid Input

Invalid Input

Invalid Input

Invalid Input

 

أخر التغريدات

تجدنا في الفيسبوك

lfan footer logo

   spacer

  

Light For All Nations
P. O. Box 30033
RPO Upper James
Hamilton ON L9B 0E4
Canada
   spacer

Tel  1-905-335-0700
Fax  1-905-335-0068
   spacer

  

Lfan@Lfan.com
   spacer
للمشورة والصلاة

بالبريد الالكتروني noor@Lfan.com

واتس اب وفايبر
WhatsApp & Viber
1-905-281-4428

من كندا 1-905-335-1534
1-800-280-3288

من امريكا 1-301-551-7642
1-800-280-3288

من مصر 0122-026-6607

من المغرب 067-960-0709

من الجزائر 055-460-2031

من استراليا 612-800-557-45

من فرنسا 1-76-64-12-95

من انجلترا 2-03002-5921