برنامج " ليكن نور" الحلقة ٢٧٨ - استحالة تحريف الكتاب المقدس

سلسلة يسوع

تابعونا على قناة سات ٧ مع إذاعة حلقات جديدة من سلسلة يسوع.
المواعيد الأسبوعية لعرض الحلقات بتوقيت القاهرة :
الاتنين الساعه ٢٢:١٥ مساء (عرض أول)
الثلاثاء الساعة ٥:٣٠ صباحاً (إعادة)
الخميس الساعة ١٠:١٥ صباحاً (إعادة)
الأحد الساعة ١٧:٣٠ مساء (إعادة)

 

اضغط هنا لمشاهدة جميع الحلقات

سلسلة يسوع في كفر ناحوم

ستبدأ قناة الكرمة إذاعة
سلسلة حلقات جديدة من إنتاج نور لجميع الأمم بعنوان يسوع في كفر ناحوم
وهذه هي المواعيد الأسبوعية لعرض الحلقات :

الكرمة امريكا
بدءاً من يوم الإثنين ٢١ أغسطس ٢٠٢٣
Al-Karma NA - California time

spacer

الكرمة الشرق الاوسط
بدءاً من يوم الثلاثاء ٢٢ أغسطس ٢٠٢٣
Al-Karma ME - Cairo time

الإثنين (عرض أول) 4:15AM
الثلاثاء (إعادة) 9:00PM
الجمعة (إعادة) 5:30PM

 

الثلاثاء (عرض أول) 2:30AM
السبت (إعادة) 6:30PM
الأحد (إعادة) 10:15PM

 

اضغط هنا لمشاهدة جميع الحلقات

برنامج ليكن نور - كل اربعاء ٨ مساءً بتوقيت القاهرة
الموافق ٦ مساءً بتوقيت جرينتش

لا يوجد بث مباشر الآن!

شاهد أدناه حلقه من برنامج ليكن نور!

 

  • 650 خطية ضد إله غير محدود وعقاب غير محدود

    لمعرفة الإجابة على هذا السؤال الهام جدا شاهد معنا هذا الفيديو، شاهد هذا المقطع...

  • 650 هل يحب الله القوم الكافرين؟

     لمعرفة الإجابة على هذا السؤال الهام جدا شاهد معنا هذا الفيديو، شاهد هذا المقطع ...

  • 650 ملخص الكتاب المقدس فى وصيتين

    لمعرفة الإجابة على هذا السؤال الهام جدا شاهد معنا هذا الفيديو ، شاهد هذا المقطع ...

سلسلة الموعظة على الجبل 

اضغط هنا لمشاهدة جميع الحلقات السابقة    اضغط هنا لمشاهدة جميع مقاطع الحلقات السابقة

أحدث الإضافات على موقعنا!

 

احدث حلقة من برنامج
ليــكن نــــور

 

احدث مقطتفات قصيرة من برنامج ليكن نور

 

احدث حلقة من
مدرسة أفسس

ملخص أدلة منطقية ضد الإدعاء بتحريف

 الكتاب المقدس

1) حماية الله

2)  من أقوي: الأشرار أم الله

3) أين كان الله

4) شهادة المؤرخين

5) علاقة المسيحيين واليهود

6) شهادة المسيح

7) ترجمات الكتاب المقدس

8) الإجزاء التي تحوي إهانات المسيح

9)  الإجزاء التي تسئ لليهود

10) الإجزاء التي تسئ للتلاميذ

11) نبوات العهد القديم

12) حرب الملحدون والوجوديون

13) تعليم الكتاب المقدس

14) ليست آية أو كلمة واحدة هنا أو هناك

15) إتفاق المخطوطات

16) تضحية التلاميذ بحياتهم

 

أدلة منطقية ضد الإدعاء بتحريف

 الكتاب المقدس

1) إن أرسل الله رسالة ليهدي البشر, هل لن يبذل مجهود ليحميها من التحريف؟ هل يستطيع هذا؟ كيف يدين الناس اذا تركهم يتبعون كتاب محرف؟

2) هل الناس الأشرار أقوي من الله؟ هل إرادتهم لتحريف كلمته أقوي من إرادته لحفظها؟ لقد أعطي الله الحرية للإنسان لإختيار الشر إن أراد, لكن هذا ضد صلاح الله الذي يريد أن يهدي البشر.

3) عندما تحرف كتاب الله, أين كان هو؟ في أجازة؟ مريض؟ ينظر للجانب الآخر؟ مشغول؟

4) لماذا لم يكتب أحد المؤرخين عن أن أحد اليهود أو المسيحيين قام بالتحريف؟

5) من قديم الزمان وعلاقة المسيحيين واليهود ليست طيبة, لماذا لم يتهم أحدهم الآخر بتحريف كتابه؟

6) لو تحرفت التوراة, لعرف المسيح بذلك. لماذا لم يقول أي شئ عن هذا؟ بل بالعكس إستشهد بالتوراة ككلمة الله.

7) وصلت ترجمات الكتاب المقدس إلي 15 ترجمة في القرن الأول الميلادي في كل العالم. من يستطيع جمعها لتحريفها وتوزيعها مرة أخري؟ هذا مستحيل جغرافيا

8) إذا كان التحريف هدفه تعظيم وتمجيد المسيح, لماذا توجد الإجزاء التي تحوي إهانات المسيح؟ ولماذا موت الصليب المهين؟

9) إذا كان التحريف هدفه جعل المسيح رب, لماذا التعليم عن الروح القدس و التثالوث و التوحيد و الأمور التي صعب فهمها من وجهة نظر الكثيرين؟

10) إذا كان التحريف ممكن, لماذا لم يزيل اليهود الإجزاء التي تسئ اليهم مثل:

3اَلثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيَهُ وَالْحِمَارُ مِعْلَفَ صَاحِبِهِ، أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَعْرِفُ. شَعْبِي لاَ يَفْهَمُ» إش 1: 3             

تحذير موسي  "لأَنِّي أَنَا عَارِفٌ تَمَرُّدَكُمْ وَرِقَابَكُمُ الصُّلْبَةَ. هُوَذَا وَأَنَا بَعْدُ حَيٌّ مَعَكُمُ الْيَوْمَ، قَدْ صِرْتُمْ تُقَاوِمُونَ الرَّبَّ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ بَعْدَ مَوْتِي! تث 13: 27

11) إذا كان التحريف ممكن, لماذا لم يزيل التلاميذ  الإجزاء التي تسئ اليهم مثل:    

       مت 26: 56   حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا.

       لو 22: 34  فَقَالَ:«أَقُولُ لَكَ يَابُطْرُسُ: لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ الْيَوْمَ           قَبْلَ أَنْ تُنْكِرَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَعْرِفُنِي».

12) التعليم الرئيسي في العهد الجديد هو عن موت المسيح وقيامته         الذي يتمم نبوات العهد القديم الموجود في أيدي المسيحيين             واليهود, من منهم سيسمح للآخر أن يحرف كلمة الله  

13) من عدة قرون شن الملحدون والوجوديون حرباً شديدة علي            تعليم الكتاب المقدس, لكن لم نسمع عن أي واحد منهم اتهم             المسيحيين أواليهود بتحريف الكتاب المقدس       

  1. الكتاب المقدس يعلم بوضوح أن كلمة الله لايمكن أن تتغير

      إش 40: 8 يَبِسَ الْعُشْبُ، ذَبُلَ الزَّهْرُ. وَأَمَّا كَلِمَةُ إِلهِنَا فَتَثْبُتُ إِلَى       الأَبَدِ».

15) تحريف كتاب يعني إضافة أو حذف أو تغيير كلمة أو مقطع. الكتاب المقدس يعلم عن الوهية المسيح والصلب والقيامة في كل أجزاءه. أعلن المسيح أنه هو الله وأنه القيامة والحياةز أعظم من الهيكل ورب السبت, له كل ماهو للآب وأنه موجود في كل مكان و زمان. هذا التعليم ليس آية أو كلمة واحدة هنا أو هناك. بل هو أساس الأيمان المسيحي.

16) توجد لدينا اليوم آلآف المخطوطات ولايوجد في واحدة منها أن المسيح لم يصلب أو أن المسيح ليس هو الله

17) فيما عدا يوحنا, ضحي كل التلاميذ بحياتهم وماتوا في سبيل أيمانهم. لايوجد شخص عاقل يضحي بحياته لأجل شئ مزيف زيفه بنفسه.

18) المرجع الأقدم يحكم علي صدق المرجع الجديد اذا إختلف المرجعين. إذا سمحنا للقرآن أن يحكم علي الإنجيل لابد أن نسمح لكتاب المورمون أن يكون صادق أكثر من القرآن وكتاب القدس للبهائيين صادق أكثر من المورمون وهكذا لكن هذا لايستقيم. لذلك إذا إختلف القرآن والإنجيل يكون الإنجيل هو الصادق والصحيح.

19) هل عند الله رسالتين يسمح بتحريف واحدة (الإنجيل) ويحمي الأخرى (القرآن) هل هذا اله حقيقي؟

20) هل الله يتعلم من أخطاءه؟ أرسل التوراة وتحرف ثم أرسل الزبور (المزامير) وتحرف ثم أرسل الإنجيل وتحرف وأخيراَ أرسل القرآن وعرف كيف يحفظه من التحريف.

21) إذا قدم اثنين شهادتهما إحدهما شاهد عيان والآخر جاء بعد الحدث ب 600 سنة وعلي بعد 1300 كم من مكان الأحداث. أي شخص يكون صادق إن اختلفوا؟

22) القرآن يقر بوضوح أن كلمة لايمكن أن تتغير (الكهف 27) (الأنعام 115)

 

استحالة تحريف الكتاب المقدس

1- الكتاب المقدس فريد فى وحدته : فقد كتبه حوالى أربعين رجلاً على مدى قرابة 1600 سنة، وذلك من أماكن مختلفة من ثلاث قارات العالم القديم... وتنوعت مهنة كل كاتب وظروف الكتابة، ومع ذلك خرج الكتاب المقدس فى وحدة كاملة وتناسق بديع يدل على أن وراء هؤلاء الكتبة جميعاً روح واحد هو روح الله القدوس.

2- الكتاب المقدس فريد فى ملائمته لكل جيل وعصر : فهو الكتاب الوحيد الذى لم يصبه القدم، بل هو جديد دائما وصالح لكل زمان ولكل عصر.

3- الكتاب المقدس فريد فى ملائمته لكل عمر وفرد : فهو مناسب لكل فئات الناس ولكل القامات الروحية.

4- الكتاب المقدس فريد فى شموله وكماله : فهو الكتاب الوحيد الذى كتب فى جميع الموضوعات، فهو بحق مكتبة الهية شاملة تحوى التاريخ والأدب والشعر والقانون والفلسفة والطب والجيولوجيا والمنطق، إلى جانب القضية الأساسية وهى خلاص الإنسان.

5- الكتاب المقدس فريد فى انتشاره وتوزيعه : إذ يفوق توزيعه أى كتاب آخر بعشرات المرات فقد تم توزيع الكتاب المقدس فى عام 1998م 20.751.515 نسخة كاملة فى 2212 لغة ولهجة.

6- الكتاب المقدس فريد فى صموده وبقائه : لم يلق كتاب آخر مثلما لقي الكتاب المقدس من إضطهادات وحروب ولكنه بقي صامداً شامخاً على مر العصور.

7- الكتاب المقدس فى قوته وتأثيره : فهو يلمس الأرواح والقلوب بصورة لا توجد فى أى كتاب آخر... إن الملايين قد تغيرت حياتهم حين قرأوا الكتاب المقدس بقلب مخلص.

1- شهادة المخطوطات القديمة :

أهم مخطوطات العهد القديم :
لفائف البحر الميت وترجع إلى 100- 250 ق.م.
بردية ناش وترجع للقرن الثانى الميلادى.
مخطوطات جينزة - القاهرة وترجع للقرن السادس حتى التاسع الميلادى.
مخطوطات الترجمة اليونانية السبعينية وترجع إلى 100ق.م.
أهم مخطوطات العهد الجديد :
المخطوطات البردية :
مخطوطة جون رايلاند وترجع إلى 125م.
مخطوطة بودمير وترجع إلى 150م.
مخطوطة تشستر بيتي وترجع إلى 220م.
المخطوطات البوصية :
النسخة السينائية وترجع إلى 340م. وهى محفوظة الآن بالمتحف البريطانى.
النسخة الفاتيكانية وترجع إلى 350م. وهى محفوظة الآن بمكتبة الفاتيكان.
النسخة الاسكندرية وترجع إلى 450م. وهى موجودة الآن بالمتحف البريطانى.
النسخة الافرايمية وترجع إلى 450م. وهى موجودة الآن فى المكتبة الوطنية بباريس.
هذه المخطوطات وآلاف المخطوطات الأخرى الموجودة لدينا الآن، والتى حدد عمرها علماء محايدون، تؤكد بكل يقين أن الكتاب المقدس قد تم نقله إلينا بأمانة ودقة تامة.
2- شهادة الترجمات :
ترجمات العهد القديم :
الأرامية (500 ق.م)
السبعينية (285 ق.م)
السريانية (فى القرون الأولى للمسيحية).
ترجمات العهد الجديد :
الترجمات اللاتينية : اللاتينية (ايطاليا) فى القرن الثانى الميلادى - الفولجاتا الشعبية فى القرن الرابع الميلادى.
الترجمات السريانية : القديمة (القرن الثانى الميلادى) - البسيطة (150-200) - الفيلوكسينان (508م).
الترجمات القبطية : الصعيدية (بدأها نبينوس 185م) - الأخميمية والفيومية (الرابع والخامس الميلادى) - البحيرية (القرن الرابع الميلادى).
ترجمات أخرى : مثل الأرمينية والجورجية والأثيوبية والعربية وغيرها.
هذه الترجمات الكثيرة للكتاب المقدس، والتى بدأت منذ زمن مبكر جداً قد عملت على سرعة انتشار الكتاب المقدس بين شعوب العالم. ويوجد لدينا الآن أكثر من عشرة آلاف مخطوطة لهذه الترجمات القديمة وهى تتفق جميعها مع الكتاب المقدس الذى بين أيدينا.

1- شهادة كتابات الآباء الأولين :

اقتبس آباء الكنيسة الأولون الكثير من نصوص الكتاب المقدس وذلك فى عظاتهم وكتابتهم وترجع أهمية هذه الإقتباسات كدليل على صحة العهد الجديد للآتي :
أنها قديمة جداً إذ يرجع بعضها إلى نهاية القرن الأول الميلادى.
أنها باللغات الأربعة القديمة اليونانية واللاتينية والسريانية والقبطية.
أنها مقتبسة فى بلاد عديدة سواء فى الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب.
أنها كثيرة جداً إذ يبلغ عدد الإقتباسات التى اقتبسها الآباء قبل مجمع نيقية حوالى 32000 إقتباساً، فإذا أضفنا إليهم إقتباسات الآباء بعد نيقية وحتى 440م. لزاد العدد عن 200 ألف إقتباساً ولأمكن منها إستعادة العهد الجديد أكثر من مرة فى أكثر من لغة.
2- شهادة الكتب الكنسية :

عرفت الكنائس والقراءات الكنسية منذ بداية المسيحية والقراءات الكنسية عادة محافظة تعتمد على أقدم المخطوطات... والكتب الكنسية وجدت مطابقة تماما للنصوص الكتابية التى بين أيدينا فلا يوجد بها ما يغاير أو يضاد أى نص عندنا.

عزيزى القارئ : نريد أولاً أن نضع أمامك الحقائق الآتية :
الكتاب المقدس يحتوي على حقائق علمية كثيرة، مكتوبة بأسلوب بسيط يناسب القارئ العادى.
الكتاب المقدس لم يحتوي على الأخطاء العلمية التى كانت شائعة وقت كتابته.
الكتاب المقدس أخبر عن كثير من الأمور العلمية، والتى لم تكتشف إلا حديثاً.
وإليك بعضاً مما يوضح توافق العلم مع الكتاب المقدس :
الكون ليس أزلياً (تك 1:1).
كانت الأرض فى بدايتها بغير حياة (تك 2:1).
إجتماع المياه جميعها إلى مكان واحد (تك 9:1،10).
ظهور الأعشاب أولاً ثم البقول ثم الأشجار (تك 11:1).
ترتيب ظهور الكائنات الحية (تك 1).
خلقة الإنسان من تراب الأرض (تك 7:2).
إشارة إلى كروية الأرض (أش 22:40).
إشارة إلى الجاذبية الأرضية (أي 7:26).
إشارة إلى دورة المياه فى الطبيعة (جا 7:1).
إشارة إلى تنوع الأنسجة فى الكائنات الحية المختلفة (1كو 39:15).
إشارة إلى تحلل العناصر فى الطبيعية (2بط 10:3-12).

خامساً: شهادة التاريخ والآثار

شهدت الآثار بكل صدق لقصص الكتاب المقدس، وأنها حقيقة وليست خيالاً، وإليك بعضاً من هذه الإكتشافات :

1- العهد القديم :
إكتشفت صحائف وكتابات أشورية وبابلية، تحكى قصة خلق الإنسان وطرده من الجنة طبقا لما ورد فى (تك 2).
يوجد اليوم على الأقل 33 وثيقة فى أماكن عديدة تحكى عن الطوفان (تك 7).
عثر على سفينة نوح على قمة جبل أراراط فى أرمينيا، ونشرت جريدة أخبار اليوم ذلك الخبر فى 9 حزيران / يونيه 1946م ووصفوا الفلك وأبعاده وجاء مطابقا لما جاء فى (تك 6).
إكتشف الأثريون مدينة فيثوم التى بناها رمسيس الثانى، وتعرف الآن بتل المسخوطة بالقرب من الإسماعيلية (خر 5:1).
إكتشف الأثريون لوحة اسرائيل الموجودة الآن بالمتحف المصرى بالقاهرة، وهى تحكى قصة خروج شعب بنى إسرائيل وعبوره البحر الأحمر (خر 14).
إكتشف الأثريون مدينة أريحا القديمة، وقد وجدت الجدران ساقطة على الأرض كما وجدت بقايا أخشاب محترقة ورماد دليلاً على صدق رواية يشوع أن المدينة أحرقت بالنار (يش 6).
وغيرها الكثير والكثير من الإكتشافات مثل حجر موآب وصخرة كردستان وبوابة أشتار فى بابل وحجر قانون حمورابى وحفريات مدينة صور والسامرة، وكلها تحكى قصصاً مطابقة لما جاء فى الكتاب المقدس.
2- العهد الجديد :
شهادة الوثائق التاريخية لصحة ما جاء بالإنجيل عن السيد المسيح.
شهادة يوسيفوس المؤرخ اليهودى فى القرن الأول الميلادى فى كتابه العاديات والآثار.
شهادة كرنيليوس ناسيتوس المؤرخ الرومانى فى القرن الأول الميلادى فى كتابه عن تاريخ الإمبراطورية الرومانية.
شهادة ثالوس المؤرخ السامرى فى القرن الأول الميلادى.
شهادة التلمود اليهودى عن شخصية السيد المسيح.
تقرير بيلاطس البنطى إلى الإمبراطور طيباريوس قيصر بشأن المسيح، وهو محفوظ الآن بمكتبة الفاتيكان بروما.
صورة الحكم الذى نطق به بيلاطس البنطى على يسوع، وهو موجود الآن بدير الكارثوزيان بالقرب من نابولي.
سادساً: شهادة إتمام النبوات

1- نبوات العهد القديم :
نبوات عن السيد المسيح : هناك أكثر من 300 نبوة تنبأت عن شخص الفادى والمخلص، وكلها تحققت فى السيد المسيح مولود بيت لحم.
نبوات عن شعوب وملوك :
نبوة نوح لأولاده الثلاثة عن شعوب الأرض (تك 25:9-27).
نبوة يشوع عن اريحا فى القرن الـ 15 قبل الميلاد (يش 26:6)، وتحققت فى (1مل 34:16).
نبوة إشعياء عن خراب بابل العظيمة (أش 9:13-22)، وتحققت بعد 160 سنة تقريباً.
نبوة إشعياء عن انتصار كورش على البابليين وعودة اليهود من السبى (أش 45:44)، وتحقق ذلك حرفياً.
نبوة اشعياء عن البركة الفريدة التى لشعب مصر (أش 25:19)، وتحقق ذلك بمجىء العائلة المقدسة لها.
نبوة اشعياء عن وجود مذبح للرب فى أرض مصر (أش 19:19-21)، وتحقق ذلك فى المسيحية بعد 600 سنة.
نبوة إرميا عن سبى الشعب اليهودى (أر 8:25-11) وتحقق ذلك بعد عشرات السنيين.
نبوة حزقيال عن خراب صور وعدم قيامها مرة أخرى (حز 7:26-21) وتحقق ذلك حرفياً.
نبوة دانيال عن ظهور الإسكندر الأكبر وفتوحاته ثم موته وانقسام مملكته (دا 8-11) وتحقق ذلك بكل دقة وبعد مئات السنيين من النبوة.
2- نبوات العهد الجديد :
تنبأ السيد المسيح عن الإضطهاد الذى سيلاقيه التلاميذ (مت 17:10-23)، وكذلك عن ثبات وصمود الكنيسة أمام الإضطهادات (مت 16:16-18)، وقد تحقق ومازال يتحقق ذلك حرفياً.
وتنبأ عن دمار كورزين وخراب بيت صيدا وكفر ناحوم (مت 20:11-24)، وقد زالت هذه المدن فى القرن الرابع الميلادى.
وتنبأ عن خراب أورشليم والهيكل قبل خرابها بأربعين سنة (لو 43:19،44).
وتنبأ عن إنتشار الإنجيل فى المسكونة كلها (مر 10:13)، وقد تحقق ذلك.
وتنبأ عن استشهاد الرسول بطرس والطريقة التى يستشهد بها (يو 18:21،19)، وقد تم هذا حرفياً.
سابعاً: شهادة العقل والمنطق

1- دور العهد القديم فى إثبات صحة وسلامة العهد الجديد :

وحدة العهد القديم والجديد وترابطهما الشديد يؤكدان على صحة وسلامة العهد الجديد، لأنه يلزم لمن يرغب فى تحريف العهد الجديد أن يحرف أيضاً العهد القديم ليجعله مطابقا له... وإذا كان المسيحيون سيحرفون العهد الجديد ليجعلوا من مسيحهم إلها، فلماذا سيصمت اليهود وهم يرون كتبهم تحرف أمام أعينهم؟ لماذا لم يملأوا العالم صياحا ويشهدوا على زمان التحريف ومكانه؟

2- دور كتبة العهد الجديد فى إثبات وحيه وعصمته :
كان معظم كتبة العهد الجديد شهود عيان للأحداث.
كتبوا أسفارهم من أماكن متفرقة، ولكنها جاءت فى وحدة واحدة.
ذكر الرسل أخطاءهم الشخصية مما يدل على أمانتهم فى الكتابة.
كرزوا بالأمر الصعب وهو (الإله المتجسد والمصلوب) ولو كانت نية التحريف أو التبديل عندهم لنادوا بالأمر السهل والأكثر قبولاً.
لم يعتمدوا فى كرازتهم على سلاح أو مال، ولكنهم نجحوا فى غزو العالم كله، مما يدل على صدق دعوتهم وأنها بمؤازرة الله نفسه.
استشهدوا جميعاً (عدا يوحنا الحبيب) فى سبيل ما كتبوا وكرزوا به. *
3- أسئلة لا تجد لها كتابة ؟
هل يستطيع القائلون بالتحريف أن يدلونا على مؤرخ ذكر شيئا فى التاريخ - ولو عابرا - عن مؤتمر أو مجمع ضم أجناس البشر من جميع القارات لتحريف الكتاب المقدس؟
هل يستطيع القائلون بالتحريف أن يجيبوا لنا عن هذه الأسئلة أو واحد منها :
من الذى حرف الكتاب المقدس؟
متى حرف الكتاب المقدس؟
أين حرف الكتاب المقدس؟
لماذا حرف الكتاب المقدس؟
أين النسخة الأصلية التى لم تحرف؟
عزيزى القارئ : هذه الأسئلة لن تجد لها إجابة عند أحد؟ هل تعرف لماذا؟ لأن الكتاب المقدس لم تمتد إليه يد التحريف من بعيد أو قريب، طبقاً لوعد السيد المسيح نفسه: "السماء والأرض تزولان ولكن كلامى لن يزول" (مت 35:24).

يتصور البعض أن هناك من يستطيع تحريف الكتاب المقدس ولكن هذا مستحيل لأسباب كثيرة منها :
1- وحدة الكتاب المقدس
لقد اشترك فيه أكثر من أربعين كاتباً، وفى فترة زمنية تزيد عن 1600 سنة. فلقد كتب موسى أسفاره حوالى سنة 1500 ق.م، وكتب يوحنا إنجيله حوالى سنة 100م. ولقد تباينوا فى صفاتهم وظروفهم وأماكن إقامتهم وعصورهم: فمنهم الفلاسفة مثل موسى وبولس، ومنهم البسطاء مثل عاموس جانى الجميز وداود الراعى وبطرس الصياد، ومنهم قائد الجيش مثل يشوع وساقى الملك مثل نحميا، ورجل القصور مثل أشعياء، ودانيال رئيس الوزراء وسليمان الحكيم.. منهم من كتب فى البرية كموسى النبى، وفى الجب كأرميا، وفى المراعى كداود، وفى السجن كبولس.. لكن الكتاب - رغم ذلك كله - يتمتع بوحدة عجيبة بين أسفاره كلها. موضوعه: (خلاص الإنسان) يشرح لنا معاملات الله مع البشر، ثم فداءه لهم، ثم طريقة تحقيق الفداء فى حياتنا اليومية "لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس"
(2بط 21:1). لذلك "كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذى فى البر، لكى يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح" (2تى 16:3،17).

2- نبوات

مما يؤكد أن الكتاب المقدس مُوحى به من الله أنه يحوى نبوات كثيرة بحذافيرها وهذه مجرد أمثلة :
أكثر من 300 ثلاثمائة نبوة عن السيد المسيح، كّتبت قبل مجيئه بمئات السنين، وتمت بدقة عجيبة.

نبوات عن سقوط مصر وهى فى أوج قوتها وقد تمت فى (حز 19).

نبوات عن سبى أشور وسبى بابل وردت فى أشعياء وأرميا.

نبوة عن نصرة كورش - ملك فارس - على البابليين وعودة اليهود من سبيهم. وقد وردت النبوة فى أشعياء، وقرأها كورش بعد انتصاره، وذهل منها فأطلق اليهود فعلا وعادوا إلى أرضهم.

أنبأ الرب بخراب أورشليم بصورة مريرة وتمت النبوة بحذافيرها سنة 70م على يد تيطس القائد الرومانى.

أنبأ الرب باستشهاد بطرس الرسول وتم ذلك فعلاً سنة 68م على يد نيرون.

3- النسخ القديمة

توجد نسخ قديمة من الكتاب المقدس أكتشفها العلماء ووجدوها أنها تطابق ما بين أيدينا بدقة كاملة مثل :

النسخة الفاتيكانية : ترجع إلى أوائل القرن الرابع، ومحفوظة بالفاتيكان. كتبت فى مصر بأمر الملك قسطنطين.

النسخة السينائية : ترجع إلى أواخر القرن الرابع، وعثر عليها العالم تشندروف فى دير سانت كاترين عند سفح جبل سيناء وهى الآن فى المتحف البريطانى.
النسخة الإسكندرية : وترجع إلى القرن الخامس، وظلت فى حوزة باباوات الإسكندرية حتى سنة 1638، حيث أهداها البابا كيرلس إلى شارل الأول ملك بريطانيا وهى الآن بالمتحف البريطانى.

النسخة الأفرايمية : محفوظة بباريس، ومكتوبة على أوراق كانت تحمل ميامر لمار افرام السريانى.
هذا بالإضافة إلى نسخة بيزى (قرن 6)، ونسخة واشنطن (قرن 5)، ومئات النسخ الأخرى ومخطوطات البحر الميت، ومخطوطة تشستر بيتي التى ترجع إلى عام 250م وهى من الورق البردى ومحفوظة فى دبلن بايرلندا.


4- شهادة الآثار والحفريات

مع نشأة علم الحفريات وأبحاثه الجبارة فى القرن الماضى، تم إكتشاف معالم كثيرة، عليها كتابات هامة ترجع إلى عصور الكتاب المختلفة. وبالمقارنة بين هذه المعالم وكتاباتها المدفوعة منذ مئات السنين نجد تطابقاً كاملاً مع ما لدينا من أسفار وهذه بعض الأمثلة :

إكتشاف بابل باللغة المسمارية تحكى نفس قصة الطوفان.

إكتشف العلماء أطلال مدينتى فيثوم ورعمسيس اللتين بناهما اليهود لفرعون، وقد وردتا فى (خر 11:1) ولم يعثر عليهما إلا سنة 1884م.

حجر موآب يحوى 34 سطرا تحكى قصة حرب ميشع ملك موآب مع يهورام ملك إسرائيل، وهو نفس ما ورد فى (2مل 6:3-27).

حجر رشيد الذى كشف لنا سر اللغة المصرية القديمة حيث دون فيها المصريون بالهيروغليفية والديموطيقية واليونانية أموراً تطابق ما ورد فى الكتاب المقدس.

صخرة كردستان وعليها نقوش تحكى قصة داريوس ملك فارس (دا 5،6،9،21).

مسلة شلمناصر ملك أشور وفيها يبدو هوشع ملك إسرائيل خاضعاً يقدّم له الجزية، وهذا نفس ما ورد فى (2مل 3:17).

أطلال نينوى القديمة حيث قصور ملوك آشور وكتابات تطابق ما لدينا من معلومات.

أطلال أريحا، التى أحرقها يشوع وتبدو مبانيها محروقة بالنار كما ورد فى الكتاب.
كثير من الكتابات فى منطقة أور الكلدانيين تحوى معلومات عن إبراهيم تطابق ما لدينا وكانوا يسجلون ما يريدون على الحجارة.
صليب الرب يسوع، وقصة إكتشافه الجبارة وكذلك الأكفان التى دفٌن بها ووثيقة الحكم عليه.

اسئلة من وجهة النظر المنطقية

  1. 1.اين تم التحريف؟
  2. 2.من الذي قام بالتحريف؟
  3. 3.في اي لغة تم التحريف؟

اولا : اين تم التحريف

يعلم الجميع ان المسيحية منذ عهد رسل المسيح (الحواريين) انتشرت في بقاع شتي من العالم في اسيا وافريقيا واوروبا وبالتالي انتشر الكتاب المقدس في تلك البقاع – والسؤال هو " في اي بلد من بلاد هذه القارات تم تحريف الكتاب المقدس ؟ وفي اي بلد من بلاد اسيا ؟او افريقيا؟ او اوروبا؟ ام ان التحريف تم في جميعها ؟ وكيف يتم ذلك عمليا؟

وكلها اسئلة - للمفكر العاقل المنطقي الموضوعي - بلا ردود مما يثبت استحالة حدوث هذا التحريف المزعوم.

ثانيا: من الذي قام بالتحريف؟

  1. هل قام اليهود بتحريف التوراة وكتب الانبياء؟
  2. وماهو الدافع لديهم للتحريف ولمصلحة من؟
  3. ام قام المسيحيون بتحريف كتب اليهود وحرفوا الانجيل ايضا؟
  4. اي مذهب في المسيحية قام بالتحريف؟
  5. ام ان اليهود اتفقوا مع المسيحيين على تحريف الكتابين معا وباي لغة-التوراة والانجيل؟

فلنناقش كل افتراض على حدة بنفس الموضوعية والعقلانية بعيدا عن الوقوع اسري لافكار سابقة:

الافتراض الاول :اليهود قاموا بتحريف التوراة

وللرد نقول: لو ان اليهود كانوا قد قاموا بتحريف كتابهم لامكن كشف هذا التحريف ببساطة متناهية لان المسيحيين كان ولا يزال لديهم نسخ من كتاب اليهود نفسه وما كان للنصاري ان يسمحوا لليهود ان يقوموا بتحريف حرف واحد من كلمات الكتاب المقدس الذي يحفظونه ويعرفونه كما يعرفون ابناءهم – سورة البقرة 146 الذين اتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم- بل انهم استحفظوا عليه – اي استؤمنوا عليه – وكانو عليه شهداء – اي شهود على صحته – كما جاء بسورة المائدة 44

الافتراض الثاني: المسيحيون هم الذين قاموا بتحريف الكتاب المقدس:

وللرد نقول : وكما قلنا في الرد على الافتراض الاول : فما كان لليهود ان يسمحوا للنصاري ان يقوموا بتحريف حرف واحد من كلمات الكتاب المقدمس الذي يحفظونه ويعرفونه كما يعرفون ابناءهم – البقرة 146 – واستؤمنوا عليه وكانوا عليه شهداء اي على صحته كما جاء بسورة المائدة 44

الافتراض الثالث: اليهود اتفقوا مع المسيحيين على تحريف الكتابين معا الانجيل والقران:

وللرد نقول : اذا كان حدث اتفاق بين المسيحيين واليهود على التحريف لتحتم عليهم الاتفاق في قضية المسيح التي هي محور الكتابين التوراة والانجيل وحيث انه لا يوجد اتفاق حول قضية المسيح فمعني ذلك انه لم يتم اتفاق على تحريف الكتاب المقدس.

رابعا :بالاضافة الي ذلك نقول : من ياتري في مذاهب المسيحيين قام بالتحريف.

فالمسيحية منذ القرن الرابع الميلادي اي قيل ظهور الاسلام بثلاثة قرون قد انشقت الي مذاهب( تماما مثل مذاهب الاسلام :السنية – الشيعية – المالكية – الشافعية – الحنبلية) فكان هناك شيع مثل الارثوذوكس والكاثوليك وبدع اخري كالاريوسيين والنسطوريين وغيرهم . فمن ياتري منهم قام بالتحريف؟ وهل سيصمت الباقي امام من قام بالتحريف ام سيقوموا بمهاجمته على الملا؟ . ولان الجميع لديه نسخة واحدة هي التي في ايدي كل المذاهب فهل اتفق الفرقاء على التحريف دون ان يتفقوا على ما بينهم من اختلافات؟ هل من منطق او عاقل يقول بذلك ؟

وفي هذا قال الاستاذ على امين:" في كتابه ضحي الاسلام ج1 ص 358 - :ذهبت طائفة من ائمة الحديث والفقه والكلام الي ان التبديل وقع في التاويل لا في التنزيل... ومن حجة هؤلاء ان التوراة قد طبقت مشارق ا لشمس ومغاربها – قبل ظهور محمد والقران- ولا يعلم عدد نسخها الا الله ومن الممتنع ان يقع التواطؤ في التبديل والتغيير في تجميع تلك النسخ بحيث لا تبقي في الارض نسخة الا مبدلة ومغيرة والتغيير على منهاج واحد وهذا يحيله العقل ويشهد ببطلانه".

عزيزي : لعلك تدرك الان استحالة تحريف كلام الله المنزل في التوراة والانجيل

رابعا: في اي لغة تم التحريف؟

من المعروف ان الكتاب المقدس قد كتب بالعبرية والارامية واليونانية وترجم الي لغات عديدة منذ ظهور المسيحية : الي اللاتينية والسريانية والاشورية والاثيوبية وغيرها . ففي اي لغة من هذه اللغات يوجد تحريف الكتاب المقدس؟

ان الواقع الفعلي الان هو ان الكتاب المقدس في كل هذه اللغات واحد ولا توجد اختلافات فيه بين كل هذه اللغات. اليس ذلك دليلا على ان الكتاب المقدس لم يصبه اي تحريف لا من قريب ولا من بعيد؟

الكتاب المقدس وحي

ما هو الوحي؟

الكتاب المقدس هو إعلان الله، وأنه الإعلان الوحيد الذى منه حصلنا على المعلومات الإلهية، وبدونه ما كنا نعرف أي شـئ عن خلاص النفس ولا عن الأبدية ولا عن الله. ولقد أصاب واحد عندما قال إن فلاحاً بسيطاً يقرأ الكتاب المقدس وهو سائر خلف محراثه يستطيع أن يعرف عن الله أكثر مما يعرف العالم فى مختبره، أو حتى أستاذ اللاهوت إذا كان ينكر وحي الكتاب المقدس.

الكتاب المقدس هو وحي الله. ومع أن تعبير «وحي الكتاب المقدس» ليس تعبيراً كتابياً بحصر اللفظ؛ إلا أن مضمونه واضح كل الوضـوح في الكتاب المقدس كله. ولقد نشأ هذا التعبير من قول الرسول بولس « كـل الكتاب هو موحى به من الله » (2 تي 3: 16). هذه الكلمة «موحى به من الله » لم ترد سوى فى هذا النص، لكن هذه المرة الفريدة، مليئة بالمعاني الغنية والمباركة. فهي باليونانية؛ لغة العهد الجديد الأصلية «ثيوبنوستوس»- وتعنى حرفياً؛ نفَس أو نسمة الله. فالكتاب المقدس هو إذاً أنفاس الله أرسلها إلى أواني الوحي. قديماً نفخ الله في أنف الإنسان نسمة حياة « فصار آدم نفساً حية » (تك 2: 7)، أما الكتاب المقدس فهو ذات أنفاس الله، وهو لذلك كتاب يهب الحياة الروحية، كقول الـرب له المجد للتلاميذ « الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة » وكرد بطرس عليه « يارب إلى من نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك » (يو 6 : 63، 68).

عرف "وبستر" الوحي كالآتي: "هو تأثير روح الله الفائق للطبيعة على الفكر البشرى، به تأهل الأنبياء والرسل والكتبة المقدسون لأن يقدموا الحق الإلهي بدون أى مزيج من الخطأ". ويوضح الرسول بطرس أن الأنبياء، أواني الوحي، أثناء كتاباتهم المقدسة كانوا تحت تأثير سلطان الروح القدس فيما كتبوا، ليس فقط مسترشدين به، بل أيضاً مسوقين منه (2بط 1: 21). علق على هذا وليم كلي بأن الله استخدم أناس الله كالعربات لتحمل إلينا قصده من إعطاء كلمته. فوظّف عقولهم وقلوبهم، لغتهم وأسلوبهم، لكنه أوصل إلينا بها حكمته في إتمام قصده بصورة تسمو فوق الأداة المستخدمة، وبمعزل تام عن أدنى خطأ.

طريقة الوحي

هناك فصل هام يشرح لنا مسألة الوحي فيه يقول الرسول بولس « كما هو مكتوب ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه، فأعلنه الله لنا نحن بروحه، لأن الروح يفحص كل شئ حتى أعماق الله. لأن من مِن الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه، هكذا أيضاً أمور الله لا يعرفها أحد إلا روح الله. ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله، التي نتكلم بها أيضاً لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية، بل بما يعلمه الروح القدس، قارنين الروحيات بالروحيات. ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة. ولا يقدر أن يعرفه (يعرف هذه الأمور) لأنه إنما يُحكَم فيه (فى هذه الأمور) روحياً. وأما الروحي فيحكم في كل شئ وهو لا يحكم فيه من أحد» (1كو2: 9-15).

في هذا الفصل الهام يذكر الرسول بولس ثلاثة أمور هي:

أولاً : الإعلان؛ حيث أعلن روح الله القدوس لكتبة الوحي أفكار الله العجيبة. فهذه الأمور – كما فهمنا – هى ما لم تر عين ولا سمعت أذن ولا خطرت على بال إنسان، لكن روح الله القدوس – الذي يفحص كل شئ حتى أعماق الله – أعلنها لأواني الوحي. ويوضح الرسول في ع11 أن الإمكانية الوحيدة لحصولنا على هذا الإعلان هو روح الله. هذه هي الخطوة الأولى فى موضوعنا؛ أعنى الإعلان.

ثانياً : الوحي؛ فتحت السيطرة المطلقة والهيمنة الكاملـة من الروح القدس، تمت صياغة ذلك الإعلان بذات أقوال الروح القدس، فتم القول « قارنين الروحيات بالروحيات ». هذه الآية تفسَر في أحيان كثيرة تفسيراً خاطئاً، إنها لا تعنى مقارنين الروحيات بالروحيات، أو مقارنين أقوال الكتاب ببعضها، بل تعني أن الرسل كانوا موصلين الإعلانات المعطاة لهم من الروح القدس بذات العبارات التي يريد الروح القدس أن يستخدمها.

ثالثاً : الإدراك؛ وهذه هى المرحلة الثالثة من قصة وصول أفكار الله إلينا. فبعد أن أُعلن الحق بالروح القدس لرجال اختارهم الله، ثم أوحى الروح القدس إليهم ليوصلوا لنا هذه الأفكار بذات الكلمات التي أملاها عليهم روح الله، فإنه يلزم لإدراك الحق وامتلاكه أن يكون المؤمن في حالة روحية، لأن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله، ويستحيل عليه قبول وفهم الأمور الإلهية.

هذه الأمور الثلاثة هي إذا كالآتي:

الخطوة الأولى: من الله إلى كاتب الوحي، وفيه يصل إلى ذهن كاتب الوحي ما يريد الله أن يقوله. هذا هو الإعلان.

الخطوة الثانية : من أواني الوحي إلى الرقوق أو الورق. وفيه يكتب النبي ما يريده الله أن يكتبه. وهذا هو الوحي.

الخطوة الثالثة : من الرقوق أو الورق إلى قلب القارئ ، وفيه يتقبل الإنسان الاستنارة من جهة ما يريده الله أن يقوله، وما كتبه الله فى الكتاب. وهذا هو الإدراك

هذه هى الخطوات الثلاث لوصول أفكار الله إلى الإنسان. إنها تشمل المنبع والمجرى والمصب. والكل من عمل روح الله.

وواضح أننا اليوم لسنا في زمن الإعلان أو الوحي، لكننا لا زلنا نحتاج إلى استنارة من روح الله القدوس لنفهم المكتوب (مز119: 18).

 

الخطوات الثلاث من فكر الله إلى قلب المؤمن

نظريات الوحي

حاول اللاهوتيون تفسير الوحي ، وقدموا لذلك نظريات متعددة، نذكر منها:

1- النظرية الطبيعية: فاعتبر البعض أن الوحي هو إلهام طبيعي كذلك الإلهام الذي يصاحب الشعراء والأدباء فى كتابة قصائدهم وأعمالهم الفنية.

لكن هذه النظـرية مرفوضة لأنها تتجاهل العنصر الإلهي الذي يؤكده الكتاب المقدس عندما يقول « تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس » (2بط1: 21).

2- النظرية الميكانيكية أو الإملائية: وفيها قالوا إن الله قام بإمـلاء كتبة الوحي ما كتبوا، تماماً كما لو كان يحرك آلة كاتبة أو إنساناً آلياً.

هذه النظريـة على عكس النظرية السابقة تتجاهل العنصر البشرى، ولا يوجد أدنى سند لهذه النظرية في الكتاب المقدس، بل على العكـس إن لنا العديد من الأدلة على أن شخصية الكاتب ومشاعره ظاهرة فيما كتب (انظر رو9: 1-5). فكتابات الأنبياء والرسل تحمل طابع زمانهم وظروفهم واختباراتهم. لقد أحس إشعياء بالرهبة المقدسة وهو يحدثنا عن الرؤيا المسجلة فى أصحاح 6 من نبوته، كما وغمر إرميا في الأحزان الكثيفة وهو يكتب مراثيه، وامتلأ قلب داود بالفرح وبالعرفان وهو يكتب مزاميره الشهيرة مثل مزمور23، 103،...الخ

إننا نوافق تماما الكاتب الألماني "إريش ساور" الذي قال حاشا أن نقول إن الله ألغى شخصية كتبة الوحي فيما كتبوا، فهذا الأسلوب من الوحي لا يليق بالله مطلقا. إننا نجد مثل هذا الأسلوب فى الوثنيات والعبادات الشيطانية التي فيها تُفقِد الأرواح الشريرة الإنسـان شخصيته (انظر 1كو12: 2، مر5: 1-9). أما الإعلان الإلهي فإنه لا يلغى شخصية أواني الوحي، إذ أن أحد أهداف الإعلان الإلهي هو وجود شركة بين روح الإنسان وروح الله، فالله لا يسر بأن يشغل آلة ميتة، بل إنساناً ذا مشاعر، لا مجرد عبد بل صديق.

ولهذا فإننا نرفض أيضا نظرية الوحي الإملائي أو الميكانيكي.

3- النظرية الموضوعية: بمعنى أن الله أوحى لأواني الوحي بالفكرة فقط، دون العبارات نفسها، إذ ترك لكل كاتب أن يختار العبارات التي تروق له دون تدخل من جانبه. ولعل الذين اقترحوا هذه النظرية أرادوا بها تفـادى أية تناقضـات في الكتاب المقدس لا يعرفون حلها، أو أى عدم دقـة تاريخية أو علمية مزعومة.

لكننا أيضـاً نرفض هذه النظرية إذ أن الكتاب ينقضها. فكما أشرنا فيما سبق هناك فارق بين الإعلان والوحي، الإعلان كان للفكرة، لكن لئلا يعجز كتبة الوحي عن توصيل أفكار الله بكل دقة، فإن الله لم يتركهم يختارون العبارات. هذا ما أكده الرسول بولس عندما قال « لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية، بل بما (مشيراً إلى الأقوال) يعلمه الروح القدس » (1كو2: 13). وأيضاً قوله عن اليهود إنهم « استؤمنوا (لا على أفكار الله، بل) على أقوال الله » (رو3: 2). وأيضاً ما قاله استفانوس عن موسى إنه « قبل من الله أقوالاً حية ليعطينـا إياها » (أع7: 38). وداود يقول « روح الرب تكلم بي، وكلمته (وليس أفكاره) على لساني » (2صم23: 2)

إننا نتفق مع المصلح الشهير لوثر الذي قال: لم يقل المسيح عن أفكاره إنها روح وحياة، بل « الكلام (أو بالحري ذات الألفاظ) الذي أكلمكم به هو روح وحياة » (يو6: 63).

4- النظرية الجزئية: وتعنى أن هناك أجزاء فى الكتاب المقدس موحى بها، وأخرى غير موحى بها. ولكي ما يثبت أحد اللاهوتيين هذه النظرية، فإنه فسر الآية الواردة في فاتحـة الرسالة إلى العبرانيين « الله … كلم الآباء قديماً بأنواع (وفى حاشية الكتاب بأجزاء أو جزئياً) وطرق كثيرة »، والمقصـود من هذه الآية أن إعـلانات العهد القديم المتنوعة والكثيرة لم تكن كاملة، وكانت تنتظر الكمال في تجسد الكلمة، ومجيء الابن الحبيب بالجسد، لكن هذا اللاهوتي فسرها بأن ليس كل الكتـاب على نفس الدرجة من الوحي والعصمة؛ فنوع من الكلام هو وحي كامـل، والبعض الآخر وحي جزئي، وأجزاء ثالثة ليست وحياً على الإطلاق. لكن هذا اللاهوتي ارتبك ولم يعرف كيف يجيب عندما سأله واحد: وكيف تعرف أن عبرانيين 1:1 الآية التي بنيت عليها نظريتك هى ضمن آيات الوحي الكامل التي يمكنك الاستناد عليها؟

كلا ، بل إننا نتفق تمامـاً مع "رينيه باش" الذي قال: سواء كان الإناء المستخدم في الوحي مقتدراً فى القول كموسى، حكيماً كدانيـآل، فاسداً كبلعام، عدواً كقيافا، مقدساً كيوحنا، بلا جسد كالصوت الذي سُمِع فوق جبل سيناء، بلا شعور كاليد الكاتبة على حائط قصر بابل. . . فإن الفكـركان من الله، والعبارة أيضاً من الله.

5- النظرية الروحية: بمعنى أن الله أعطى الوحي للروحيـات فقط، أما الأمور الأخرى التاريخية أو العلمية. . .الخ فهي تحتمل الخطأ، شأنها شأن أية كتابات أخرى في ذلك الزمان. ويقول أصحـاب هذه النظرية إن الله تكلم إلينا فعلاً عن طريق كتابه المقدس، لكن ليست نصوص الكتاب هى كلمة الله، بل فقط الرسالة الروحية التي أتت إلينا من خلال هذه الكلمات. فحادثة دانيآل في جب الأسود مثلا هي في نظرهم قصة خياليـة لكنها مع ذلك تصور لنا أهمية الصلاة! ومعجزة تكثير الخبز لم تحـدث فعلاً - هكذا هم يقولون - لكنها تعلمنا الإيثار وتقديم ما عندنا للآخرين، وهكذا. عبر عن هذه النظرية واحد عندما علق على قصة إغلاق إيليا للسماء، وإعالة الغربان له بالقول: هذه القصة من الوجهة التاريخية خاطئة، ومن الوجهة الروحية صحيحة!!

ينتج عن هذه النظرية الفاسدة عدم قبول ذات كلمات الكتاب باعتبارها « أقوال الله »، كما أنها تجعل القارئ حراً تماماً أن يقبل أو يرفض ما يـراه هو صحيحاً أو خطأ فى عبارات وأقوال الوحي. وعندما نرفض إعطاء السلطان لكلمات الكتاب المقدس ففيمن نثق بعد ذلك يا ترى؟ أيجوز لنا أن نجعل من أنفسنا قضاة على أقوال الله؟

ترى من الذي يقرر ما هو صحيح، وما ليس له قيمة؟ كيف يمكنك التمييز بين الحقائق والتعاليم ؟ هل نترك ذلك لتذوقنا نحن للأمور؟ إننا بذلك نكون قد وضعنا أنفسنا فوق الوحي لنحكم نحن عليه، وبذلك يفقد الوحي معناه أصلاً. ثم كيف نفصل رسالة الوحي عن الخلفية التي منها قُدِمَت لنا هذه الرسالة؟ وأين في كل الكتاب نجد هذا الفاصل المزعوم؟ أين نجد ولو إشـارة أو تلميحاً عنه؟ أين في كل الكتاب يمكننا أن نستنتج أن جزءاً من الوحي مهم وآخر غير مهم؟

الوحي اللفظي أو الكلي

قال المعلم المقتدر ف.ب.هول: نحن لسنا بحاجة أن نضع نظرية لشرح الوحي الحرفي أو اللفظي، فهذه شأنها شأن كل الحقائق الإيمانية لا نفسرها بل نقبلها بالإيمان. ونحن إذ نوافق هذا المعلم المعتبر، فإننا لن نشرح الوحي لكننا نُعرّفه كالآتي: هو تأثير إلهي مباشر يؤثر على ذهن كتبة الوحي، به تأهلوا لأن يقدموا الحق الإلهي بدون أدنى مزيج من الخطأ؛ وبناء عليه فإن الروح القدس أعطى كتبة الوحي لا الأفكار فحسب، بل قادهم قيادة ماهرة في إنشاء العبارات اللازمـة للتعبير الخالي من الخطأ عن هذه الأفكار التي أعلنها لهم.

الإدراك هنا ليس له المركز الأول؛ فقد يكون ذهن النبي مستنيراً إلى حد ما من جهة ما يكتب، أما الوحي فلا يوجد فيه شئ اسمه "إلى حد ما"، بل هو تملُّك كامل من الروح القدس لأواني الوحي، سواء أدرك النبي ما يقول أو لم يدرك. فمع أنه توجد درجات فى الإدراك، إلا أنه لا يوجد درجات في الوحي. لقد كان لدى داود بعض الإدراك، ويوحنا المعمدان كان إدراكه أكبر من داود، ورسـل العهد الجديد كان إدراكهم أكبر من يوحنا المعمدان، أما الوحـي الذي أُعطى لداود، بل وأقول أيضاً الذي أُعطى قبله لبلعام، هو وحي بنفس القدر الذي أُعطى لبولس.

والوحي يجعل النبي يتكلم بغض النظر عن حالته؛ فقد يتكلم دون توقع منه كالنبي الشيخ في بيت إيل (1مل13: 20)، أو دون دراية بما يقول كما حدث مع قيافا (يو11: 51)، أو دون رغبة منه كما حدث مع بلعام (عد23،24)، أو دون إدراك كامل لكل أبعاد ما يقول كما حدث مع معظم أنبيـاء العهد القديم (دا12: 8،9 و 1بط1: 11،12).

ومع أن الوحي عصم الأنبياء من الخطأ، لكنه لم يفقدهم شخصياتهم. إن ظهور شخصياتهم يمثل العنصر البشرى في الوحي، وحفظ الروح القدس لهم من أي خطـأ في التعبير عن أفكاره السامية يمثل العنصر الإلهي. لقد تزود كتبة الوحي بمعونة خاصة من الروح القدس حفظتهم تماماً من الخطأ، دون أن يعنى ذلك أنهم تزودوا بقدرات إدراكية فائقة، فهذه القدرات خاصة بالله مصدر الوحي، لا الأنبياء أواني الوحي.

عن هذا الوحي اللفظي والكامل قال أمير الوعاظ سبرجون: إننا نناضـل لأجل كل كلمة في الكتاب المقدس، ونؤمن بالوحي الحرفـي واللفظي لكل كلمة من كلماته، بل إننا نعتقد أنه لا يمكن أن يكون هناك وحي للكتـاب إذا لم يكن الوحي حرفياً، فلو ضاعت الكلمات فإن المعاني نفسها تضيع.

وقال الأسقف رايل: إن الإيمان بالوحـي الحرفي اللفظي، رغم كل ما فيه من صعوبات، هو أفضل عندي من الشكوك والحيرة. فإني أقبل هذه الصعوبات وأنتظر باتضاع حلها، لكن طوال فترة انتظاري فإني أقف على الصخرة.

أمثلة لتوضيح «الوحي اللفظي»

والقصد من تسميته بالوحي اللفظي أن نبرز أهمية الألفاظ، فالألفاظ هامة جداً للتعبير الدقيق عن الفكر، وهي مختارة اختياراً إلهياً لهذا القصد. وهاك بعض الأمثلة التي توضح ذلك.

1- زمن الفعل: ففي محاورة للرب يسوع مع فريق من الصدوقيين (أحد الفرق الدينية على أيام المسيح) الذين ينكرون أمر القيامة، أوضح أن القيامة أمر متضمَّن في الكتب استناداً على قول الله لموسى « أنـا إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب ». لقد بنى المسيح تعليمه في هذه الآية على زمن الفعل. فمن قول الرب « أنا إله » بصيغة الحاضر - وليس "أنا كنت إله" (I am, not I was) هذا معناه أنهم أحياء عنده، لأن الله ليس إله أموات (مت22: 31-33). ونفس هذا الأمر نجده أيضاً عندما أعلن الرب يسوع أمام اليهود قائلاً « قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن (وليس أنا كنت) » (يو8: 58). وهذا معناه أنه الله الواجب الوجود.

2- ضمير الملكية (حرف الياء): إذ يسأل الرب يسـوع الفريسيين قائلاً « المسيح ابن من هو؟ » ثم يستطرد قائلاً « فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلا قال الرب لربى اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك؟ فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟» (مت 22: 43- 45).

3- المفرد وليس الجمع: يؤكد الرسول بولس تعليماً مبنياً علي لفظ واحد مكتوب بالمفرد لا بالجمع في قوله « أما المواعيد فقيلت في إبراهيم وفى نسله (بالفرد لا الجمع. ثم يوضح قائلاً) لا يقول وفي الأنسال كأنه عن كثيرين، بل كأنه عن واحد (وفي نسلك) الذي هو المسيح » (غل3: 16)

4- كلمة واحدة فقط عليها التركيز: فكلمة واحدة فقط يكون لها مدلول هام يؤثر بقوة في المعنى، وهو ما نجده فى الرسالـة إلى العبرانيين إذ يقتبس الرسول من نبوة حجى 2: 6 ويقول « أما الآن فقد وعـد قائلاً إني مرة أيضاً أزلزل لا الأرض فقط بل السماء أيضاً». ثم يعلق قائلاً « فقوله مرة أيضاً يدل على تغيير الأشياء المتزعزعة كمصنوعة » (عب12: 26،27). ومرة أخرى يقول المسيح لليهود « أليس مكتوباً في ناموسكم أنا قلت إنكـم آلهة. ثم يعلـق قائلاً « إن قال آلهة لأولئك الذين صارت إليهم كلمة الله، ولا يمكن أن يُنقَض المكتوب » (يو 10: 34،35).

من هذا كله يتضح لنـا دقة تعبيرات الكتاب المقدس، بل وأهمية حروفه. وليس الحروف فقط بل النقط أيضاً، ولذلك قال المسيح « لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل» (مت5: 18).

«العنصر البشري»

لقد استخدم الله العنصر البشري في الكتاب المقدس. فالله استخدم لغة البشر لكي يخاطبنا بها، كما استخدم أيضاً عقول كتبة الوحي وأذهانهم وذاكرتهم وعلمهم واختباراتهم ومشاعرهم والظروف المحيطة بهم. ومن هذا الامتزاج بين العنصرين الإلهي والبشري معاً تكونت كلمة الله كما يقول داود « روح الرب تكلم بي وكلمته علي لساني » (2صم23: 2). لقد سيطر الله علي العنصر البشري للكاتب مما سمح بظهور الطابع الشخصي لا الخطأ الشخصي.

هذا الأمر نجده واضحاً في فاتحة إنجيل لوقا. فلوقا جمع الوثائق المعتمـدة من شهود العيان وتحقق بنفسه من صحتها، وكان هذا هو العنصر البشرى في المؤرخ المدقق. لكنه عندما قام بالكتابة فإنه لم يكتب من ذاته دون أن يستلم الروح القدس كيانه بأسلوب فائق كيما يختار الحقائق التي يذكرها وتلك التي لا يذكرها، ولكي يرتبها في نسق معين كيما يخرج منها باستدلالاته واستنتاجاته.

يمكننا تشبيه هذا الامتزاج بين العنصرين الإلهي والبشري بالفنان الذي يعزف علي عدة آلات موسيقية فنسمع أصواتاً مختلفة ولو أن العازف واحد، ومع عظمة العازف فإنه سيتحرك في حدود قدرات الآلة التي بين يديه. هكذا فإن الله الذي كوّن الإنسان وشكّل ظروف بيئته، جهز أيضاً كل واحد من كتبة الوحي، أفـرزه من بطن أمه ودعـاه بنعمته (غل1: 15) ليعزف بواسطته مقطوعته الرائعة. وإني أتساءل: هل كان ممكناً لشخص آخر غير سليمان أن يكتب لنا عن خواء العالم وبطله كما فعل هو في سفر الجامعة؟ إنه لم يكن ناقماً علي العالم إذ لم يُحرَم من شيء مما تحت الشمس، بل تمتع بلذائذ الحياة كلها دون أن يفقد الحكمة؛ وأخيراً سجل لنا اختباره « باطل الأباطيل الكل باطل »، لكن كتابته كانت بالوحي. ومن مثل بولس كان يمكنه أن يكتب لنا عن عدم امتلاك البر الإلهي بالأعمـال الناموسية؟ فمن مِن البشر كان لـه من الامتيازات نظيره حتى قال « إن ظن واحد آخر أن يتكل علي الجسد فأنا بالأولىَ» (في3: 4)، لكنه اعتبر هذا كله من أجل المسيح خسارة!! لكن ما كتبه أيضاً كـان بالوحي. وأنت إذ تقرأ كتابات لوقا تشعر إزاء اللمحات الطبية فيها* أن كاتبها طبيب؛ وهذا لا يتعارض مع كون الروح القدس أملاه ما كتب.

مشكلة واعتراض

هذه المشكلة هى كيف نسمي الكتاب المقدس «كلمة الله» رغم أنه يحتوي علي أقوال الشيطان وأقوال الأشرار، أو علي الأقل أقوال بعض القديسين الخاطئة في لحظات فشلهم وضعفهم (انظر جا2: 24)؟ والإجابة البسيطة علي ذلك هي أن الأمر بتسجيل هذه الأقوال هو الذي كان بالوحي لا الكلمات ذاتها.

في آيات مثل متى 12: 24، 26: 69،70 وتكوين3: 4 وغيرها، نحن عندنا تسجيل صحيح لأقوال خاطئة، أو بالحري التسجيل كان بالوحي، رغم أن الأقوال نفسها ليست موحى بها.

إذاً فالتعليم بالوحي الحرفي أو اللفظي لا يعلم بأن كل أقوال الوحي هي على ذات القدر من الأهمية، بل إنها كلها سجلت في الكتاب بالوحي.

ولقد أوضح بولس هذا الأمر عندما ميز آراءه الخاصة في مسائل خاصة بالزواج موضحاً بصريح العبارة أن هذا رأيه هو وحُكمه الروحي في الأمر وليس « وصايا الرب » (1كو7).

ويعترض البعض على هذه النظرية بقولهم إننا بهذه النظريـة عن الوحي اللفظي والحرفي نؤلِّه النص، أما هم فيفضلون أن يضعـوا الرب وليس الوحي سيداً عليهم. ولقد أصاب د. لويد جونز في رده عليهم بالقـول: كيف تعرف الرب؟ ما الذي يمكنك أن تعرفه عنه خارج الكتاب المقدس؟ وكيف تتأكد أن ما تعرفه بالاختبار عنه ليس وهماً مستمدَاً من خيالك؟ أو أنه ليس من نتاج حالـة نفسية غير مستقرة؟ أو أنه ليس أحد تخاريف العبادات السرية الشيطانية التي انتشرت فى هذه الأيام؟ أولئك الذين يقولون نحن نتمسك بالرب وحده، أو الذين يقولون إننا نذهب إلى الرب مباشرة عليهم أن يجيبوا على هذه الأسئلة أولاً.

وإذا كان بوسع المرء أن يحكم على التعليم من الثمار التي تنشأ عنه؛ فما أمر ثمار إنكار الوحي الحرفي للكتاب المقدس.. فليس بمستغرب أن يتبنى كثير من لاهوتيِّ القرن العشرين الانحلال الجنسي بل والشذوذ الجنسي والطلاق، رغم تحذير الكتاب الصريح من هذه الشرور.

قديماً قال الجاهل في قلبه ليس إله، ففسدوا ورجسوا بأفعالهم (مز14: 1)، واليوم قالوا ليس وحي من عند الله وكانت نفس النتيجة من الفساد والرجاسة.

 

 

 

 

       

  

icon-1

المكتبة

باقة من الكتب الروحية ودراسات متنوعه لاسفر الكتاب المقدس للتنمية والعمق في حياتك الروحية

اضغط هنا
icon-2

للتنمية الروحية

اقرأ جميع المقالات للتنمية والعمق في حياتك الروحية واعثر على إجابات لبعض الأسئلة التي قد تكون لديك

اضغط هنا
icon-3

مـواقـع هامة

ستجد في هذه الصفحة روابط لمواقع مهمة أخرى من شأنها أن تساعدك روحياً وفي حياتك

اضغط هنا
icon-4

اكتب لنا

يهم أسرة نور لجميع الامم أن تتلقى اتصالاتكم وايضاً نهتم أن نستمع الى تعليقاتكم وارائكم واحتياجاتكم

اضغط هنا

 

 

من برامجنا

من المكتبة

للتنمية الروحية

مواد للنمو الروحي مثل مقالات و الأسئلة و حوارات وعظات مسموعة

   مواقع للكتاب المقدس

أعرف الكتاب المقدس - دراسـة الـكـتـاب الـمـقـدس

...اقرء المزيد

 
 

   عظات مسموعة

عظات مسموعة - مختلفة لمجموعة من القساوسة والوعاظ...المزيد من العظات

تواصل معنا

Invalid Input

Invalid Input

Invalid Input

Invalid Input

Invalid Input

 

أخر التغريدات

تجدنا في الفيسبوك

lfan footer logo

   spacer

  

Light For All Nations
P. O. Box 30033
RPO Upper James
Hamilton ON L9B 0E4
Canada
   spacer

Tel  1-905-335-0700
Fax  1-905-335-0068
   spacer

  

Lfan@Lfan.com
   spacer
للمشورة والصلاة

بالبريد الالكتروني noor@Lfan.com

واتس اب وفايبر
WhatsApp & Viber
1-905-281-4428

من كندا 1-905-335-1534
1-800-280-3288

من امريكا 1-301-551-7642
1-800-280-3288

من مصر 0122-026-6607

من المغرب 067-960-0709

من الجزائر 055-460-2031

من استراليا 612-800-557-45

من فرنسا 1-76-64-12-95

من انجلترا 2-03002-5921