جاء في الكتاب المقدس بمزمور 65:78 ((فاستيقظ الرب كنائم كجبارمعيط من الخمر يصرخ عالياً من الخمر))
- يتهجم المنتقدون من خلال هذه الاية على أن ما جاء في المزمزر يعني أن الرب ينام ويستيقظ فهو سيغفل عن الخلق ، وهو يأكل و يشرب كسائر المخلوقات.
- يتسائل المنتقد لكلمة الله قائلاً إن كان الله مخمورا و يصرخ كما يصف الكتاب المقدس فلا بد أنه سيتعدى و يظلمالخلق لأنه في حالة سكر و لا يعي ما سيفعله.
يجب أن نلاحظ الأمور الهامة التالية:
اولا تؤكد كلمة الله أنه لا ينعس ولا ينام
مزمور 121: 3 لايدع رجلك تزل. لا ينعس حافظك.
مزمور 121: 4 إنه لا ينعس ولا ينام حافظ إسرائيل.
الكتاب المقدس يحتوي على وصف دقيق وكامل وصريح عن الله وصفاته ولكن السؤال هنا لماذا يوصف الله هنابالنائم؟
لا يخفى على العاقل انه لكي يعرف معنى (الاستيقاظ) هنا مع وجود ايات صريحة بعدم نومه انه لابدان ارجع الى النص الذي اقتطعت منه الاية قبل أن اخرج باستنتاج من نص مبتور! وإلا يمكن لمتهجم ان يبتر النص القرآني ليقول ان القرآن يشجع على عدم الصلاة في الآية التي تقرر: "ولا تقربوا الصلاة"!
هيا نتعرض للنص الكامل: يقول الله مخاطباً شعب اسرائيل في هذا المزمور قائلاً مايللي:
- مزمور 78: 59 سمع الله فغضب ورذل إسرائيل جدا
- مزمور 78: 60 ورفض مسكن شيلوه الخيمة التي نصبها بين الناس.
- · مزمور 78: 61 وسلم للسبي عزه وجلاله ليد العدو.
- مزمور 78: 62 ودفع إلى السيف شعبه وغضب على ميراثه.
- مزمور 78: 63 مختاروه أكلتهم النار وعذاراه لم يحمدن.
- مزمور 78: 64 كهنته سقطوا بالسيف وأرامله لم يبكين.
- مزمور 78: 65 فاستيقظ الرب كنائم كجبارمعيط منالخمر.
- مزمور 78: 66 فضرب أعداءه إلى الوراء. جعلهم عارا أبديا.
تقع هذه الاية ((فاستيقظ الرب كنائم كجبارمعيط من الخمر يصرخ عالياً من الخمر)) وسطية بين ايات تسبقها وتلحقها. فما قبلها يوضح ان الله غضب ورذل اسرائيل بسبب افعالهم وإغاظتهم له وتحولهم عن الههم، فتركهم للهزيمة وأكلتهم النار وحصدهم السيف، وهذه حادثة شهيرة لدى اليهود مذكورة في سفرصموئيل الاول عندما انهزم الاسرائيلين امام الفلسطينين واخذوا منهم تابوت الرب وتمقضاء الهي على رئيس الكهنة (عالي) واولاده لانهم كانوا اشرار ولم يستطيع ابوهم(عالي الكاهن) منعهم من شرهم فنزل قضاء من الله عليهم وعلى كل اسرائيل وعلى الكهنةبسبب شروروهم. وما بعدها يوضح ان الرب ضرب اعداءه وردهم للخلف بل جعلهم عاراً ابدياً! عندما أخذ الفلسطينيون تابوت الله ووضعوه في هيكل الاله الوثني داجونمعتبرين بذلك نصرة الههم الوثني على اله الاسرائيليين .وهنا حدثت عجائب خارقة للطبيعة فقد وجدوا الههم (داجون) ساقطاومكسورا وانتشرت بينهم الامراض فاضطروا الى ارجاع تابوت الرب الى الاسرائيليينبطريقة عجيبة ايضا .(راجع النص الوارد في سفر صموئيل الاول والاصحاحات 4 و 5 و 6)
لذلك فان الاية الفاصلة التي هي محل تساؤلتصف لنا بكلمات تناسب فهم البشرعن سبب صمته وتركه لشعب اسرائيل حتى وصل الامر
لتعدي وتطاول على الله وعلى تابوته. لم يكن الله (نائم) بل تخلي عن اسرائيل عن قصد بسبب شرهم وظهر صمته عنهم وكأنه نائم ومخمور.
وتعبير إستيقظ لا يستنتج منه ان الله كان نائم بل بعني انه خرج عن صمته وأظهر مجده وادان من ظنوا انه يمكنهم التطاول عليه.
سؤال: يقول الناقد متسائلا: ولكن الاية تقرر ان الله مخمور ويصرخ من الخمر؟
هذا القول يعبر عن اتهام من شخص لم يقرأ بالتدقيق لان الاية تقول هكذا "فَاسْتَيْقَظَالرَّبُّكَــنَائِمٍ كَــجَبَّارٍمُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ. " هل لاحظت حرف التشبيه في الكلمات في بدايتها (كـــــــــــــنائم) و (كـــــــــــــجبار) ! ومعه لايصح لك الإنساب بسبب للتشبيه !
ينبغي على القارئ لكلمة الله قبل أن يتوه في لفظة ماأن يلاحظ معنى التشبيه والمقصود منه! فكما شرحنا سلفاً ان التشبيه بالنائم يشرح تعبير المستيقظ ايضاً وكل الامر لا يتعلق بنوم ويقظة الله بل بتعاملاته مع شعب اسرائيل.
فكذلك بسهولة معرفة التشبيه كجبارمعيط من الخمر فهو لم يشرب خمرا ولكن استخدم تشبيه (الجبار المعيط من الخمر) ليوضح صورة معينه شرحناها سلفاً. هذا وجدير بالذكر أن الخمر في الكتاب المقدس احيانا كثيرة تشير الى الدينونة الالهية واليك الادلة :
- · رؤيا 14 : 19 فألقى الملاك منجله إلى الأرض وقطف كرم الأرض، فألقاه إلى معصرة غضب الله العظيمة.
- · رؤيا 14: 10 فهو أيضا سيشرب من خمر غضب الله المصبوب صرفا في كأس غضبه، ويعذب بنار وكبريت أمام الملائكة القديسين وأمام الحمل.
وبحسب النص موضع النقاش يكون التفسير كالاتي:
- · أدان شعب اسرائيل (كأنه شرب خمر هي من معصرة غضبه على اسرائيل)
- ·
- دافع عن مجده امام الفلسطينين (كأنه جبار افاق من صمته المطبق (يبدو وكأنه غير مدرك للأحداث رغم أنه جبار) التي هي دينونة
- اسرائيل). وحالة السكر توحي بأن هذا الشخص في حالة مؤقته من ترك الامور كما هي وبدون تدخل لسبب ما مؤقت على غير طبيعته وهو الجبار.
سؤال: يستخدم التشبيه لتوضيح المعنى وتجسيده بهدف وصف يعطي عمق للشبه بالمشبه به الامر الذي عندما يتعلق بشخص ما فيمكن ان يشار اليه بنواحي الايجابيه من مدح أو تكريم. ورغم عظمة الله وعزته وجلاله ففي تلك الاية يشبه بمنهو أضعف منه ولا ينال مقامه الذي يليق بعظمته، فلا يعقل أبدا أن يكون هناك أدنىتشابه بين الله و عظمته و بين شخص حقير (السكران). كما أن طريقة عقاب الله لشعب اسرائيل والتي شرحت سلفا، تدل على أن صاحبها قام بها متأثرا كردة فعل و لم يقم بهازجرا (عقابا منزلا عن عمد)، كما أن كلمة (استيقظ) لا يسبقها حرف التشبيه (الكاف) فهي تدل فعلا على أنصاحبها كان نائما ثم استيقض متأثرا بما يفعله بنو اسرائيل ولا يجوز لليهودي أن يصف ربه بواحدة من منأسوأ الأوصاف التي لا تليق به. فما تبريركم لذلك؟
الاجابة :
اولا: إستخدم الله في توصيل كلامهلنا لغة يفهمها البشر وتناسبهم، لذلك عندما يوضح لنا امورتخص افعاله فمهماكانت اللغة البشرية فستظل ناقصة وعاجزة عن انت تعبر التعبير الكامل عن الله وشخصيته واعمال مجده. فالانسان ولغته وفهمة وفكره دائما محدود ولا يمكن للمحدود ان يستوعب اللامحدود. ولذلك ولكي يمكن لنا أن ندركه فهو يعطينا تشبيهات من حياتنا البشرية لكي نفهم بها تصرفات اللامحدود كل القدرة والعز والجلال.
هب انك تشبه الانسان بالاسد فإذا قلت "استيقظ الملك كالاسد من ثباته" ليس المقصود هنا اهانة الملك وتحقيره لكي يهان لكونه حيوانا!!ً الامر الذي حدا بالبعض ان يستعير اسماء تلك الحيوانات فأطلقوها على أنفسهم مثل الاسد والفهد والصقر، بالرغم من أن هؤلاء حيوانات اقل شاناً من البشر وليسوا أعظم من الانسان ومع ذلك تعتبر التشبيهات تلك مدعاة للتقدير!
ثانيا: ليس المقصود من هذا التشبية الدونية ولم يقم البته بذلك لفهم القارئ كما أوضحنا سابقاً ما تعنيه الاشارة الى الخمرفي الكتاب المقدس فعندما يذكر فعل (شرب الخمر) او (صنع الخمر) مقارنا بالله فهويعني (فعل الدينونة) وقد قدمنا عدة ايات توضح ذلك. فليس الامر هو تشبيه بين الله وبين السكران ولكن تشبيه بين الله وبينالجبار الذي ادان شعب اسرائيل ثم ايضاالفلسطينين. وفعل الدينونة
هنا عبر عنه بالجبار الذي شرب خمرا (الجبارهو الله وشربالخمر هو فعل الدينونة) اما عن فعل (استيقظ) وكيف انه لا يسبقه حرف التشبيه فكيف سيسبق فعل حرف التشبيه (الكاف) لكلمة استيقظ؟ ان هذا الاقتراح لغويا غير سليم!حرفالكاف سابق لكلمة (نائم) (اسم) وليس فعل.
هنا تعطى فكرة عن تغير الفعل الموجه لاسرائيل فالنائم لا يفعل شئ وهكذا الله ترك بني اسرائيل ولكن عند تمادي افعالهم الرديه عاقبهم فوصف تركه لهم بالنوم ووصف عقابهم بالاستيقاظ. هذا وان التشبيه كنائم يشرح المفرده المسبقة له وهي استيقظ. كما ان اليقظة والنوم كتشبيهين يرتبطان ايضا في الكتاب المقدس بتشبيه ان الله يعطي انتباها أحرى أو يصبر ويصمت عن أمر ما. اقرأ الآيات أدناه:
مزمور 35 :23 استيقظ وانتبهإلى حكمي يا إلهي وسيدي إلى دعواي.
- · مزمور 35: 22 قد رأيت يا رب. لا تسكت يا سيد. لا تبتعد عني. (النوم)
- · مزمور 35 :24 اقض لي حسب عدلك يا رب إلهي فلا يشمتوا بي.(الاستيقاظ)
والان عزيزي القارئ فانك قد تكون مثل الاسرائيليين عندما تركهم الرب يفعلون ما يحسن في عينيهم ولم يعرفوا الرب حسن المعرفة بل ظنوا ان الممارسات الطقسية قد تنقذهم عندما دخلوا الحرب اخذوا التابوت معهم وكأن الله لا يرى افعالهم بل يهتم فقط بالفروض والطقوس . فهل انت كذلك ؟؟؟ بالنسبة لك الله لا يهتم سوى بالفروض التي فرضها عليك ؟؟ ولا يبالي بما فعلت وبما هو موجود في قلبك ؟؟ انك تراه مثل السيد القاسي وانت العبد الفقير الذي ان لم تفعل ما هو مطلوب منك فانك سوف تقاسي العذاب ؟ لقد أمهل الله كهنة اليهود أن يرجعوا عن طرقهم الردية وليس التمسك بالفروض الظاهرية ولكنهم لم يستجيبوا فباعهم لاعدائهم.
- فهل تظن حقا ان الله يهتم بالفروض الظاهرية؟
- هل تظن حقا ان مجرد تأدية فرض ما تمنحك السلام والغفران؟
- هل تظن بذلك انك ترضي الله أم انك تساومه؟
يخبرنا الكتاب المقدس انه ياتي وقت حين يدين المسيح سكان الارض ويصف دينونته بانها استعلان غضب الله ليس على عدم ممارستهم الفروض بل عدم ايمانهم به وعلاقتهم به ليس كالسيد والعبد بل كالاب والابن فالعبد لن يبقى في البيت للابد وليس له اي احقيه في البيت ولكن الابن يبقى في البيت الى الابد . فهل تسعى لان تكون في البيت الابدي؟ اذن لابد ان تكون ابن لله وليس مجرد عبد يهتم بالفروض السطحية وليس له اي علاقة بالقلب بشيئ . سياتي حتما المسيح ويوم دينونته سيكون صعب ولن يقدر انسان ان يتحمله فهل ستظل ضحية لممارسات شكلية ظانا انها هي تعطيك الغفران امام الله ؟
ادعوا معي الله لكي ينعم عليك بعلاقة البنوة التي تفقدها بممارسات العبودية. يمكنك ان تصلي معي هكذا من كل قلبك وبصدق "ربي والهي كنت اعتقد انه مجرد تادية بعض الصلوات وبعض الفروض الاخرى يمنحني الغفران لديك وهذا خطأ مني لاني ظننتك سيد كل ما يهمك هو تادية الواجبات والفروض ولكني الان اتوب اليك واحتاج ان اعرف الطريق الى بنويتك فكيف استمتع بابوتك ؟؟ اعطني الطريق يا رب "
بقلم خادم الرب: اميل منصور
عزيزي المشاهد
يوحنا 14: 6
قال له يسوع:
«أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي. اي انه لن يستمتع احد بعلاقة الابوة والبنوة مع الله الا عن طريق المسيح
فهل ستظل مبتعدا عنه معتمدا على فروض سطحية لا يحتاج اليها الله في شئ ولا تكفر عن اي ذنب صغير كان او كبير.
غير مسموح بالتعليقات التي: * تحتوي على إساءة وطعن بصفة شخصية في الأفراد * تهجم وعدم احترام للقادة والبلاد * ألإساءة للكنائس والتشجيع على التفرقة أو التمييز بين الطوائف * التسويق أو الاتجار أو الإعلانات بأي شكل ****** الرجاء عدم نشر معلوماتك الشخصية في خانة التعليقات ********