نقرأ في (عب 5 : 7) أن الرب يسوع قدم طلبات للقادر أن يخلصه من الموت وُ سمع له من أجل تقواه ، فكيف ( ُسمع له) وهو قد مات فعلاً؟
بعد أن سلم الرب يسوع لإرادة الأب ووضع نفسه للموت طوعاً ، طلب من الأب أن يخلصه منه : ليس بمعني ألا يموت بل ألا يبقي في حالة الموت ، أي أن ينتشله من بين فكيه (مز 22 : 19 – 21 ، 35 :17) . وهو طلب عادل ومقبول لأن القداسة في طبيعته التي بلا خطية تأبي الفساد . وحتى الموت لم يكن له سلطان عليه لولا أنه أسلم نفسه له بإرادته (اقرأ يو 10 : 17 ، 18). ويتضــح هـــذا المــعني تمـــامــاً فــي تــرجــمة داربـي الإنجــليزية : إذ تأتي كلمة " من الموت" “Out Of Death” ليؤكد أن المقصود هو أن يُخرجه منه وليس أن يُجنبه إياه . ويتفق هذا مع قول (مز 16 : 10) " لأنك لن تترك نفسي في الهاوية . لن تدع تقيك يري فساداً.
المشار إليه في (أع 2 : 24 – 32) فالرب – له المجد – ذاق الموت (عب 2 : 9) ولكن لم يُمسك منه بل نفضه عنه ونجا من فساده ( ناقضاً أوجاع " أو قيود" الموت). وكما كان موته محتوماً بمشورة الله لفدائنا (أع 2 : 23) كانت إقامته برهاناً على قبول الآب لهذا الفداء وبالتالي لتبريرنا (رو 4 : 25). ويحضرنا هنا التشبيه الإلهي في (لا 14 : 1 – 18) في شريعة تطهير الأبرص بالعصفورين اللذين يُذبح أحدهما ويُطلق الآخر حياً بعد غمسه في دم العصفور المذبوح.
فالاثنان – وكأنهما عصفور واحد مذبوحاً ثم محي – يرمزان للرب يسوع مماتاً لبرء البشر من برص الخطية ومُقاماً لقبولهم أمام الله. ولكي تكتمل الصورة الرائعة ففي انطلاق العصفور الحي نحو السماء مصطبغاً بالدم المسفوك تصوير للرب يسوع وقد ارتفع إلى السماء (مر 16 :19) ودخل إلى الأقداس بدم نفسه فوجد (أو فأوجد لنا ) فداء أبدياً (عب 9 : 12). وكلمة " تقواه" هنا تتضمن : طاعته التامة للآب + كماله وبره وقداسته + اتضاعه + محبته للبشر وتضحيته لأجلهم.
سؤال وجواب: بقلم إيليا إسكاروس القاهرة- مصر
غير مسموح بالتعليقات التي: * تحتوي على إساءة وطعن بصفة شخصية في الأفراد * تهجم وعدم احترام للقادة والبلاد * ألإساءة للكنائس والتشجيع على التفرقة أو التمييز بين الطوائف * التسويق أو الاتجار أو الإعلانات بأي شكل ****** الرجاء عدم نشر معلوماتك الشخصية في خانة التعليقات ********