تكلم الرب يسوع إلينا من خلال مثل السامري الصالح، أشجعك أن تقرأ القصة في ( إنجيل لوقا 10 : 30 – 37 ).
لقد كان عداء شرس تاريخي بين السامريين واليهود ولكن القلب الممتلئ با لمحبة لا يمكن أن يعرف الضغينة والبغضة والكراهية.
بولس الرسول تكلم عن المحبة في ( 1 كورنثوس 13 : 5 ) "وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّوء"
لم يكن هدف الرب يسوع من وراء كلامه في المثل أن يكرم السامريين أو يُهين الفريسيين والمتدينين، لكنه أراد أن يعلّم ويقدّم لنا مثالاً عملياً عن الرحمة، الله رحيم وأولاده لابد أن يكونوا أيضاً رحماء، كلمة الرحمة مشتقة من كلمة الرحم وتحمل في طياتها مشاعر عميقة جداً، الله يقول :
"إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً" (متى 12 : 7 )
المسيح في هذا المثل يتساءل: ماذا عن صوت الرحمة؟ ماذا عن صوت الإحساس الوطني؟ ماذا عن الاهتمام بالإنسانية؟ أراد المسيح أن يعلّمنا كسر الحواجز العنصرية والاهتمام بالإنسان كإنسان.
إذا كنت تشعر بالكراهية والعداء تجاه شخص ما؛ صلي إلى الله لكي يملأ قلبك بالمحبة والرحمة. لاحظ أن الدين بدون علاقة حقيقية مع الله المحب الرحيم يتحول تلقائياً إلى مصدر للانقسام والحروب والقتل. وهذه الصفات موجودة في إبليس: "اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، " (يوحنا 10 : 10 أ ) وهو أيضا عنيف ويكره الآخرين.
إذا كنت تهتم بمظاهر التديّن الخارجي سيأتي وقت تشعر فيه أنك محتاج أن تدافع عن إلهك الذي تعبده ويتحول كل من يخالفك الرأي إلى عدو لك. أدعوك اليوم أن تسقط كل هذه الحواجز العنصرية لأن المسيح يدعو إلى المحبة والرحمة. قال المسيح "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ " (لوقا 6 : 27 )
هل تتبع شخص يدعو للمحبة حتى للأعداء؟ أم تتبع شخص آخر يدعو للقتل والذبح والهلاك؟! الاختيار لك ..
أصلي من كل قلبي أن صوت الرحمة وعمل الرحمة يظهر في حياتك وأن يشرق الله اليوم بنور محبته في حياتك وقلبك لكي تنال قدرة على حب الآخرين والرحمة بهم.